قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد على شاب لاتهامه بقتل عامل طعنا بالسكين في منطقة مصر القديمة لخلافات مالية سابقة بينهما.
ترجع تفاصيل الواقع لمنتصف مايو الماضي، بتلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا من الأهالي بالعثور على جثة شاب بالعقد الثالث من عمره وبها عدة طعنات وملقاة داخل أرض فضاء.
وعلى الفور؛ انتقلت الأجهزة الأمنية لموقع البلاغ لكشف ملابسات الحادث وبالفحص المبدئي للجثة بمعرفة المباحث الجنائية، وبمراجعة أوراق تحقيق الشخصية بحوزة المجني عليه، تبين أن القتيل يدعى "خالد. ع"، 34 سنة، عامل بإحدى المطابع، ومقيم بدائرة قسم شرطة مصر القديمة.
وانتقل فريق من النيابة العامة وفريق من الطب الشرعي، وتم التحفظ على الجثة وإيداعها مشرحة المستشفى وتم التكليف بسرعة إعداد التقرير النهائي بالصفحة التشريحية للجثة لبيان سبب الوفاة.
وأمرت النيابة العامة بالتحفظ على كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط مسرح الجريمة، وبتفريغ محتوياتها خلال الـ24 ساعة السابقة للعثور على الجثة، تبين نشوب مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة وتشابك بالأيدي بين المجني عليه وأحد الأشخاص، قام على أثرها الأخير بإخراج سلاح أبيض "سكين" من بين طيات ملابسه وسدد للمجني عليه عدة طعنات أسقطته غارقا وسط بركة من الدماء ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه.
وأفاد تقرير الطب الشرعي أن المجني عليه توفي نتيجة تسديد عدة طعنات بمناطق متفرقة من جسده في الصدر والبطن، وأن طعنة نافذة بمنطقة الصدر هي التي أودت بحياته.
وكلفت النيابة العامة المباحث بسرعة إجراء التحريات اللازمة وجمع المعلومات، بتوسيع دائرة البحث لكشف هوية المتهم وسرعة ضبطه وإحضاره.
وبتضييق دائرة البحث من خلال تفريغ كاميرات المراقبة وسماع اقوال عدد من الشهود من سكان المنطقة، تم التوصل إلى هوية المتهم، ويدعى "فوزي. ك"، 29 سنة، سائق توك توك، وجار المجني عليه وتربطه به معرفة سابقة.
وبانتقال قوة من المباحث إلى محل إقامة المتهم، لم يعثر عليه، وبسماع أقوال الجيران أقروا باختفائه من المنطقة قبل يومين.
وأشار أحد الجيران في تحقيقات النيابة،إلى أن المتهم والمجني عليه جيران، وتربطهما معرفة سابقة، ولم يكن بينهما ثمة خلافات حتى قبل أسبوع من وقوع الجريمة، إذ فوجئ الجيران بنشوب مشادة كلامية بين المجني عليه والمتهم تطورت إلى اشتباك بالأيدي بينهما وتدخل عدد من الجيران للفض بينهما.
وبتكثيف الإجراءات والتحريات تم التوصل إلى مكان اختباء المتهم، لدى أحد أقاربه بمنطقة البساتين، وبالتنسيق مع قسم شرطة البساتين تم إعداد الأكمنة اللازمة الثابتة والمتحركة واستصدار أمر من النيابة العامة بمداهمة المنزل المختبئ به المتهم.
وداهمت قوة مشتركة من قسمي شرطة مصر القديمة والبساتين، المنزل، وعثر على المتهم بداخله، مختبئًا.
وبعرض المتهم على النيابة العامة، في البداية حاول إنكار صلته بالمجني عليه أو تورطه في جريمة القتل، وبتضييق الخناق ومواجهة المتهم بتفريغ كاميرات المراقبة وأقوال الشهود والجيران، أقر بارتكابه الجريمة بسبب خلافات مالية سابقة بينه وبين المجني عليه نتيجة اقتراض المتهم مبلغا ماليا قدره 1500 جنيه من المجني عليه، لكنه تعثر في السداد.
ونتيجة ملاحقة المجني عليه المتهم ومطالبته له بسداد الدين نشبت بينهما الخلافات والتي تطورت إلى اشتباك بالأيدي قبل الجريمة بحوالي 4 أيام.
وفي صباح يوم الواقعة تلقى المتهم اتصالا هاتفيا من المجني عليه يطالبه فيه بسداد المبلغ المالي، فطلب منه مقابلته بالمساء.
وقال المتهم: "طلبت أقابله علشان يصبر عليا في الفلوس، لكنه رفض وشتمني فمحستش بنفسي إلا وأنا بتخانق معاه ومطلع السكينة وضربته بيها".
وعن سبب حمل المتهم سلاحا أبيض معه، أكد أنه دائما ما يحتفظ بسلاح أبيض أو سكين معه في التوك توك الخاص به، بسبب طبيعة عمله التي تضطره للتأخر لساعات متأخرة بالليل بمناطق نائية، فيقتني السلاح لحماية مركبته من السرقة.
وأمرت النيابة بعد انتهاء التحقيقات واستكمال الإجراءات القانونية إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات التي قضت بحكمها سالف الذكر.