بين شوارع رفح الضيقة، تقف مخيمات من الخشب والبلاستيك والنايلون، شاهدة على مأساة إنسانية لا تنتهي فى قطاع غزة.
مع حلول الليل، تتحول هذه المخيمات إلى مدينة مرعبة، يلفها الظلام وتملأها أصوات نباح الكلاب وهدير زوارق الاحتلال البحرية.
يواجه سكان المخيمات برودة الشتاء القاسية، فينشئون النيران للتدفئة وإنارة عتمة الليل، حتى لو كان ذلك على حساب إتلاف بعض الخشب.
في هذه المخيمات، يصارع الإنسان من أجل البقاء، بينما تتلاشى أحلامه وآمالِه مع كل نسمة باردة، فيشعل الاهالي النيران لتحميهم من هذا البرد المميت وتنير لهم العتمة.
وفي ذلك يقول الصحفي الفلسطيني مهدي زعرب، المخيمات موجودة في منطقة المواصي على بعد 300 متر من الحدود المصرية، الكثير من العائلات نزحوا من خان يونس ومن شمال وشرق غزة ومناطق أخرى، إلى رفح باعتبارها مناطق آمنة، ويصنع المواطنون الخيام من النايلون والخشب والبلاستيك في ظل البرد الشديد والجوع وانتشار الاوبئة، فالوضع الصحي متدهور جدا، حيث لا يوجد أي إمكانيات للعناية بالاطفال والسيدات، بجانب انتشار النفايات بجوارهم، التي تسبب الأمراض والأوبئة، والذي يلجأ البعض منهم إلى تناول طعاهم من تلك النفايات، فى ظل الحصار الشديد الذي يعانيه القطاع من الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف "زعرب"، في حديث لـ"البوابة نيوز": المنطقة مرعبة ليلا وكأنها مدينة أشباح، بسبب وجود الكلاب الضالة، والتي أحيانا تهاجم الأهالي وتسبب الرعب للاطفال، كما أن أصوات الزوارق البحرية تسبب الازعاج والتوتر للمواطنين بسبب قربها.
وتابع: الآن لا يوجد مصدر دخل للأكل والمعيشة، وعدد كبير جدا موجود في منطقة صغيرة جدا، ويوجد الحلاقين من النازحين يقومون بالتطوع والحلاقة للمواطنين، مؤكدًا أن المساعدات لا تكفي الأعداد كبيرة ولا تصل للجميع.
ويقول الصحفي الفلسطيني ثائر ماهر: النازحين يعانون من الإهانة والذل حيث لا يوجد أكل أو شرب والنفايات في كل مكان، فهي مخيمات للموت البطئ، حيث تنتشر الأمراض في المخيمات بطريقة كبيرة ومن يمرض نقوم باستشارة بعض الأطباء بدون أي فحوصات، ونحضر الدواء اللازم إذا وجد، لأن المستشفيات حاليا في وضع طوارئ لإصابات الحرب فلا تستقبل حالات مرضية.
وتابع: في بعض الأوقات يعتدي الاحتلال على النازحين في رفح بشكل غير مباشر من خلال قصف مناطق قريبة منهم وإرهابهم، الوضع أقسى بكثير ولا يمكن وصفه، وتأتي المساعدات ولكنها لا تكفي ٢٠% من حاجة الناس، ويتم جمع الأخشاب من المباني المدمرة في فلسطين ولكنها لاتصلح للإشعال بسبب الأمطار، فيتم استبدالها بالقماش أو البلاستيك.