فلسطين قضية أمه، تربت ونشأت الشعوب العربية بأكملها على القضية الفلسطينية في المدارس والمنازل تعتبر فلسطين الحبيبة وطن ثانٍ لكل مواطن عربي يحلم بتحريرها يوم ما يتابع اخبارها منذ طفولته نشأ على حبها المطلق والغير مبرر كما نشأ على أن الكيان الصهيوني عدو لايمكن التصالح معه تحت أي أمر وهو يحتل وطننا الغالي، مرت أكثر من ٤ أشهر على الحرب الجارية على فلسطين من قبل الكيان الاسرائيلي تشهد الحرب جرائم غير مسبوقة في حق الانسانية ضد الاطفال والابرياء والمدنين مات عشرات الآلاف وانهدمت آلاف المنازل وتمتهجيرهم لجنوب القطع في مخيمات.
يعيشون في البرد القارس دون طعام وماء ووسائل تدفئة او اي وسائل آدمية للحياة، فلسطين قضية لم تكن وليدة الأحداث الجارية بل قضية تخطى عمرها 75 عام نتج من الاحتلال والقهر والظلام الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني مئات الشعراء وملايين المناضلين، الشعب بأكمله مناضل دون يأس ضد الاحتلال الاطفال يولدون للنضال ولنفس الرسالة التي تركها أجدادهم والشعب الأبي امتلك موهبة التعبير عن المعاناة والمأساة امتلك حب الكلمة واستخدامها ليخرج غضبه للعالم ويحكي معاناة طويلة لم يقدم امامها العالم شىء سوى انه يقف متفرج على ارواح تفقد كل يوم وهي لم ترتكب ذنبا واحدا.
ومن ضمن الشعراء المناضلين الذين خرجوا من رحم المعاناة "توفيق زياد" الذي لقب بشاعر الغضب وهو أحد شعراء الأرض المحتلة، حمل رسالة إنسانية تحمل ابعاد ثقافية وسياسية واجتماعية عن قضية وطنه، ولد توفيق زياد عام 1929 ورحل في عام 1994، من مدينة الناصرةالفلسطينية كان شاعر وكاتب سياسي بعد أن فقد والده في وقت كان صغيرا واجبر على الاعتماد على نفسه في كل شىء في وقت مبكر،حرص على استكمال تعليمه ودخل مجال السياسة وناضل من أجل حقوق شعبه وعرض حياته للخطر عدة مرات.
لم يتراجع منذ بدأ نضاله حتى آخر يوم في عمره وله سيرة ذاتية ضخمة والكثير من الأقوال المؤثرة والتي تعيش حتى بعد رحيله، بعد اندرس الادب وتخرج من الجامعة برز دوره السياسي حيث كان له دور في اضراب احداث يوم الارض الفلسطيني يوم 30 مارس من عام1976 حيث تظاهر الفلسطينين ضد مصادرة الأراضي وتهويد الجليل، ومن بعدها استهدف الاحتلال الاسرائيلي المناضل "توفيق زياد" بعدما اصلح رمز من رموز صمود الشعب الفلسطيني.
تعرض للاعتقال في مارس 1954 من الشرطة الاسرائيلية بعد مظاهرة احتجاجية انطلقت احتجاجا على قانون "ضريبة الرأس" التيفرضت على المواطنين العرب الذين لا يخضعون للتجنيد الإلزامي وحاول السجناء ضربه واهانته ثم قُدم بمحاكمة عسكرية حكمت عليهبالسجن 40 يوميا بتهمة الشغب والاعتداء على رجال الشرطة، وفي عام 1954 انتخب عضو في مجلس بلدية الناصرة، ثم اعتقل مرة ثانيةفي عام 1958 عقب مظاهرة نظمها الحزب الشيوعي وسجن لستة أشهر بين سجني "الجلمة" و"الدامون".
في عام 1966 اصبح رئيس تحرير مجلة "الجديد" الأدبية والتي كان يصدرها الحزب الشيوعي وبسبب ذلك تفرغ لنشاطه الأدبي، وفياواخر سنة 1973 انتخب نائبا للكنيست في دورته الثامنة وبعد نشر قصيدته "العبور الكبير" في صحيفة الاتحاد في الذكرى الأولى لحرب1973 طالب نواب اليمين الإسرائيلي ومنعه من دخول الكنيست ونزع حصانته البرلمانية ومحاكمته، ولكن بعد فترة اصبح في رئاسة بلديةالناصرة ومع موقعه في الكنيست ورئاسة البلدية لعب دور في نجاح اضراب "يوم الارض" عام 1976 وتصدى لمحاولات افشال الاضرابولكن بسبب ذلك تعرض للاعتداء الجسدي ومحاولة لحرق منزله.
كان قد استقال زيادة من عضوية الكنيست الاسرائيلي في عام 1990 تحت الضغط الجماهيري بعد ان تعرض لعدة محاولات اغتيال اثناءالعضوية باءت جميعها بالفشل حتى توفي في عام 1994 في حادث سير مروع في طريق عودته من مدينة أريحا بعدما شارك في استقبالالرئيس ياسر عرفات وظل سيرته ونضاله حديث بين الشعب الفلسطيني وجميع المناضلين والمثقفين حيث عرف بأنه أحد أشجع القادةالفلسطينين.
ومن أثاره الشعرية والأدبية الشهيرة:
-ادفنوا موتاكم وانهضوا عم ١٩٦٩.
-اشد تلى أياديكم عام ١٩٦٦.
-عمان في أيلول عام ١٩٧١.
-كلمات مقاتلة عام ١٩٧٠.
-أغنيات الثروة والغضب ١٩٧٠.
-عن الادب الشعبي الفلسطيني عام ١٩٧٠.
-أنا من هذه المدينة ١٩٩٤.
ومن أشهر أقواله:
-لن نركع للقوة.. للفانتوم.. للمدفع لن نخضع لن يخضع منا حتى طفل يرضع.
-كأننا عشرون مستحيل في اللد، والرملة، والجليل هنا.. غلى صدوركم، باقون كالجدار وفي حلوقكم.
-عالوا أيها الشعراء نزرا فوق كم فم بنفسجة.. وقيثارة تعالوا أيها العمال نجعل هذه الدنيا العجوز تعود نواره.
-ولو خير لنا أن نولد من جديد لما اخترنا إلا أن نولد في فلسطين في سهول وجبال وساحل ومثلث ونقب هذا الوطن الجميل.
-لا ندعي اننا افضل شعب من شعوب الارض، لكن لا يوجد هناك شعب أفضل من شعبنا.