كشف تقرير لمركز بحثي أمريكي أن انخراط حركة أمل في القتال على الجبهة الجنوبية إلى جانب حزب الله، ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ربما يخدم مصالح حزب الله، الذي صعد الحرب من على هذه الجبهة، موضحا أن توسع الحرب في هذه الجبهة من الممكن أن يقود إلى نتائج مدمرة.
وأعلنت حركة أمل اللبنانية مقتل اثنين من عناصرها في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيل، جنوبي لبنان، أمس السبت ليرتفع عدد ضحاياها إلى 3 منذ بدء الحرب، وأشارت الحركة إلى أن القتيلين سقطا خلال “قيامهما بواجبهما الوطني والجهادي دفاعا عن لبنان والجنوب”.
وبحسب تقرير لمركز "ويلسون" الأمريكي فإن دخول حركة أمل على الجبهة الجنوبية ربما يخفف الضغط على حزب الله، الذي تعرض لخسائر كبيرة خلال الفترة الماضية في صفوف مقاتليه وبعض قادته، مشيرا إلى أن حزب الله هو من بات يسيطر على الجنوب اللبناني، ويتحكم في شكل العمليات التي تنفذ حتى من قبل حركة أمل.
ونوه التقرير أن انخراط حركة أمل يخدم مصالح حزب الله على الجبهة أيضا، فهو يظهر أن الحزب هو من يتحكم في الطائفة الشيعية اللبنانية في جنوب البلاد، وهو المتحكم في الجنوب خلال الحرب التي أطلقها ضد إسرائيل، لتخفيف ضغطها على قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
ونوه التقرير إلى أن حزب الله هو من أطلق هذه الحرب والتوترات على الجبهة اللبنانية الجنوبية، في وقت أعربت العديد من الأحزاب السياسية والحكومة والطوائف المختلفة رفضها للانجرار إلى حرب قد تكون طاحنة في ظل ظروف اقتصادية وسياسية صعبة تمر به البلاد.
وخلال الفترة الأخيرة، حذرت إسرائيل من أنها ستطلق حرب شاملة في جنوب لبنان تستهدف جميع الأطراف والطوائف، ردا على حزب الله، الذي يشن ضربات صاروخية باتجاه شمال الدولة العبرية.
ولفت التقرير إلى أن تحول الحرب الحالية إلى حرب إقليمية، سيضر بلبنان كثيرا في ظل الوضع الحرج الذي تعيشه، على الصعيد الاقتصادي والسياسي، إذ هددت إسرائيل بأنها ستعود بلبنان إلى العصر الحجري إذا ما تحولت التوترات إلى حرب مباشرة.
وقادت التوترات الأخيرة في نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين من جنوب البلاد إلى الشمال، هربا من الضربات الإسرائيلية التي تدعي أن الحزب اللبناني يطلق صواريخ من داخل قرى ومناطق مأهولة بالسكان.
ولفت التقرير إلى أن مناورات حزب الله لجر لبنان إلى حرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ستكون لها مخاطر كبيرة على دولة لبنان، وقد يقود إلى انقسام كبير في البلاد، جراء الخلافات العلنية على مسألة اندلاع الحرب أو المشاركة فيها، وحتى نتائجها، مشيرا إلى أن المدنيين باتوا يشعرون بالقلق والخوف من وقوع هذه الحرب التي ستجعلهم يدفعون ثمنا باهظا، في ظل وضع معيشي صعب في الأساس جراء الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلادهم.
وفيما يتعلق بانخراط حركة أمل في الحرب، نوه التقرير إلى أن هذا الأمر لن يكون في صالحها، نظرا لضعف قدرات هذه الحركة مقابل حزب الله الذي يحظى بدعم مالي وعسكري من إيران.
ولفت التقرير إلى أن انخراط حركة أمل في الحرب قد يقود إلى إضعافها، وهو ما سيخدم حزب الله القوي في الوقت الحالي، والذي بات أقوى قوة شيعية في لبنان، لاسيما في جنوب البلاد.
ونوه التقرير أن دائما ما كان هناك خلاف هيمنة بين حزب الله وحركة أمل، منذ حرب الأخوة التي اندلعت في ثمانينات القرن الماضي بين الطرفين في جنوب لبنان، لكن خلال الفترة الأخيرة استطاع حزب الله أن يفرض هيمنته أكثر على جنوب البلاد، في ظل اتهامات لحركة أمل بالفساد.
كما اندلعت اشتباكات بين الطرفين في عام 2020 أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين جنوبي بيروت، مما يؤكد، حسب التقرير أن الحركتين لم تنح خلافتهما جانبا على مدار التاريخ.
يكشف التقرير أن هناك العديد من الحساسيات التاريخية بين حركة أمل وحزب الله حتى الآن، وأن الطرفين بينهما صراع للهيمنة على الجنوب اللبناني.