السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إعلام فرنسي: لبنان يدفع ثمنا باهظا جراء التدخلات الخارجية

جنوب لبنان
جنوب لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لازالت القلق يساور الشعب اللبناني بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يخشى اللبنانيين من حرب ضروس تشنها إسرائيل ضد بلاد الأرز مثلما حدث من قبل عام 2006. 

وفي هذا السياق، نشرت مجلة "ماريان" الفرنسية تقريرا بشأن تطورات الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتأثير حزب الله في موقف لبنان من التطورات الإقليمية المتصاعدة في الآونة الأخيرة. 

وقالت المجلة الفرنسي في تقريرها إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بات يتحكم في القرار السياسي اللبناني، ويخلق توترات مع الأحزاب السياسية الأخرى لاسيما الدرزية، الأمر الذي قد يخاطر بانزلاق لبنان إلى حرب أهلية.

وأوضح التقرير أن لبنان دائما ما كانت تفتقر إلى الحكم المنظم، بسبب الاستقطاب المتأصل بين الطوائف المختلفة، والفجوات الواسعة بين المسيحيين والسنة والشيعة والدروز، جنبا إلى جنب مع الإضافات الصعبة الأخرى مثل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، في الوقت الحالي، الأمر الذي أدى إلى خلق مجتمع مقسم، مما أضعف السلطة الحاكمة، ليجعل البلد فريسة للتدخلات الخارجية.

ونوه التقرير أنه على مر السنين، دفعت لبنان ثمنا باهظا جدا جراء التدخلات الخارجية، بداية من الحرب الأهلية في القرن المنصرم، لافتا إلى أنه في الثمانينات، أرسلت إيران مجموعة لتأسيس فرع للشيعة الإيرانيين في لبنان، هذا الفرع المعروف لدى الجميع باسم منظمة حزب الله، أصبح في الواقع فرع إيران المسلح منذ فترة طويلة في هذه الدولة العربية، لافتة إلى أنه بعد الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 2006، سيطر حزب الله بالكامل على جنوب لبنان، وأصبحت منطقة فرض النفوذ الخاص به، ولا ينازعه فيها أحد، حتى الأحزاب المسيحية القوية في البلد.

ولفت التقرير إلى أن حزب الله أصبح على مدار العشرين سنة الماضية، قويا بشكل لا يصدق في كامل البلاد اللبنانية، فمن ناحية يمارسون اللعبة الديمقراطية ويشاركون في الانتخابات البرلمانية، ومن ناحية أخرى يبنون نظامًا موازيًا ومستقلًا لجميع المؤسسات الحكومية من الجيش مرورًا بالمؤسسات التعليمية إلى الصحة والتوظيف.

وبين التقرير أنه مع مرور الوقت، عزز حسن نصر الله قوة التنظيم وتزايدت ثقته، كما بدأ بتسليح جيشه إلى حد كبير حتى أصبح، بحسب العديد من التقديرات بحوزته مئات الآلاف منم الصواريخ وآلاف الأطنان من المتفجرات المنتشرة في الجنوب بأكمله.

وأشار التقرير إلى أن هذا الصعود القوي لقوة حزب الله لم يمكن بنائها من داخل لبنان نفسه، ولكن عبر موارد وقوة أجنبية تريد خلق زراع لها في هذه المنطقة.

يوضح التقرير أن الحرب الأخيرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، واندفاع حزب الله لفتح جبهة قتال أحادية جنوب لبنان، كشفت عن وجه آخر لحسن نصر الله، فهو يتصرف باعتباره الحاكم الأوحد في لبنان، الذي لا يخضع لقرارات الحكومات والبرلمان الذين يطالبون بعدم الانجرار للحرب في لبنان.

يوضح التقرير أن الكثيرون في لبنان يعلمون أن البرلمان والحكومة والرئاسة غير فعالة وأن نصر الله هو صاحب القرار الوحيد في البلاد رغم أنه غير منتخب ولا يمثل أغلبية الشعب اللبناني، لافتة إلى أن البعض يخشى من قرارات انتقامية من قبل حزب الله، لكل من يناهض سياسته، خاصة فيما يتعلق بجر البلد إلى الحرب.

وبحسب التقرير، فإن العديد من المواطنين في لبنان يسألون أنفسهم، لماذا يذهبون فعلا للتصويت، وهل هناك ديمقراطية في لبنان، إذا كان نصر الله في نهاية المطاف هو الحاكم الوحيد وأعلى من الدولة.

يوضح التقرير أن انفراد فصيل واحد، ألا وهو الشيعة بقيادة حزب الله، على القرار السياسي في البلاد، يثير غضب الفئات الأخرى، وهو ما بات واضحا بين حزب الله وحزب الكتائب اللبنانية، مما يهدد بإشعال حرب أهلية من جديد، وسيجعل لبنان فريسة أكثر للتدخلات الخارجية.