تمكنت جروبات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، من تداول امتحانات الترم الأول للشهادة الإعدادية، بعدد من المحافظات.
وجاءت محافظتي القاهرة والجيزة الأبرز لمشاهد الغش هذا العام، حتى أداء امتحاني اليوم في العلوم والهندسة.
وجاءت مشاهد الغش والتداول بالاحباط للطلاب المجتهدين، فيما يتسأل أولياء الأمور عن طريقة للتعامل مع هذه الاجواء في محاولة لتهيئة ابنائهم نفسيا أمام هذه الظاهرة المنتشرة.
وفي هذا السياق قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة ومدير مركز القياس والتقويم التربوي سابقا، إنه حينما يشاهد الأبناء الغش التي يمارسها بعض زملائهم ويشترك فيها للأسف بعض معلميهم فإنهم يتعرضون بلاشك لبعض الإخفاقات النفسية ويعانون من مشاعر سلبية تؤثر على نظرتهم للحياة ونظرتهم لأنفسهم فقد يعانون مثلا من الاحباط والشعور بعدم أهمية السعي، والاجتهاد ويتراجع إيمانهم بقيم العمل والعدالة والشفافية والنزاهة كما أنهم يفقدون الثقة في القدوة ويعانون من تشوهات معرفية خطيرة ويكتسبون إذا لم يتم تدارك الأمر العديد من السلوكيات السلبية والطرق غير المشروعة للحصول على ما يريد.
وأضاف “حجازي”: لتجنب مثل هذه الآثار السلبية يحب على الأسرة أولا: أن تعزز لدى أبنائها الفرق بين النجاح المبني على الجهد الحقيقي والنجاح الزائف المبني على الغش وذلك بتعليمهم أن العبرة بالوصول إلى مستوى معين من المعرفة وليس الحصول على درجة معينة وأن شعور الفرد باللذة والسعادة والمتعة يكون بعد بذل الجهد.
ثانيا: تعليم الأبناء أنه وإن تساوت درجة الغشاش مع درجة المجتهد إلا أن المجتهد يتميز بأن ما قام بمذاكرته قد أكسبه معلومات ونمى عنده المزيد من القدرات التي سوف تساعده على النجاح مستقبلا في حياته المهنية والأكاديمية.
ثالثا: التأكيد دائما على أن الغش سلوك مرفوض وأن عواقبه سيئة وأنه وإن كان سببا في اجتياز البعض للامتحانات إلا أنه لن يكون ابدا سببا في نمو قدراتهم ومعارفهم كما أنه سلوك سلبي يستحق صاحبه العقاب وغير مقبول دينيا أو قانونيا ويفقد الشخص احترامه وتقديره.
رابعا: تعليم الأبناء الخطوات الصحيحة للتعامل مع مثل هذه الأمور داخل اللجنة بالابلاغ عنها والتواصل الوالدين بعد انتهاء اللجنة واتخاذ الإجراءات القانونية أما داخل اللجنة فيجب التركيز على الحل وعدم المشاركة في أعمال الغش أو الالتفات لها أو تركيز الإنتباه عليها.
خامسا: تعليم الأبناء معايير اختيار القدوة والنموذج فليس الجميع يصلحون لهذه المهمة وبالتالي لابد من توافر معايير الالتزام الأخلاقي والقيمي ولذلك لا يصح الاقتداء بالمعلم الذي يساعد على الغش.
سادسا: عدم المبالغة في التوقعات من الطالب بشكل يفوق قدراته وعدم مقارنته بغيره.وعدم توبيخه أو لومه بسبب تدني درجاته.
سابعا: تصحيح مفهوم الطالب عن الامتحانات بأن النجاح ليس في اجتيازها بمجموع درجات معين ولكن هي وسيلة لتشخيص قدرات الطالب تمهيدا لالتحاقه بالمسار المناسب وبالتالي فهي تشبه التحليل الطبي لابد من إجرائها بطريقة صحيحة وبدون غش حتى تستطيع الحصول على الخطة المناسبة وأي غش فيها قد يتسبب في اتخاذ إجراءات خاطئة يكون ضررها أكثر من نفعها.
ثامنا: تدريب الأبناء على تأجيل الاشباع الأكاديمي فالعبرة بالنهاية والفرح المستمر والشعور الدائم بالنجاح يأتي بعد بذل الجهد أما الفرح اللحظي والنجاح الزائف يكون مدته أقل ويزول سريعا ويبقى الفرد ليعاني بعد ذلك بسبب عدم امتلاكه لقدرات حقيقية تؤهله للنجاح.
تاسعا: تدريب الأبناء على التركيز الإيجابي على أنفسهم وقدراتهم وعدم مقارنة أنفسهم بالآخرين.
عاشرا: عدم الإكثار من الحديث حول هذه الظواهر السلبية وتجاوزها سريعا وهو ما يعرف باستراتيجية تحويل الإنتباه والتركيز بدلا من ذلك على نمو قدرات الابن وتطور معارفه.