السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بين الدجل والتنجيم والفلك على شاشات التليفزيون.. الشيخ ابراهيم رضا: تقليد أعمى ومراهقة فكرية.. حسن مكاوي: خروج عن دور الإعلام والسبب "الترند"

الإفتاء: جميع الأمور غيبية لا يعلمها إلا الله

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تنبؤات أثارت الجدل خلال عامي 2023 وبداية 2024 أطلقها ما يسمون أنفسهم علماء في الفلك أو متخصصي الأبراج الفلكية، والتنجيم، وتأتي على رأسهم "ليلى عبداللطيف" التي تنبأت بالعديد من الأحداث خلال عام 2023 من أبرزها حدوث حريق خلال حفل زفاف، وطلاق الفنانة الشهيرة ياسمين عبدالعزيز، وغيرها من الأحداث التي زعمت التنبؤ بها قبل وقوعها. هذا الجدل الشائع خلال الأيام الماضية حول صدق المنجمون، دعى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الشيخ أحمد ممدوح، بالتأكيد في تصريحات تليفزيونية على أن جميع الأمور غيبية لا يعلمها إلا الله.

آراء فقهية

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن الأبراج موجودة في السماء وحلف الله بها في القرآن الكريم، وأن الله اختص بعض عباده بعلم الغيب بلا حول لهم ولا قوة، لمعاني معينة وليس للامتهان واستطلاع لشيء معين، مشيرًا إلى أن تصنيف علم الفلك في الدول الغربية هي من العلوم الزائفة التي لا تقبل القياس ولا يوجد لها مقياس مثل العلوم المعروفة.

وأضاف إلى أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، نهى عن ذلك، وشدد على خطورة ذلك ذاكرًا الحديث الشريف وعن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ رواه أبو داود، وفي حديث عن بعض أزواج النبي ﷺ عن النبي ﷺ قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما.

وحول الفرق بين علم الفلك والتنجيم المنهي عنه شرعًا أوضحت "دار الإفتاء المصرية" في تغريدة سابقة لها على موقع التواصل الاجتماعي X، (تويتر سابقًا) أنه لا يوجد في الشرع الشريف ما يدلُّ على تحريم علم الفلك أو منعه؛ إذ إن النصوص تفيد ذم علم النجوم المبني على الظن والتخمين الذي لا يتحقق، بل يترتب عليه ضرر بالناس، أما الفلك باعتباره علمًا فليس كذلك؛ إذ هو علم له تخصصه وعلماؤه ومنهجه المقرَّر، وهو من فروض الكفايات، التي تأثم الأمة جميعًا لو عُدم فيها مَن يعلمه؛ فعلم الفلك تتوقف عليه جملةٌ من مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بمعرفته ودراسته.

تقليد أعمى ومراهقة فكرية

كما حذر الشيخ ابراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف، من تقديم البرامج الإعلامية غير النافعة للمجتمع، مشيرًا إلى أن ميثاق الشرف الإعلامي يلززم الإعلاميين بتقديم برامج نافعة ولا تشكك في العقائد، وأن هناك تقليد أعمي في استضافة المنجمين ومثل هذه النوعية.

وأضاف العالم الأزهري في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أنه ناظر إحدى المنجمات سائلًا إياها عن موعد موتها، ولم تستطع الإجابة، فهم يسعون إلى الشهرة ولا يعلمون من الغيب شيئًا، وأن هذه البرامج تجهيل للمجتمع والوعي، وهي تُمثل حالة من حالات المراهقة الفكرية وذلك يظهر في الإعلام بشكل مرعب.

مسئولية أخلاقية

مابين مصدق ومنكر لوقائع التنبأ، فإن اتهامات تطول الاعلاميين المستضفين لأمثال هؤلاء على شاشات التليفزيون، دون ربط أو إحكام لأخلاقيات المهنة، هذا مادعى الإعلامية دعاء فاروق إلى مهاجمتهم، حيث قالت فى فيديو على حسابها الشخصي على مواقع التواصل الإجتماعي، أن استضافة المنجمين من أعمال الكفر.

وأضافت الإعلامية دعاء فاروق، أن البرامج الإعلامية لها دور مهم في تشكيل وجدان المجتمع، وأنه من المفترض أن تلك البرامج يقوم عليها متخصصين في الاعلام التليفزيوني، مستنكرة قيامهم بستضافة ضيوف يدعون علمهم بالفلك وإنه في الأصل تسخي للجن وهي من أعمال الكفر.

السعي خلف التريند

وفي سياق قال الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإعلام، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، أن الإعلام من المفترض أن يلتزم بوظائفه ودوره الأساسي في عرض قضايا المجتمع من خلال الإخبار والتفسير والإيضاح، ورفع المستوى الثقافي والفني لدى المتلقين.

وأوضح  "مكاوي" في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الإعلام يخرج أحيانًا عن دوره، ويقدم خلل وظيفي، وأن السبب الرئيسي السعي وراء "الترند"  من خلال تقديم برامج التنجيم والأبراج، واستضافة من يمثلها، حيث تلقى هذه البرامج اقبال في المشاهدة نتيجة ضعف ثقافة المجتمع.

وحذر "مكاوي" من التأثير الضار لهذه البرامج على المجتمع، وقيمه، حيث تقدم قيم عكسية وسلبية، مشيرًا إلى أن السبيل لوقف مثل هذه البرامج تقديم إعلام بديل يخلق وظائف إعلامية معبرة عن المجتمع وقضاياه.