مواقع السوشيال ميديا أصبحت مكتظة بالهراء في أي شيء، من قبيل الهراء فقط ليس إلا، ولا أحب أن انخرط في مثل تلك الفوضي الإفتراضية في أغلب الأوقات، فغالبًا لا اعلق علي أي أحداث يفترق فيها جمهور الناس علي المواقع الإفتراضية.
ولكن ما أثار غضبي الحقيقة، ما يحدث منذ أمس، من وقت ظهور الفنانة المطربة نجاة الصغيرة بعمر متقدم يناهز الـ٨٨ عامًا، في حفل السعودية لتتكرم علي مسيرتها، والقت أحد أغانيها بالحفل، ثم انهالت من وقتها "التعليقات" و"الشير" علي موقع "الفيسبوك"، البعض منها اسعدته تلك المفاجأة والبعض الأخر كان يسخر من ظهورها ليلقوا بتلك العبارات "بأن الفنانة ما كان يجب لها الظهور بهذا العمر المتقدم وكان عليها أن تحترم تاريخها وأن تحتفظ بصورتها الشبابية في أذهان الجمهور".
الحقيقة أن مثل تلك الكلمات كلما رايتها وقرأتها انتابني شعور الاستغراب والغضب في نفس الوقت، فهل أصبح التقدم بالعمر وصمة عار؟!، ويجب أن يختبئ الشخص عندما يصل إلي عمر متقدم، وعلية أن لا يخرج للنور حتي يدفن!، إذًا فكل من يقول ذلك فعلية أن يصمم مقبرة له من الآن حتي إذا وصل لعمر متقدم يذهب يجلس بها ويعد من الأموات لأنه أصبح غير صالح للحياة.
اشعر بكمٍ من الاستياء فقد أصبحت مواقع السوشيال ميديا مرآة عاكسة لأفكار غير سوية بالمجتمع تنذر بانحدار غير محبب، فالإنسان مادام حيا له كل الواجبات والحقوق وله مطلق الحرية فيما يفعل ولا يقل شيئًا عن ما كان بعمر الشباب، ولكن يقدم له الأحترام والتقدير لما قدمه طوال حياته خلال رسالته أيًا كانت.
فظهور مشاهير الناس في هذا العمر يجعلنا نري مثل تلك الشخصيات وننظر من خلالهم للماضي وكيف كانوا قديمًا فهم مرتبطون بذاكرة جيدة في مخيلتنا تجعلنا عندما نراهم نبتسم، وبرؤيتهم نتشوق لمستقبل مماثل لهؤلاء الناس الناجحين في حياتهم، فهذة الطلة لمن سبقونا تعد دفعا للشباب لمواصلة السعي.
ثم إن الفنانة ظهرت بمظهر لائق جدًا ومبهج ولا تفقد أي شيء من طلتها وأناقتها وقد كنت من السعداء برؤيتها، وأري أنها مازالت بعمر الشباب، فالشباب ليس في شكل الجلد ورقم العمر ولكنه في قلب وروح ونفس الشخص، لذلك قررت أن أكتب تلك الكلمات للفنانة الشابة الجميلة نجاة الصغيرة.