الأمثال عبرة وخلاصة لحكمة أجدادنا وقد نرددها يوميًا اتعاظا بها. وهناك من يعلم مضمونها ويعرفها جيدًا ومن ثم يرددها، وهناك من يرددها ولا يعلم عنها شيء وإنما يرددها من قبيل الحكمة والموعظة ويجهل السبب؛ فتعال معي عزيزي القارئ نتعرف على أسبابها ولماذا قِيلت ومعناها. وعن مثلنا اليوم الذي طالما نردده وهو "من وجد جد ومن زرع حصد " فماذا عنه وسبب مقولته..
أولًا: عن سبب ذكر المثل
مثلنا اليوم يضرب للشخص الكسول الذي لا يجتهد ولا يسعى ويتمنى أن يحقق ما يحلم به دون سعي وجد ويعرف أنه يجب أن يعمل حتى يحصد.
ثانيا: أصل قصة مثلنا اليوم
أما الثالث فقد جمع داخل الكيس حشائش وأوراق على اعتقاد أن الملك لن يشغل نفسه بالبحث في الكيس لضيق وقته ومسؤولياته.
وبعد ثلاثة أيام اجتمع الملك مع وزرائه وبعدها كل قدم الكيس بما فيه فنظر الملك إليهم ثم حكم عليهم بأن يحبسوا لمدة ثلاثة أشهر، حبسوا كل من الوزراء ثلاثة أشهر ونفذ الحكم وكانت النتيجة..
الأول عاش مدة الحبس ولكنه لم يشكو من الجوع أو التعب أو المرض ذلك عن الأول حيث كان معه وفي حوزته كيس به الكثير من الفاكهة والخضروات الناضجة التي أشبعت جوعه وحمته من المرض.
أما الثاني فقد شعر بألم الجوع ومرض وتلوى من شدة ألم الجوع، أما الثالث فقد مرض من شدة الجوع والعطش وانتهى به الحال لأن مات، بعد قضاء المدة أمر الملك بإحضار الثلاثة وزراء وفوجئ بموت أحدهم من ندرة الماء والطعام والآخر يُعاني المرض من قلة الطعام والشراب أما الأول ففي تمام الصحة والعافية وعنها أصدر قراره عليه بأن يُسند له منصب رئيس الوزراء ويصرف له مكافأة وعنها أحضر الملك ابنه وحكى له ما حدث، مؤكدًا أنه أراد أن يُلقنه درس ألا وهو أن من جد وجد ومن زرع حصد وعلى هذا ترددت هذه العبارة على مسمع من الناس وصارت مثل يقتدى به بين الناس يتداولونه فيما بينهم.
ولعلنا في تلك السطور البسيطة قد حاولنا أن نحيطك علما أيها القارئ بسبب المثل وقصته وكيف لنا أن نتحدث بعبارة من جد وجد ومن زرع حصد وأخذها عبرة لنا ولأجيالنا.