الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد توقف مصنع سكر أبو قرقاص.. الأسباب الحقيقية للعزوف عن توريد القصب..مسئولون: خسرنا 112 مليون جنيه ولم نستقبل سوى 10 آلاف طن هذا الموسم.. مزارعون: رفضنا زراعة المحصول لارتفاع تكلفته

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

على الرغم من انشائه قبل أكثر من قرن ونصف.. إلا أنه وللمرة الأولى يتوقف عن العمل "جزئيًا" تلك هي الحقيقة التي أثارت الجدل على مدار الساعات الأخيرة بعد الإعلان عن توقف مصنع السكر بأبو قرقاص بمحافظة المنيا عن العمل، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة من قبل العديد من المسؤولين والخبراء ونواب البرلمان. 

مصنع سكر أبو قرقاص هو أحد المصانع العتيقة في مصر إذ تم إنشائه عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل، إلا أنه توقف عن العمل للمرة الأولى هذا العام أي منذ نحو 155 عامًا، ويرجع ذلك إلى ضعف التوريد من قبل المزارعين، حيث أكدت تصريحات المسؤولين في الشركة القابضة للسكر والصناعات التكاملية المصرية، أن مصنع أبو قرقاص كان يستقبل 750 ألف طن حتى عام 2020، ولكن في العام الماضي استقبل 900 ألف طن، إلا أن هذا العام لم يستقبل سوى 10 آلاف طن أو أقل، وهو ما لا يتناسب مع تشغيل المصنع بل ولا يكفى سوى لتشغيل المصنع 5 أيام فقط.

وأكد المسؤولون أن المصنع تكبد خسائر فادحة خاصة في السنوات الأخيرة والتي وصلت إلى 112 مليون جنيه هذا العام، الامر الذي أجبر إدارة المصنع على وقف العمل.

توقف المصنع أمام البرلمان

 الإغلاق المفاجئ لأحد أهم مصانع السكر في مصر دفع النائبة آمال عبد الحميد، إلى التقدم بطلب إحاطة لوزير التموين والتجارة الداخلية، والزراعة، بشأن توقف مصنع أبو قرقاص بمحافظة المنيا، حيث طالبت الدولة بضرورة الاهتمام بتطوير زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وتحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي من منتجاتها الغذائية كأحد أركان الأمن الغذائي المصري، تأتي المحاصيل السكرية فى مقدمة تلك المجموعات السلعية المهمة خاصة محصولي قصب وبنجر السكر.

وحذرت البرلمانية من خطورة قرار توقف مصنع أبو قرقاص عن إنتاج السكر لأول مرة منذ إنشائه، مشددة على ان هذا القرار بمثابة "جرس إنذار" للحكومة تستدعي تحركًا عاجلًا ومدروسًا حتى لا نتفاجئ بتوقف مصانع أخرى عن الإنتاج. 

شركة السكر تكشف أسباب توقف مصنع أبو قرقاص

اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية، كشف عن تفاصيل إغلاق المصنع وأهم أسباب التوقف، وقال إن المساحة المزروعة بالقصب انخفضت بشكل حاد هذا العام، مشيرا إلى أن أكبر دليل على ذلك أن محافظة المنيا كانت تنتج 950 ألف طن من القصب، وكان المصنع يستقبل منها 750 ألف طن إلى 2020، ولكن في العام الماضي استقبل المصنع 90 ألف طن، ما أدى إلى خسائر بنحو 112 مليون جنيه، فيما خسرت الشركة القابضة العام الماضي في السكر 3.5 مليار جنيه، بينما حققت مكاسب خارج السكر بنحو مليار و350 مليون جنيه. 

ولفت "البديوي" بحسب تصريحات تليفزيونية إلى أن إدارة شركة السكر حاولت حل الأزمة من خلال الاجتماع مع المزارعين لبحث زيادة وارداتهم إلى المصنع، ولكن انخفضت كمية القصب المورد للمصنع في 2023 إلى 10 آلاف طن فقط، وهي كمية تكفي للعمل لمدة 5 أيام فقط، لذلك اضطرت الشركة إلى اتخاذ قرار وقف العمل بالمصنع في القصب هذا العام، وحولت توريدات القصب إلى مصنع جرجا، مع تحمل مصانع سكر أبوقرقاص تكاليف النقل بالكامل، مع الحفاظ على إنتاج السكر من البنجر ورفع كمية البنجر إلى مليون طن،. 

التجار كلمة السر في توقف مصنع سكر أبو قرقاص

وأوضح أنه على الرغم من زيادة سعر توريد القصب إلى 1500 جنيه للطن هذا العام، إلا ان التجار عملوا على اغراء المزارعين حيث يشترون الطن بسعر يتراوح من 2200 حتى 2500 جنيه، تمهيدًا لبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير. 

ووافقه الرأي، مدير معهد المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، الدكتور أيمن العش، الذي أكد أنه مع زيادة تكاليف الإنتاج يسعى المزارع لبيع محصوله بأعلى سعر ممكن، وفي حالة مصنع السكر بأبو قرقاص هناك العديد من التحديات من أبرزها انتشار صناعة العسل الأسود من قصب السكر بمحافظة المنيا، الأمر الذي دفع المزارعين لبيع محصولهم للتجار والقطاع الخاص وعصارات العسل.

ولفت "العش في تصريحات تليفزيونية الى أن تراجع المساحة المزروعة بالقصب هذا العام من أهم أسباب الأزمة، بعد عزوف المزارعين عن القصب والاتجاه لزراعة النباتات العطرية والطبية والموز لتحقيق عوائد كبيرة. 

"البوابة نيوز" تحدثت إلى مزارعين من محافظة المنيا للتعرف على أسباب عزوفهم عن زراعة القصب هذا العام، حيث أكد "علاء محمود، 42 عامًا"، أن كل ما يتعلق بزراعة القصب كغيره من الزراعات زادت أسعاره، وزادت تكاليف الإنتاج بشكل كبير لتصل إلى 3 أضعاف تقريبا. 

وأضاف "محمود" أن أي فلاح بالتأكيد لا يريد أن يزرع ويحصد ويتكبد الخسائر في النهاية، ولهذا اتجه عدد كبير من المزارعين إلى عدم زراعة القصب هذا العام، حتى من زرعوا القصب لم يوردوا محصولهم لشركة السكر واتجهوا للعصارات والتجار لتحقيق أفضل عائد وتجنب الخسائر، حيث أن سعر توريد القصب 1500 جنيه لا بتناسب مع تكاليف الإنتاج في ظل ارتفاع الأسعار. 

أما حسين فكري، 36 عامًأ، فأكد أن تكاليف الإنتاج زادت كثيرا بالمقارنة بالعام الماضي، وبلغ متوسط تكاليف الفدان الواحد من 26 حتى 30 ألف جنيه، وهو ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج وكلنا لا نريد الخسارة.

وأضاف "فكري" أنه اضطر لبيع نسبة كبيرة من محصوله للتجار لأنهم اشتروا منه الطن بـ 2300 جنيه، بفارق نحو 800 جنيه عن سعر التوريد المحدد من قبل الحكومة، وهو ما يتناسب مع ارتفاع تكاليف الإنتاج، متابعا: "احنا بنزرع ونحصد علشان نأكل ولادنا ونلاقي لقمة العيش مش عشان نخسر. 

إنتاج واستهلاك السكر في مصر

 

استهلك المصريون حتى شهر مايو الماضي ما يقرب من 3،250 مليون طن، مقابل 3،100 مليون طن فى نفس الفترة من العام السابق، في حين بلغ الإنتاج المحلى نحو 2،3 مليون طن (بانخفاض 7،2% عن العام السابق)، كما بلغ حجم الواردات 830 ألف طن متراجعة بنحو 3،4% عن العام السابق، فيما سجلت الصادرات من السكر فى مايو 2023 نحو 300 ألف طن، مقابل 200 ألف طن فى عام 2022.

وانخفضت إنتاجية قصب السكر إلى نحو 50% هذا العام، وذلك نتيجة لضعف الأصناف المزروعة، وأكثرها شيوعًا “سي 54 /9”. والتي يعتمد على زراعتها منذ 35 عاما.

وتمتلك مصر نحو ٣٥٠ ألف فدان مزروعة بقصب السكر، ٦٥٠ ألف فدان بنجر، ومن المتوقع أن تصل إنتاجية السكر هذا العام لنحو ٢.٨ مليون طن من السكر.

أسعار السكر عالميًا

وتعد البرازيل اللاعب الأكبر فى تحديد سعر السكر بالبورصة العالمية حيث تشكل 45% من حجم الصادرات العالمية، فتخفيض حجم إنتاجها من الخام وتحويله إلى إنتاج “الايثانول” واستخدامه فى الطاقة الحيوية، له دو كبير فى تحديد السعر بتخفيض حجم المعروض فى سوق “البضائع الحاضرة” عالميا بالتالي امتداد تأثيره للسوق المحلى.