تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لم يكن تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز وليًا للعهد في المملكة العربية السعودية أمرًا مفاجئًا كما يتصور البعض.
فقد بدأ التجهيز لذلك منذ شهرين تقريبًا حيث عُين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء في الأول من فبراير للعام الجاري، وهو ما يعني أن المرحلة القادمة كانت ولايته العهد، إضافة لترأسه لمجلس الوزراء في غياب الملك أو ولي عهده.
ويعد الأمير مقرن أصغر أبناء الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة، إذ يبلغ مقرن من العمر 69 عامًا في حين يبلغ الملك عبد الله 90 عامًا في حين يبلغ ولي عهده سلمان بن عبد العزيز 77 عامًا، و في حين يعاني الملك عبد الله من مشاكل صحية جمة إذ يبدو دائمًا منحنيًا ولا يكادُ يُرى قائمًا بسبب تقدم العمر نجد أن سلمان يعاني مشاكل أكثر إذ أُصيب منذ فترة بسكتة دماغية يعاني على إثرها من مشاكل متعلقة بالقدرات العقلية حتى وصل الكلام عن إصابته بالخرف، وهو ما يعني أنه سواءً صحت الأخبار عن تنحي الملك عن الحكم أم لا و سواءً تولي سلمان الحكم أم اعتذر عنه فإن مقرن يعد منذ الآن هو من يدير شؤون المملكة فعليًا، ولا يبقى سوى أن يُقلد العرش بطريقة رسمية.
لكن تبقى المفاجأة ليست في الإعلان عن تعيين مقرن وليًا للعهد، إنما في اختياره دون غيره لعدة اعتبارات، منها أن مقرن من أم يمنية وليست سعودية على خلاف العرف السائد في العائلة المالكة، إضافة إلى تجاوز بقية أبناء حصة السديري أو "السديريون السبعة" و هو ما يعد قفزة كبيرة في الهواء نحو تغيير كبير في نظام الملك في السعودية قد يؤدي بعد فترة إلى نقل الملك إلى الجيل الثالث وهو جيل الأحفاد.
فإذا أضفنا إلى ذلك أنه في شهر نوفمبر من العام الماضي تم تعيين محمد بن نايف – وهو ابن أخي مقرن وهو من جيل الأحفاد - وزيرًا للداخلية، وهو منصب رفيع في المملكة وهو ما يعتبره الكثيرون تجهيزًا له ليصبح ملك المستقبل، و إذا أضفنا إلى ذلك أيضًا أنه تم عقد مقابلة بينه وبين الرئيس الأمريكي في يناير الماضي إبان زيارته لواشنطن، وهو أمر غير اعتيادي لمن هم في مثل منصبه زاد ذلك من احتمالية تجهيزه للمُلك.
والأمر الآخر هو الحديث الذي يدور في الأروقة عن نية مقرن تعيين متعب بن عبد الله وليًا للعهد في حاله تنصيبه على كرسي الملك، وهو ما يعد مؤشرًا ثالثا على الاتجاه القوي للمملكة نحو تمكين جيل الأحفاد.
إضافة لأمر آخر يتعلق بمقرن إذ تمت إقالته من منصبه كرئيسٍ لإدارة الاستخبارات السعودية، دون الإفصاح عن السبب، لكن تحدث بعضهم عن كونه غير متحمسٍ لتقويض أركان النظام السوري، و إعادة اختياره يعني بداية تغير في الموقف السعودي – ربما – من الأزمة السورية ما يعني بداية انفراجة للأزمة.
لكن يبقى الأهم من وجهة نظري بعد هذا كله هو طبيعة مقرن بن عبد العزيز كرجل مخابرات، وهو عاملٌ لا يمكن إغفاله في شخصية مقرن، وفي حالة فوز المشير عبدالفتاح السيسي بالرئاسة في مصر، فهذا يعني أننا أمام جيل جديد من الرؤساء والملوك العرب أصحاب الخلفية الاستخباراتية، وهو ما يعد أمرًا مبشرًا نحو مقاومة الهجمات الاستخباراتية الغربية على منطقة المشرق العربي كلها ( فيما يعرف بالحروب غير النمطية)، و تشكيل درعٍ استخباراتي جديدٍ (السيسي – مقرن) ليتكامل مع الحلف العربي –الشرقي (السيسي – بوتين) الذي تشكل منذ مدة لمواجهة حلف الأشرار الآتي من الغرب و أمريكا .
فاللهم يَسِّر ...