عالمنا اليوم لا مكان فيه للضعفاء، فمن يمتلك القوة لديه لا شك مفاتيح السلام.
كانت هذه هي كلمات القياده العامه للقوات المسلحه المصريه، حيث حملت بداخلها وفي طياتها رسائل كثيره للقاصي والداني هنا وهناك.
وهذا ما يجب أن تؤمن به الشعوب العربية عن بكرة أبيها وتتسلح بالقوة وإعداد العدة، لأن المواجهة حتمية، وهي قادمة لا محالة، لا سيما في ظل ما تمر به المنطقة من صراعات مشتعلة، ومطامع مسعورة، باتت تهدد الأمن الدولي بأسره، وليس منطقة الشرق الأوسط وحسب.
إن القوانين الدولية ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. كل هذه الكيانات أثبتت التجارب والأيام أنها كيانات وهمية، وأنها تكيل بمكيالين وأنها لم تنحز في يوم من الأيام إلى الحقيقة المجردة البعيدة عن الزيغ والهوى، حتى وإن أصدرت قرارات على استحياء فلا تعدو أن تكون مجرد حبر على ورق!
هذا إلى جانب محكمة العدل الدولية التي لم تكن أحسن حالًا من سابقيها، ولم يكن لها أي قرار يذكر من قرارات التوقيف لمجرمي الحروب وملاحقتهم، ومحاكمتهم محاكمة عادلة، يقتص فيها للمعتدى عليه من المعتدي قصاصًا يضع الأمور في نصابها الصحيح!
إن أشد ما تصاب به الإنسانية أن تطعن غدرا بخنجر من الخسة والافتئات على ثوابتها بألوان من التغيير للأسوأ وبمزيد من الخراب والدمار كمثل ما يحدث ونشاهده في القطاع المنكوب على يد إسرائيل في ظل صمت دولي خطير يدق ناقوس الخطر ويهدد باشتعال المنطقة اشتعالًا سيحرق معه العالم المبارك لكل خطوات بني صهيون!.
إزاء هذا الزحف الاستعماري بأجنداته المتلونة فلا مناص ولا سبيل إلا بتوحيد صفوفنا وإعادة ترتيب أوراقنا ترتيبًا صحيحًا بإعادة النظر للأمور بنظرة مستقبلية رصينة.
وإذا كانت الوحدة العربية بمفهومها الأوسع شمولية هي طرح سياسي يراود كثيرين من العرب على اختلاف مشاربهم السياسية ومعتقداتهم ومذاهبهم فإنها تقوم على أساس دمج جميع الأقطار العربية في إطار سياسي واقتصادي واحد لا يزيل الحدود بين الدول العربية، كما ينادي البعض فنحن ضد ذلك، ولكن تُنشئ أمة عربية قوية اقتصاديًا وبشريًا وسياسيا ومن ثم عسكريًا .
وإذا كانت الوحدة العربية هي تلك الفكرة التي يؤمن بها القوميون العرب كحل لحالة التشرذم والاحتلال التي تعيشها بعض الدول العربية بتواجدها الممتد من المحيط إلى الخليج إلا أنها تحتاج إلى آليات وخطوات جادة تفعل هذا الحلم الذي طال انتظاره على أرض الواقع، حلم قادر على الردع وقادر في ذات الوقت على امتلاك مفاتيح السلام .
الدول الأوروبية التى دخلت ضد بعضها البعض حروبًا عالمية طاحنة، استطاعت أن تُغلب العام على الخاص واخترعت "الاتحاد الأوروبى" كيانًا يجمعهم على كل المستويات بما فى ذلك إصدار عملة موحدة هى اليورو!.
بالفعل، أما آن الأوان أن نتحرك وأن نحدد مصيرنا بيدنا نحن لا بيد زيد أو عمرو؟
بل أما آن الأوان أن نقلم أظافر هؤلاء الراتعين والباركين على ثروات وخيرات أمتنا العربية؟ فنحن نملك من أوراق الضغط الكثير، فلماذا لا نستخدمها؟!.