الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

شهادة محبي حمدي أبو جليل خلال مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الثقافي

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حلّ اسم الكاتب الاستثنائي حمدي أبو جليل ضيفًا في مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى حيث حملت دورة المؤتمر اسمه هذا العام.

وفي جلسة استثنائية غمرها الحب الصادق لمحبي الكاتب الراحل ضمن فعاليات المؤتمر  أُقيمت مائدة مستديرة لمناقشة الكتاب الصادر عنه ضمن إصدارات المؤتمر بعنوان "دليل القاريء إلى كاتب استثنائي"، بحضور الناقد د. يسري عبد الله أستاذ النقد بجامعة حلوان والجامعة البريطانية والكاتبين أشرف أبو جليل وشعبان ناجي، أدار اللقاء الكاتب عصام الزهيري الذي تولى إعداد الكتاب.

في بداية الندوة عزفت دنيا حمدي ابوجليل مقطوعة موسيقية على الكمان.

وفي تقديمه للنقاش تمنى الزهيري  لو اتسع الوقت أكثر لكتابة مدققة تتناول سيرة وإبداع كاتب في قامة واستثنائية حمدي ابوجليل، فهو يستحق هو وإبداعه الكثير من القراءة والاستكشاف والحفاوة والتناول، وقال أن ما تبقى من  حمدي أبو جليل سواء على مستوى الإنجاز الروائي والفكري أو على مستوى المثاقفة والتجربة الإنسانية سيظل بثراءه وضخامته باقيًا وقادرًا على التفاعل وتوليد الرؤى والتجارب الإبداعية.

وفي عرضه لورقته النقدية ذهب الناقد د. يسري عبد الله إلى أن الإبداع الروائي المدهش والمتفرد للكاتب حمدي أبو جليل ينطلق من متن التفاصيل الذاتية وفي قلب التعبير الجمالي الحر عن خصوصية الإنسان الفرد وعبر تعرية الذات والمسكوت عنه في حيواتها المتعددة التي لا تعرف هوية ثابتة أو صيغة أحادية للوجود الإنساني، هذه البنية المركزية في أعمال الروائي تتخذ صيغا وأشكالًا سردية متنوعة لكنها تظل مستقرة مثل حجر الزاوية، وهو ما دلل عليه  عبد الله في تحليله النقدي لرواية "قيام وانهيار الصاد شين" التي قال أنها تعتمد على آلية التوالد الحكائي كما أنها ابنة وفية لصيغة الحكي الشفاهي لتضع القاريء أمام جغرافيا متسعة باتساع خبايا ليبيا، وبالتداخلات بين صحراء الفيوم وليبيا، وبين بدو الغرب وبدو الشرق، بين (الصاد شين) الممثلين لتلك المنزلة بين المنزلتين.

وفي روايته "يدي الحجرية"  أبو جليل على جانب آخر من ضالته الإبداعية، فبدا فيها مؤرقا بالكتابة وبالتجديد في السرد، وبالتعاطي مع الرواية من منظورات تتجاوز فكرة القضايا الكلية والمقولات الكبرى والرموز السياسية، وتتضح فيها أبعاد الرغبة في نسف المسافة بين الراوي الضمني للعمل وبين المؤلف في رواية تنهض على تكنيك الوحدات السردية المتصلة المنفصلة والحراك الزماني والمكاني الواسع والانتقالات المتعددة بين الآن وهنا وثورة ١٩١٩ في مصر، وثورة الطلبة في فرنسا ١٩٦٨، وحضور شخصيات تاريخية مثل محمد علي باشا وسعيد باشا وشيوخ قبائل الرماح وغيرهم.

وقال الكاتب أشرف أبو جليل الذي شارك في وضع الكتاب بفصل بعنوان "طرف من خبر توأمي المختلف حمدي أبو جليل " قال في كلمته أنه لم يتجاوز بعد هذه الشهور آثار وجوانب صدمة رحيل شقيقه الروحي حمدي الذي رافقه خلال كل مراحل وتقلبات حياتيهما وبالذات خلال مرحلة البدايات الأولى منذ الطفولة للشباب الباكر وميلاد أول عمل قصصي بقلم الكاتب الشاب حمدي أبو جليل، وهي النقطة التي توقف عندها في سرد سيرته الحياتية، ويأمل أن يستمر هذا السرد ليصدر في وقت قريب في كتاب مستقل عنه.

وفي رصده لسيرة الطفولة في حياة الروائي قال إن والد حمدي مات بعد ولادته ولم يكن له أعمام فكان أخواله ومنهم والدي يلعبون دور أعمامه وأخواله، وكان حمدي بهذا المعنى شقيقا لأبناء أخواله ومنهم أنا، كان والدي هو الحكاء الكبير الذي يدرك كل من يقرأ قصص حمدي وسخرياته تأثره به، وفي القاهرة التي ذهبنا إليه مثل كثير من شباب القري للعمل والدراسة كان حمدي هو الانجح باستمرار في الكسب والتفاعل مع جوها الغريب والمدهش بالنسبة لأبناء القرى، ولحمدي قصة من مرحلة بداياته ترصد هذا الارتباك المعقد أمام ابسط الاشياء مثل وضع التذكرة الالكترونية في ماكينة المترو. اما بداية تردد حمدي على محافل ومنتديات الادب واتخاذه قرار الكتابة فتعود إلى فترة وجوده في معهده التجاري ببني سويف وزيارتنا لقصر ثقافة بني سويف لحضور ندوة كانت تستضيف الروائي الكبير خيري شلبي. وكانت مفاجاة لي عندما زرت حمدي في بيت الطلبة الذي يسكن فيه مع ٢٠ من طلاب الفيوم والمنيا في بني سويف فرأيتهم يعلقون الزينة ويوزعون زجاجات الكوكاكولا ويسمعون الأغاني احتفالا باول قصة يكتبها حمدي. اجلسوني على الترابيزة الصغيرة كناقد كبير يكتب في الصحف وسمعت حمدي في اولى قصصه، كان خجولا ينطق الحروف بسرعة شاب مكسوف مما يفعل، وكانت القصة بفصحى لا تتداخل مع العامية، وصفق له الحاضرون لان قصته كانت بالفعل اجود مما القاه الآخرون من قصائد وقصص لهم، وهو ما شجع حمدي على قراءة قصته في ندوة قصر ثقافة بني سويف وتلقي التقد من اسماعيل بكر وشاكر الملط، وفي القاهرة ذهبنا إلى ندوة الكاتب محمد جبريل في جريدة المساء ليلقي قصته، وألقاها ودارت نقاشات وطلبها منه جبريل ونشرها في جريدة المساء. وفي ذلك الوقت كان حمدي يعمل لكسب عيشه في مهنة عمال البناء، وطار زملاءه العمال فرحا بالقصة المنشورة في الجريدة وتناوبوا على قراءتها وهي موضوعة على برميل مياه مقلوب، بعدها بدأ حمدي يتردد بانتظام على منتديات القاهرة. وفي مجلة إبداع تعرض لتجربة رفض نشر قصة في مجلة إبداع لكنها لم تفت في عضده بل جعلت الكتابة في نظره تحد لاثبات الذات والموهبة والقدرة القصصية. وكان سفر حمدي إلى ليبيا بعد تخرجه هو ما شجعني على تجربة السفر إلى العراق.

تناول الكاتب شعبان ناجي فصلا مختلفا من سيرة حمدي الإبداعية وهو كتاباته في التاريخ الإسلامي المنشورة في عمله المتميز "نحن ضحايا عك"، فقال أن حمدي أبو جليل توسع في تناوله لفجر التاريخ الإسلامي شكلا ومنهجا وموضوعا، تحدوه رغبة عميقة في الفهم والاكتشاف وهو ما يبرز بدء من العنوان العبقري للكتاب، وفي تعمد الكاتب ألا يكون له مقدمة لكي يتيح له فرصة الالتحام الحي والمعايش والمباشر كما حدث مع الكاتب مع فصول وأحداث وشخصيات الإسلام الأولى من صحابة وخلفاء وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما اعتبره ناجي من أكثر نقاط القوة في الكتاب، وهو نهجه السهل والواقعي والمتعمق في قراءة ما بين السطور في اخبار الرواة، وهي القراءة الدقيقة المتشعبة الملمة بالمصادر والسير والوثائق التاريخية التي عرض أحداثها بشفافية وبراعة تجعلان القاريء في حالة حضور مستمر، كما تجعلانه في حالة من اليقظة الدائمة وفي مساحة متسعة من القدرة على الحكم والتقييم، وهو ما يجعل من إسهام حمدي أبو جليل في الكتابة التاريخية إضافة حقيقية جديرة بالثناء وبالقراءة والتحليل.

IMG-20231209-WA0001
IMG-20231209-WA0001
IMG-20231209-WA0002
IMG-20231209-WA0002
IMG-20231209-WA0003
IMG-20231209-WA0003
IMG-20231209-WA0004
IMG-20231209-WA0004
IMG-20231209-WA0000
IMG-20231209-WA0000