نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي ومن خلال لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة -ومقررها الإعلامي الدكتور جمال الشاعر- مائدة مستديرة بعنوان "فلسطين والإعلام الدولي"، وأقيمت المائدة ضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية، وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة ، لإحياءً اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
أدار المائدة الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، وشارك بها كل من: السفير دياب اللوح سفير دولة فلسطين بالقاهرة، والسفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين، والدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والدكتور سعيد صادق أستاذ دراسات السلام بجامعة مصر اليابان، والكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين، والإعلامي عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي (عبر الزووم)، والدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعضو المجلس الأعلى للإعلام، والدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، والدكتور ناجي الناجي المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة.
قدم الدكتور جمال الشاعر اللقاء مؤكدًا أهمية الحراك العالمي حول القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الاستطلاعات في بداية هذا الصراع كانت ٦٤% لصالح الجانب الإسرائيلي، في مقابل ٣٦% لصالح القضية الفلسطينية، ونتيجة لهذا الحراك فقد صارت نسبة تأييد القضية الفلسطينية نحو ٩٥% من الرأي العام العالمي.
وقدم الدكتور حسن عماد مكاوي للمائدة قائلًا إن العالم منذ يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لن يعود أبدًا مثلما كان قبل هذا التاريخ.
وأشار الدكتور هشام عزمي إلى أن تلك المائدة هي الثانية في أقل من أسبوع تضامنًا مع القضية الفلسطينية، ومع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. مذكرًا بالبيان الذي أصدره المجلس الأعلى للثقافة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني منذ بداية الأحداث، مشيرًا إلى الأزمة التي نعيشها حاليًّا جراء تلك الأحداث.
وذكر عزمي أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في الحراك الذي بدأ خلال تلك الفترة ليس في مصر فقط، بل في العالم أجمع. فما نشهده يأتي استجابة لما نشاهده على شاشات التلفزيون والمنصات الرقمية.
وأشار عزمي إلى جيل الشباب الناشئ على سماوات مفتوحة وقنوات اتصال رقمية تمنحنا نحن الفرصة لمحاولة التأثير فيه وإقناعه بقضيتنا المشروعة.
وأثنى السفير الفلسطيني بالقاهرة على الدور المهم الذي تقوم به مصر حكومةً وشعبًا ليس خلال تلك الأزمة فقط؟ وإنما على مر التاريخ، فأكثر من نصف الحكومة الفلسطينية تخرجوا في جامعات مصرية، إضافة إلى أكثر من ١٣ ألف فلسطيني يدرسون حاليًّا بالجامعات والمعاهد المصرية، هذا ضمن قافلة ممتدة منذ خمسينيات القرن العشرين.
وتقدم باسم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية إلى مصر، الشقيقة الكبرى للشعب الفلسطيني بأسمى آيات الشكر والعرفان، لا سيما موقف مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي الذي رفض تمامًا المخطط لتهجير الفلسطينيين، لأن هذا يعني شطب القضية الفلسطينية، وهذا ما لا تسمح به مصر أبدًا.
وتحدث الدكتور عمرو الليثي حول مدى أهمية القضية الفلسطينية، والتي تعد الأهم على الإطلاق على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أنها تعرضت للطمس وإلغاء الرواية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام الدولية ليست كيانًا متجانسًا، بل إن الآراء منقسمة.
واقترح الليثي عددًا من النقاط التي ينبغي التوصل إليها، وعلى رأسها دعم الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، منوهًا عن سعيه الدؤوب لجعل يوم 9 أكتوبر يومًا للصحفي الفلسطيني.
وتحدث الدكتور سعيد الصادق عن التأثير الإعلامي على الجمهور الغربي في القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن أكثر الدول انحيازًا وتأييدًا للجانب الإسرائيلي هي أمريكا وكندا والمملكة المتحدة، داعيًا السردية العربية في الإعلام العربي أن تبرز التجارب الفردية وتسجل وتوثق للانتهاكات الإسرائيلية للفلسطينيين، وداعيًا كذلك إلى إعادة سرد القصة الفلسطينية وتنضيد السرديات التاريخية الإسرائيلية التي سادت الإعلام الغربي.
وبدأت الدكتورة منى الحديدي كلمتها بتحية للشعب الفلسطيني الذي ما زالت القضية الفلسطينية في صميم كل أفعاله، خاصة بالذكر أولئك الأطفال الذين شهدوا تلك الأحداث الصعبة، مبتهلةً إلى الله أن يستطيع هؤلاء الأطفال استكمال حياتهم على خير.
وأعربت الحديدي عن أمنيتها أن يكون شعار كل القنوات العربية والإسلامية 7 أكتوبر.. انتفاضة الأقصى، إلى أن يتغير الحال، موضحة أن هناك إرهاصات لإصدار دليل حول لغة الإعلام المأمول استخدامها، ومشددة على استخدام مصطلح المقاومة الفلسطينية دون تقسيم فئات المقاومة.
واقترح طارق سعده الطريقة الدبلوماسية كحل جذري لهذه المشكلة، مؤكدًا أن هناك مستويين للإعلام؛ الإعلام الرسمي أو التقليدي في مقابل الإعلام الرقمي، وموضحًا ضرورة تشكيل لجنة مركزية من كل الدول العربية للاتفاق على آليات للتعامل مع القضية الفلسطينية.
وأكد خالد البلشي التوجه نفسه، الذي يدعو إلى صياغة لغة تحصننا في مواجهة شعوبنا، وكذلك إلى تقييم أداء الإعلام الغربي، مشيدًا بموقف الصحفيين الفلسطينيين الذين أصروا على الانتصار لقضيتهم، مهما كان الثمن فادحًا، وموضحًا أن حرية الإعلام هي الطريق الأمثل للحل، متسائلًا: كيف تنحاز إلى قضيتك، وتبني صورتك الإعلامية أمام العالم؟.
وأثنى ناجي الناجي على الجهد الذي بذل فلسطينيًّا في هذه الأزمة، ملقيًا الضوء على مساحات النجاح والإخفاق وأسبابهما، مطالبًا بشيء من الموضوعية حول قياس مدى التحول الذي جرى للرأي العام الغربي، ومؤكدًا أن دور وسائل التواصل الاجتماعي واسع التأثير، لكننا اكتشفنا أننا بلا صوت لأن القائمين على مواقع التواصل قرروا حجب المحتوى الفلسطيني تمامًا من منابرهم.
ومختتمًا بإنشاء مرصد في سفارة فلسطين بالقاهرة لتفنيد الزيف الإسرائيلي في نقل الصورة إلى العالم، مؤكدًا أنه لا بد من البدء بترجمة حقيقية لكل ما هو ممكن ومتاح لدعم القضية الفلسطينية.