في دراسة جديدة تعتبر الأولى من نوعها، كشف باحثون أن الانتقال إلى نظام غذائي يعتمد بشكل كبير على النباتات قد يساهم في تحسين صحة القلب والوقاية من أمراض السكتة الدماغية، وذلك من خلال خفض مستويات الأنسولين والوزن ومستويات البروتين المرتبط بأمراض القلب.
وأجرى فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد دراسة على 22 زوجًا من التوائم المتطابقة الصحية، حيث قسموا المشاركين إلى مجموعتين. تم تزويد كل مجموعة بنظام غذائي صحي يحتوي على الخضروات والبقوليات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور.
التفاوت الوحيد كان في تناول اللحوم، حيث تناولت إحدى المجموعتين كمية معتدلة من اللحوم، في حين تجنبت المجموعة الأخرى تمامًا تناول اللحوم.
وخلال فترة الدراسة التي استمرت شهرين، قام المشاركون باتباع نظام غذائي معين وفقًا لتعليمات صارمة تتضمن تجنب الأطعمة المصنعة وتنوعًا في الوجبات.
بينما تحسنت صحة القلب والأوعية الدموية لدى جميع المشاركين، إلا أن المجموعة التي اتبعت النظام النباتي شهدت تحسنات أكبر، حيث لوحظ انخفاض ملحوظ في مستويات الأنسولين أثناء الصيام بنسبة تصل إلى 20%، وكذلك انخفاض في مستويات كوليسترول البروتين المنخفض الكثافة (LDL-C)، الذي يعتبر مؤشرًا هامًا لصحة القلب.
كما تم ملاحظة انخفاض متوقع في مستويات فيتامين B12 أيضًا، الأمر الذي يُظهر أن الانتقال إلى نظام غذائي نباتي قد يُشكل تحديات في تلبية احتياجات بعض العناصر الغذائية الأساسية.
وفي هذا السياق، يوضح كريستوفر غاردنر، خبير التغذية في جامعة ستانفورد: "إن استبدال الأطعمة الحيوانية بالخضروات والنباتات قد يُسهم في تحسين الصحة بشكل عام، ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب".
على الرغم من فوائد الانتقال إلى النظام الغذائي النباتي، يجب أن يتم الانتباه إلى ضرورة ضمان تلبية احتياجات الجسم من الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية، مثل فيتامين B12، الذي قد يحتاج المتبعون للنظام النباتي إلى مكملات غذائية لتعويض نقصه.
البحث الذي أُجري نُشر في مجلة JAMA Network Open ويعد إضافة مهمة للدراسات التي تبحث في تأثيرات الأنظمة الغذائية على الصحة العامة ويسلط الضوء على فوائد النظام الغذائي النباتي كخيار صحي يمكن أن يحقق فوائد صحية كبيرة.