عادت الاشتباكات مجددا بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي، بعدما أطلق حزب الله اللبناني رشقات صاروخية استهدفت أهداف إسرائيلية بعد وقف إطلاق النار المطبق بالتوازي مع هدنة غزة.
وكشف تقرير أن حزب الله عاد مجددا إلى الحرب ليقطع وقف إطلاق النار مع إسرائيل المطبق وقت الهدنة، في وقت عاد اللبنانيون للنزوح مجددا خارج الجنوب اللبناني، تاركين منازلهم ومدارسهم جراء هذا التصعيد الخطير الذي يشهده الجنوب اللبناني.
وحذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من قيام حزب الله بالتصعيد في حرب لا جدوى منها مع دولته، مؤكدا أن حرب مع حزب الله تعني تدمير لبنان.
واتهم نتنياهو حزب الله بإطلاق آلاف الصواريخ على مناطق مدنية مما يهدد أمن إسرائيل وسيادتها، موجها اللوم إلى إيران في دعم وتسليح حزب الله.
وفي تقرير نشره موقع "النهار" اللبناني تحت عنوان "حزب الله يعود إلى الحرب ولكن قلبه هذه المرة ليس على غزة" أن الحزب لم يقدم دعما فعليا لحركة حماس كما يدعي الحزب، إذ أن جيش الاحتلال قد سرح عدد كبير من جنود الاحتياط الذين كان قد تم استدعائهم مع انطلاق الحرب.
ولفت التقرير إلى أن النتائج التي حققها الجيش الإسرائيلي على جبهة المواجهة مع حزب الله أصبحت مصدر تباه للقوات الإسرائيلية التي تفتخر بتحقيق هزيمة تكتيكية لحزب الله.
وتسائل الموقع لماذا عاد حزب الله إلى إشعال الجبهة الجنوبية اللبنانية بالتزامن مع إنتهاء الهدنة المؤقتة مع غزة، موضحا أن الهدف هو رفع الحالة المعنوية وعدم القبول بالهزيمة التي تلقها تكتيكيا.
وأثار إشعال حزب الله الجبهة اللبنانية من جديد، أثار الخوف من جديد لدى اللبنانيين، فخلال الهدنة، حيث عاد بعض المواطنين الفارين من الجنوب إلى الشمال إلى منازلهم ظنا منهم أن الحرب قد انتهت، ولكن إشتعال الحرب من طرف حزب الله دفع المواطنين إلى الهروب مجددا تاركين حقولهم ومنازلهم ومدارسهم وقراهم مهجورة.
ولفت تقرير نشرته شبكة "دويتش فيله" الألمانية أن المواطنين اللبنانيين باتوا منهكين ومنقسمين بين الهروب من أتون الحرب أو البقاء والمخاطرة، لافتا إلى أن العديد من القرى باتت مهجورة من سكانها الذين هربوا إلى الشمال بحثا عن الأمان بعيدا عن صواريخ حزب الله التي تطلق من قراهم وضربات جوية إسرائيلية.
ويكشف التقرير أن أكثر من 50 ألف لبناني تركوا منازلهم هاربين إلى الشمال خوفا من حرب واسعة وشيكة مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه من مدينة صور، هرب أكثر من 16 ألف مواطن على الأقل، في حين تحولت المدارس إلى مأوى للاجئين وتوقفت عملية التعليم.
ولفت التقرير إلى أنه حتى جامعة صور، توقفت عن الدراسة وأصبحت خاوية، فقط يعيش فيها لاجئين يضعون ملابسهم على أسوار المباني ويخيمون داخل مدرجات الطلاب بحثا عن الحماية.
وينوه التقرير إلى أن غالبية الهاربين يعيشون في ظروف مالية قاسية، فلا يوجد طعام أو دعم مالي لهم حتى الآن، في وقت يشهد الاقتصاد اللبناني انهيارا كبيرا جراء تدهور قيمة العملة وانهيار قطاع السياحة جراء التوترات المستمرة، وأخرها هذا التصعيد من قبل حزب الله مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وينوه التقرير أن مستقبل هؤلاء المواطنين بات ظلاميا في ظل تهديدات إسرائيل بفتح جبهة واسعة أمام حزب الله من أجل ردعه وهو ما يقود إلى تدمير لبنان جراء هذا التصعيد الكبير بين الطرفين.