توفي مساء أمس السبت في غرب باريس، سائح ألماني على يد مهاجم مسلح بسكين ومطرقة ومعروف لدى السلطات الفرنسية بأنه إسلاموي متطرف ويعاني من حالة نفسية توصف بأنها غير مستقرة، وأدى الهجوم الذي وصفه إيمانويل ماكرون بالإرهابي إلى حالة من الحداد في فرنسا مرة أخرى.
وقع الهجوم بعد الساعة التاسعة مساء بقليل بين رصيف جرينيل وبير حكيم، في الدائرتين 15 و16 الباريسيتين ، على مرمى حجر من برج إيفل. هاجم المهاجم اثنين من السياح الألمان. قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذي زار مكان الحادث، "إن سائحا ألمانيا لقي حتفه فيما أصيب اثنان آخران بجروح إثر هجوم نفذه رجل فرنسي في وسط باريس بالقرب من برج إيفل قبل أن تلقي عليه الشرطة القبض. وأوضح بأن هناك زوجان المانيان سائحان كانا يزوران برج إيفل تعرضا لهجوم إرهابي ،توفي الزوج متأثرا بالطعن بسكين حاد،" وأضاف الوزير لقد هاجم المنفذ "زوجة هذا السائح الألماني" لكنها نجت "بفضل سائق سيارة أجرة رأى ما حدث وتدخل وقام بإنقاذ حياة الزوجة ، وقد دفع وجوده المهاجم إلى الفرار إلى الجانب الآخر من نهر السين. وسرعان ما طارده أربعة من ضباط الشرطة، الذين أُرسلوا بسرعة إلى مكان الحادث، سيرا على الأقدام. حاولوا اعتقال القاتل. لكن المهاجم "واضعا يديه في معطفه" هددهم بحمل متفجرات، وواصل هروبه، حيث عبر الجسر بينما كانت الشرطة تطارده واعتدى على شخصين آخرين حياتهما ليست في خطر، أصيب الأول بضربة مطرقة في عينه بينما يعاني الآخَر "صدمة" وفقا لدارمانان.
قبل أن يتم القبض عليه قرب إحدى الساحات بعد طلقتين صاعقتين. وشدد الوزير على أن "حياة المعتدي ليس في خطر وبالتالي سيكون قادرا على الرد على أفعاله أمام المحاكم". وبحسب رواية وزير الداخلية، فإن المهاجم كان "مستعداً بشكل واضح لقتل أشخاص آخرين" مساء السبت. ويُزعم أنه نطق "الله أكبر" عدة مرات، وأخبر الشرطة بعد لحظات قليلة من اعتقاله أنه "لم يعد يتحمل رؤية المسلمين يموتون، سواء في أفغانستان أو في فلسطين". كما ورد أنه قال إنه "مستاء مما يحدث في غزة وأن فرنسا ستكون متواطئة فيما تفعله إسرائيل". ولا يعرف المحققون متى تم تصوير الفيديو، لكنه نشر على الإنترنت "بالتزامن مع" الانتقال إلى تنفيذ الهجوم، وفقا للمصدر.
تفاعلا مع الحادث، عبر الرئيس إيمانويل ماكرون عن تعازيه لعائلة القتيل وتعاطفه مع المصابين. وكتب على إكس "تعازي لعائلة وأقارب المواطن الألماني الذي توفي هذا المساء خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع في باريس"، معبرا عن تعاطفه مع المصابين.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن الأحد بعد الهجوم "لن نستسلم في وجه الإرهاب".وكتبت على منصة إكس (تويتر سابقا) "كل أفكاري مع الضحية والمصابَين وأحبائهم. أحيي شجاعة قواتنا الأمنية وعناصر الطوارئ ومهنيتهم".
وكتب وزير النقل الفرنسي كليمان بون على إكس "باريس في حداد بعد هذا الهجوم المروع"، مضيفا "أفكاري وتضامني مع عائلات الضحايا وأقاربهم. شكرا لقواتنا الأمنية وعناصر الطوارئ على تدخلهم السريع والحاسم".
يأتي ذلك قبل نحو ثمانية أشهر من استضافة العاصمة الفرنسية دورة الألعاب الأولمبية، ما يحث السلطات الأمنية على تعزيز استتباب الوضع الأمني خلال الحدث الرياضي العالمي.ووضعت فرنسا في حال تأهب لـ"هجوم طارئ" وقررت الحكومة نشر 7 آلاف جندي في الداخل بعد هجوم أراس وفي مواجهة خطر انتقال أصداء الحرب بين إسرائيل وحماس إلى أراضيها.
من هم الضحايا؟
وأصيب سائحان ألمانيان: توفي الرجل، وهو من مواليد عام 1999، متأثرا بجراحه. وقال جيرالد دارمانين إن المرأة "لم تتعرض لاعتداء جسدي" لكنها "أصيبت بصدمة شديدة". وتعرض شخصان آخران للاعتداء: "أصيب أحدهما بضربة بمطرقة في عينه وأصيب آخر بصدمة قوية". وهما فرنسي يبلغ من العمر حوالي الستين من العمر، وسائح أجنبي.
من هو القاتل ؟
بحسب مصدر في الشرطة، هو أرماند رجببور مياندواب، فرنسي ولد عام 1997 في نويي سور سين في أوت دو سين. وفقًا لمصدر أمني، هذا الرجل ذو "شخصية غير مستقرة للغاية، ومن السهل التأثير عليه"، معروف بتطرفه ويعاني اضطرابات نفسية، وهو ضمن المدرج أسمائهم لدى السلطات في ملفات ( S ) وأن تحقيقا بتهم اغتيال ومحاولة اغتيال على صلة بمشروع إرهابي وارتباط بجماعة إرهابية إجرامية فتح، حيث تم اعتقاله بالفعل في عام 2016 من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) بتهمة التخطيط لعمل عنيف في منطقة لا ديفانس شمال باريس. وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، ثم أطلق سراحه بعد أربع سنوات من الاعتقال. منذ عام 2020، كان يعيش مع والديه في منطقة إيسون جنوب باريس، وتمت متابعته في حالة وجود اضطرابات نفسية كبيرة، "حتى الاضطرابات العصبية"، حسبما أوضح جيرالد دارمانين. وقال مصدر أمني إنه توقف عن تناول علاجه. وفي يوم السبت، تم نشر مقطع فيديو احتجاجي على شبكات التواصل الاجتماعي إلى جانب فعلته. يتحدث عن الأحداث الجارية والحكومة وقتل المسلمين الأبرياء في غزة.
التحقيق
ذكر مكتب المدعي العام في العاصمة الفرنسية أن المشتبه به اعتُقل ووُضع رهن التحقيق في القضية فور القبض عليه ثم وضعه في حجز الشرطة كجزء من تحقيق عُهد به في البداية إلى فرقة باريس الجنائية، تحت إشراف مكتب المدعي العام في باريس. ثم أشارت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب إلى أنها ستتخذ الإجراءات بفتح تحقيق في جريمة اغتيال ومحاولة اغتيال تتعلق بمشروع إرهابي وارتباط إرهابي إجرامي. وبالتالي فإن احتجاز المعتدي سيستمر في هذا السياق. وينبغي أن يكون المحققون قادرين على الاعتماد على "كاميرات الشرطة الخاصة بالمشاة التي تم تفعيلها"، بحسب جيرالد دارمانين.