ما إن تراه وتدخل معه في نقاش إلا ووجدت نفسك أمام رجل ذو طابع خاص هادئ، كهولاء الأبطال الذين كنت تشاهدهم بكامل وقارهم في كلاسيكيات السينما وهم يديرون الشركات والمصانع، لا يغضب ولا يعلو صوته ولا يضع توقيعه على شئ إلا بقراءة وتأن، رحب الصدر لا فرق لديه في التعامل بين عامل وضيف رفيع المستوى ولا يشغله أحد عن أحد ولا شئ عن شئ، يدون كل الأمور أمامه حتى الذين طلبوا منه الدعاء لهم في فريضة العمرة التي كان يستعد للسفر إليها.
رجل دولة من طراز فريد يجيد التحدث والتعامل مع جميع الفئات بمختلف مستواهم الثقافي بلين ويسر وكأنه تدرب على ذلك، طموح كشاب عشريني ورزين كرجل جمع صنوف الحكمة من الطرقات.
المهندس مصطفى مجاهد، نقيب المهندسين بالقليوبية، ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمياه، نموذجا يستحق عرضه والإشادة به ليس فقط لما حققه من نجاح، لكن لأنه تحلى بكامل صفات المسؤولية بداية من مكتبه الذي لم يوصد أمام أحد، مرورا بتعاونه مع الجميع دون استثناء، وسرعة إيجاد حل لكل المشكلات، وعدم انفعاله برغم الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقه.
كنا التقيناه دون سابق معرفة وحميمية لقائه بالناس جعلتنا نشعر بأنا نعرفه منذ سنوات، وتمنينا أن نجد على كرسي المسؤول في كل موضع يخدم الناس رجل مثله على قدر من الثقة والشجاعة في اتخاذ القرار وعلى قدر مرونته في التعامل مع الناس، فجل مشاكلنا يحلها الاستماع وسعة الصدر في التلقي والتواضع وإدراك أن المناصب زائلة ولا يبقى إلا ما ينفع الناس.
فلسنا في هذا التوقيت الصعب بحاجة أكثر من الشعور بمعاناة الناس والسعي لحل مشاكلهم.
والحق يقال أن مجاهد كما أمد المنازل بوصلات مياه، أمدها بفيض من المحبة قوبل بمزيد من الاحترام والتقدير وأستحق أن يتم التجديد له فترة بعد أخرى فليس كمثله الكثير ممن يضبطون ميزان التعامل بين الحكومة والمواطن بما لا يترك مجالا للإهدار والتسيب وبما لا يثير بغضا وسخطا في النفوس.
لذا كان مجاهد نموذجا يستحق الكتابة والإشادة.