سيطر الشك على ذهنها بسبب تأخر زوجها عن العمل كل يوم، وعودته مرهقًا جسديًا ومكروبًا في الروح؛ حيث توقف عن مجالسة أطفالهما الثلاثة، واقتصرت علاقته بهم على المصاريف فقط، فقررت "نرمين"، أن تقوم بتفتيش هاتف زوجها بحثًا عن دليل يفسر لها سلوكه الغريب، فانتظرت عودته قبل الفجر، عرضت عليه إعداد العشاء، لكنه رفض، ودخل إلى غرفته، وألقى بجسده المنهك على السرير، ووضع الهاتف على المنضدة بجانبه، ودخل في نوم عميق.
ظلت نرمين مستيقظة حتى طلوع الشمس، وعندما تأكدت من أن زوجها نائم، تسللت خارج الغرفة بعد أن تمكنت من سرقة هاتفه دون أن يلاحظها -هكذا ظنت- وجلست في الصالة تحاول التخمين كلمة المرور دون جدوى، ثم خرج لها وليد وجلس بجانبها وعيناه مفتوحتان، نظر إلى هاتفه بين يديها للحظات قبل أن يأخذه منها، ويعود إلى الغرفة مرة أخرى، ويضع الهاتف في مكانه السابق، ويقفز إلى السرير، ويستأنف نومه العميق.
غضبت نرمين من تصرفات زوجها، وزادت شكوكها، وفكرت في مواجهته، لكنها كانت تخشى أن ينفي كل شيء، خاصة أنها لا تملك دليلا واحدًا لإدانته حتى الآن، فقررت أن تدينه، إذ قامت بأنشاء حسابًا جديدًا على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيسبوك" تحت اسم مستعار، وأرسلت له طلب صداقة، فوافق على الفور، لم يرتب شيئًا، وبدأ حديثهما بمعلومات بسيطة وعامة للتعرف على بعضهما البعض، لكن وليد سرعان ما أخذ الحديث إلى منحى آخر، فأمطر محاورته المجهولة بكلمات الغزل والحب الصريح، محاولًا إثارتها.
لم تنخدع نرمين بكلام زوجها، وصمدت في وجه إغراءاته، وفي المساء واجهته بحديثها المخزي، فصدم وسخر منها محاولا إقناعها بأنه يعرف اللعبة منذ البداية، لكنها لم تصدقه، وطالبته بإعطاء كلمة المرور لهاتفه حتى تتمكن من تفتيشه إذا كان بريئا، كما يُزعم، فرفض، واحتدم الحديث بينهما. أصرت الزوجة على تفتيش هاتف زوجها، وعندما تأكدت من رفضه، حملت أطفالها وذهبت إلى منزل شقيقها. ثم توجهت إلى محكمة الأسرة ورفعت دعوى طلاق ضد زوجها.