الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

" خدني حمام السباحة يا بابا " .. قصة الصورة الأخيرة في حياة الطفل مروان قبل مقتله بالمرج

جاره دبحه وصب عليه الخرسانة فوق سطح العقار

الطفل مروان ضحية
الطفل مروان ضحية المرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"خدني حمام السباحة يا بابا" .. الجملة السابقة كانت أخر أمنية طلبها "مروان" صاحب الـ 11 ربيعًا من والده، قبل أن يقتل بطريقة بشعة علي يد ابن الجيران في منطقة المرج، دون أن يقترف جرما أو يرتكب ذنبًا، بالكاد كان أكبر ما يشغل باله هو الحصول علي بضعة جنيهات لشراء الحلوي، أو تأجير دراجة هوائية من أجل اللهو والمرح بها مع أصدقائه في نفس عمره تزامنا مع انتهاء العام الدراسي وقتئذ لتتبدد أحلام الصغير الذي لطالما تمني ان يصبح في المستقبل طبيباً لمساعدة الفقراء والمحتاجين لتخفيف آلامهم، لكنها دوما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي اليوم الذي تسلم مع أبيه شهادة نجاحه من المدرسة انتقل إلي دار الحق مشهد ماسأوي أضحي حديث الساعة علي لسان الأهالي داخل الحي الشعبي .

 

فلاش باك

مطلع شهر يونيو من العام الجاري، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي داخل منزل أسرة الطفل مروان، حيث انتقلت العائلة الصغيرة لـ شقة جديدة داخل أحد العقارات بذات الحي "المرج" قبل شهرين من وقوع الحادث أملا في حياة هادئة بعيدا عن ضجيج مكان السكن السابق، فالأب يخرج للعمل صباحا ويعود في المساء محملا ببشاير الخير ما بين طعام  وجنيهات يتركها صباح اليوم التالي لزوجته " مصروف البيت" لشراء مستلزمات المنزل، وكلل هذا المجهود بنجاح الأبناء في جميع المراحل التعليمة، وهنا طار قلب الأب من السعادة، فقد أتي يوم حصاد "الثمار" التي ظل يرعاها طوال العام الدراسي، وخلال مراسم الأحتفال طلب "مروان" أن يذهب لـ " حمام السباحة" وهنا وافق الأب واصطحب نجله " البسين" لادخال السرور علي قلبه ويشجعه علي التفوق الدراسي خلال السنوات القادمة لتحقيق الحلم المنشود حيث " دخول كلية الطب"، وخلال ذلك التقط الطفل أخر صورة له أمام " حمام السباحة "  وبدلا من نشرها عبر موقع التواصل الإجتماعي كما كان يفعل، نشرت علي الصحف مع خبر وفاتة في صفحات الحوادث.

آخر صورة للطفل مروان أمام  حمام السباحة 

 


فرح الجيران

مع وصول عقارب الساعة 6 مساءا يوم وقوع الحادث خرج الأب مع الأم متوجها نحو الطبيب لشعورها بآلام في القلب، وكأنه يشعر بالذي سيحدث مع نجلها، بينما ترك الزوجان المجني عليه يقف مع الأطفال خلال حفل زفاف أبنة الجيران بذات العقار، فقد قرر الطفل الصغير تقمص دور شاب في العشرينات وراح يساعد معهم في ترتيب المقاعد، ومع عودة الأب والأم من زيارة الطبيب بدأت تتكشف الواقعة.


اختفاء مروان

كغيرهم من الأسر المصرية أعدت الأم وجبة العشاء، وطلب الأب من احد أبنائه أن يحضر مروان من الشارع، حتي فؤجي بعد قليل بكلمات شعر معها انه لن يري نجله مرة آخري :" مروان مش موجود يا بابا" كلمات نطقت بها شقيقته لتعلن عن خبر اختفاء شقيقها، هرع الأب من مكانه ونزل نحو الشارع للبحث عن الابن المفقود لكن دول جدوي فقد فشلت كل المحالات وكأنه "فص ملح وداب " وهنا أدرك الأب أنه يتوجب عليه أن يذهب نحو قسم الشرطة لتحرير محضر يفيد بإختفاء نجله، وهو ما تحقق حيث التقي بالمقدم كريم البحيري رئيس مباحث المرج، والذي أكد له أنه سيبذل قصارى جهده لحل اللغ خلال وقت قصير وطلب منه الإنصراف نحو المنزل".


قاتل متخفي

لم يفقد الأب الأمل وتوجه نحو جيرانه اهل العروس " أصحاب حفل الزفاف" محدش فيكم شاف مروان إبني" فكانت الإجابة " لا" وحينها اعتقد ان الطفل استقل سيارة مع احد رواد حفل الزفاف وسافر نحو محافظة آخري، حتي نطق الجار بكلمات خرجت من بين فكيه كالرصاص : " ياسين ابن الجيران كان جاي فيه خرابيش وقال انه تشاجر مع عدد من الأشخاص علي كوبري محمد نجيب، خلال ثوان انتقل  لشقة والد "ياسين" وعندما خرج كان جسدة به إصابات في الرقبة، وساله عما حدث لكنه نفي أي تقابل له مع مروان، وفي صباح اليوم التالي حضر شقيق والد مروان وقال لأخيه " القصة كلها عندنا ياسين جارك"، وهنا توجهوا مرة أخري لشقة والد ياسين وظل يطرق الباب ولم يخرج أحد حتي خرج الجار المقابل له وقال له أن والد ياسين المدعو أشرف اتصل به وأخبره انه مسافر مطروح لمدة 3 شهور :" خلي بالك من الشقة".


بلاغ للشرطة

علي الفور توجه الأب لقسم الشرطة وطلب مقابلة أحد الضباط، وبعد قليل حضر الرائد أحمد عريان معاون مباحث القسم، وبدا والد المجني عليه يروي تفاصيل الواقعة، وطلب الضابط منه ان يقوم بالاتصال بنجل صاحب الشقة " شقيق المتهم" وطلب منه الحضور نحو القسم ، وبالفعل وصل بعد نصف ساعة، وعندم ساله الضابط عن مكان تواجد أبيه قال له :"ابويا  اتصل بيا وقال اخوك عور عيل وإحنا مش عارفين نعمل إيه"، هنا طلب الضابط من احد افراد الشرطة ان ياخذ والد مروان لمكتب آخر مجاور له، بينما استمع لكلام شقيق المتهم".


خيط الجريمة

بعد سماع أقوال الشاب، أمسك معاون هاتفه المحمول ليخبر رئيسه المباشر المقدم كريم البحيري،  بما وصل إليه من معلومات، وهنا قرر رئيس المباحث التوجه رفقة معاونيه نحو منزل الطفل وصعدت الأسرة مع الشرطة نحو سطح العقار وهنا كانت المفاجأة جثة أسفل اسمنت.

كوتشي اسفل صبة اسمنت

مع وصول المقدم كريم البحيري، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، طلب من رجالة رفع الأسمنت والرمال والحجارة من فوق الجثمان ثم نظر لصورة الطفل الموجودة علي هاتفه ووجه الجثة المعثور عليهان فـتاكد ان جثة الضحية، وبخطوات مفعمة بالثقة وحس أمنى تشكل بخبرات السنوات، ظل الضابط يعاين جثة المجني عليه ومسرح الجريمة  بدقة مدونا ملاحظاته لاسيما طريقة تنفيذ الواقعة، ثم طلب من احد معاونيه بإخطار النيابة العامة، بينما كلف آخر بالتحفظ علي كاميرات المراقبة".

فريق بحث

الصورة اصبحت اكثر وضوحا لدي رجال الامن " جثة علي السطح وقاتل هارب " وتمكن رجال البحث الجنائي من تحديد اختفاء المتهم وعلي الفور انطلقت قوة امنية برئاسة المقدم كريم البحيري،نحو محافظة الدقهلية ونجحت في ضبط المتهم " ياسين " البالغ من العمر 16 عاما وقت وقوع الجريمة،  والذي اعترف بإرتكاب الواقعة قائلا : " المجني عليه تنمر عليا عشان عندي تلعثم في الكلام فقمت باستدراجه أعلي العقار والتعدي  عليه بالضرب بسلاح ابيض " شفرة حلاقة" ثم دفن جثمانه بالرمال والاسمنت الأبيض والحجارة" ، وبعرض المتهم علي النيابة العامة امرت بحبسه، ثم إحالته محبوسا لمحكمة الجنايات ومازالت تجري محاكمته حتي الآن".