كانت إسرائيل ولا تزال وستظل هي العدو الحقيقي للشرق الأوسط عن بكرة أبيه؛ وذلك بما تحمله من أجندات سامه هدفها القضاء على الهوية الإسلامية والعربية في آنٍ واحد.
إنها لا شك جرثومة كبيرة تحاول أن تأكل الأخضر واليابس فتتحرك كسرطان لعين يكاد أن يفتك بطشا بكل من حوله دون رحمة أو هواده، وأثبتت الأيام والتجارب أن هذا الكيان اللعين لا يجدي معه تطبيع أو سلام دائم دون حذر واستعداد تام.
فهي بالفعل أفعى سامة إن دفأتها بين حنايا صدرك فلا تأمن لدغاتها الغادرة القاتلة.
ضد هذا الكيان المتغطرس خاضت مصر حديثًا أربعة حروب ٤٨ و٥٦ و٦٧ والنصر المؤزر في السادس من اكتوبر ١٩٧٣ حين لقنت العسكرية المصرية الصهيونية العالمية درسًا قاسيًا ما زالوا ينتحبون عليه في ذكراه فيبكون حرقة ووجعا ومرارة كما نحتفل نحن كل عام في هذه الذكرى شموخا وعزة وأنفة وكبرياء .
فلم تنس اسرائيل يوما ما هزيمتها أمام مصر ودفن رفات جنودها ومقاتليها في طيات رمال سيناء حيث توارت أحلامها إلى الأبد في رمال سيناء الموعد والمصير .
ما أقوله هنا ليس كلامًا إنشائيا أو مجرد حبر على ورق بل كلام له من الواقع ما يؤيده ويؤازره وكما يقولون ليس بعد العيان بيان وليس من رأى كمن سمع وعايش الأحداث.
تحاول اليوم اسرائيل لي رقبة مصر لكن هيهات هيهات حيث تعمل جاهدة على سرقة موقع مصر الجغرافي بأن اتخذت من عسقلان وسيلة لتحقيق ذلك فكان مخططها شق قناة من خليج العقبة إلى البحر المتوسط لتكون بديلة عن قناة السويس استيلاءا من إسرائيل على كل مزايا موقع مصر!
يقيني أن هذه المحاولات ستفشل كما فشلت سابقتها وليس هذا رجما بالغيب ولكن مصر بحراس معبدها قادرة على رسم خطوطها الحمراء وتستطيع أن تدير معركتها داخل وخارج أراضيها مع العلم أن مصر لم تكن في يوم من الأيام داعية حرب أو ذات أطماع بل عبر تاريخها الطويل تتحرك من عرينها حماية لامنها القومي والاستراتيجي ولا تسمح لأي كائن مهما كان وصفه أو رسمه أن يتجاوز مهددا مصالحها هنا أو خارج هنا.
بإعلان نتنياهو خارطة الشرق الأوسط الجديد يتبين لنا أن المقصد الأسمى لهم هو مصر وأنهم يقومون باخلاء الطريق نحو مصر وتحديدًا سيناء فارتسمت خيوط المؤامرة بمصطلح الوطن البديل ومحاولة تهجير سكان غزة إلى سيناء لجعل مصر دار حرب سحبا لها نحو حقل الأشواك المتشابكة !
فكان رد مصر الحاسم وكان عرض السلاح مع النار في حفل تخرج الكلية الحربية مؤخرًا رسالة للقاصي والداني أن من يلعب مع مصر فهو يلعب بالنار التي ستحرقه وتدمره إلى الأبد.
وبعد هذا كله..
نحن جميعًا إن اجتمعنا على كلمة سواء نملك من أدوات الضغط ما يغير خارطة القضية الفلسطينية إلى وجهتها الصحيحة وما يجعل العدو يعيد حساباته ألف مرة ليكون الشرق الأوسط الجديد وفق مرادنا وتصورنا نحن لا وفق تصور اللوبي الصهيوني والماسونية العالمية.
مصر هي رأس الأمة وهذا قدر الله فيها شاء من شاء وأبى من أبى وكان أمر الله قدرا مقدورا..
العدو يتربص بنا الدوائر
أفيقوا يا سادة؛ فالتاريخ لا يرحم.