لماذا خص الكحيل مصر بالذكر؟!
من بين مئات الأنات والاستغاثات التي لم تصل إلى القلوب والآذان، فصوت القذائف حجب كل شىء حتى أصوات الوجع، وصل صوت الطفل عبد الله الكحيل إلى مصر، وكأن ملاكًا التقطه وحمله من هناك إلى هنا ليضعه خطابًا بعلم الوصول في قلوب المسئولين في مصر، ليكون عبدالله أيقونة جيل كامل، فكما أن صور الدمار تظل عالقة في الذاكرة، هناك صور أخرى يبقى معناها ومذاقها في القلب.. هذا الاهتمام بالطفل الكحيل الذي جاءت رسالته موجعة وملهمة سيتذكر في المستقبل كل ما حدث معه، وأنه بفطرته طلب العون ممن يثق في أنهم سيلبون النداء، ليجدد العهد بأن مصر تحمل القضية الفلسطينية في قلبها وتحمل أوجاع أهلنا هناك بين جنباته.. لم تكن كلمات الكحيل مجرد أمنية طفل يستغيث بمصر من أجل أن يمشي على قدميه، لكنها رسالة من كل الفلسطينيين لمصر بأن تظل داعمة للقضية حتى لا يبتر الأعداء أقدامها.. وحتى تستطيع الصمود والسير.
حمداً لله على سلامتك يا عبدالله.. غدًا ستقطع الأرض والمسافات لتصير بطلًا ترفع علم فلسطين في أرضك وتصلي وأبناؤنا في الأقصى.
الطفل رضوان للعالم: الله لن يضيعنا
كان الطفل الفلسطيني رضوان قد وجه رسالة باسم أطفال فلسطين قال فيها: "الشعب الفلسطيني صامد وصابر رغم الحصار والظروف الصعبة التي يعاني منها من جراء العدوان الإسرائيلي".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لطفل موجود في قطاع غزة، وهو يوجه رسالة للعالم يؤكد فيها صمود الفلسطينين، قائلاً: «صحيح أن الاتصالات انقطعت عن غزة، وصحيح أن الاتصال انقطع عن الإسعاف والدفاع المدني، وانقطع اتصالنا عن العالم.. ولكن لم ينقطع اتصالنا مع رب العالمين».
وأضاف: «زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حين ضاق الحصار على المسلمين في المدينة.. جوع وعطش.. صبر المسلمين ودعا النبي ربه واستجاب الله له».. وتابع: «تعبنا كتير وتوجعنا كتير، ولكن أملنا بالله عز وجل كبير.. الله عز وجل لن يضيعنا.. واللهِ لن يضيعنا الله».
جوليا ومعاذ وإلهام
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الطفلة الفلسطينية «جوليا»، وتفاعلوا معها على نطاق واسع، بسبب قصتها المأساوية التي روتها ابنة عمها وسام نصار.
قالت «وسام» خلال منشور عبر «إنستجرام»: «الفتاة المصابة بالصدمة في هذه الصورة هي جوليا إبنة إبن عمي الثاني مصعب».
عن معاناة الصغيرة، حكت «وسام»: «نجت جوليا من هجوم شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزلها، الذي هربت إليه في دير البلح. لكن والديها، مصعب وزوجته آية، لم يفعلا ذلك، استشهدا، إلى جانب شقيق مصعب محمد وشقيقتيه أفنان وبيسان ». وكانت والدة الطفلة جوليا كتبت في آخر رسالة لشقيقتها وجاء فيها: «ولك لو قصفوا البيت بتل الهوى يلا كلها موتة، سامحونا لو متنا»، وتابعت حديثها: «ادعولنا ووزعوا على روحنا أكل، عشان يوصلني وأنا بالقبر وآكل، ما بضل جعانة». أما الطفل معاذ حسن من الذين دخلوا معبر رفح، فقد قال إنه في أثناء وجوده مع أسرته بمنزل عمه فوجئ بقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي للمنزل مما أدى إلى إصابته واستشهاد شقيقيه، وختم بثلاث كلمات مؤثرة: «ماتوا قدام عيني».
في السياق ذاته، كان الطبيب الفلسطيني محمد ضاهر حسين فقد ابنته جراء القصف الإسرائيلي خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، لكن ذلك لم يثنِه عن الاستمرار في عمله، حتى ظهر يحتضن الطفلة إلهام التي فقدت ذويها داخل مستشفى الإندونيسي.
وأصبح الطبيب الوالد والراعي لهذه الطفلة التي تملأ الجروح الجهة اليمنى من وجهها.
الغريب أنه عندما سأل المذيع الطفلة التي يبدو أنها لم تتجاوز الأعوام العشرة: «أين هو والدك؟»، فأشارت إلى الطبيب الذي يحملها وهي تطبع قبلات على وجنتيه وتناديه «بابا».
وقال الطبيب: «إلهام طفلة فلسطينية بريئة تعرضت لقصف طائرات العدو الصهيوني للأسف الشديد»، وأضاف: «هذه البراءة تقصف بالقنابل الذكية». قصة الطبيب محمد والطفلة إلهام قصة من بين عشرات القصص المؤثرة لأبناء فقدوا أهاليهم، وآباء فقدوا أطفالهم، وعائلات محيت تمامًا من السجل المدني خلال العدوان على غزة.. لكنهم، جميعاً، خالدون فى ضمير كل حر فى جميع أنحاء العالم.
مصطفى يرسم حلمه
مصطفى عبد الله حمودة، طفل فلسطيني من أبناء قطاع غزة فى العاشرة من عمره، يتلقى حالياً العلاج بمستشفى العريش العام من إصابته بكسور وجروح فى الجزء السفلى من جسده، جراء قصف إسرائيلي استهدف مربعهم السكنى شمال غزة فى بداية الحرب، إنهار على إثره بيتهم، وكان «مصطفى» واحداً من بين مصابين ناجين تم إنقاذهم. لوحات الفنان الفلسطينى الصغير، رسومات لعلم فلسطين يرتفع على قبة القدس، وعلم مصر وفلسطين يتعانقان، وعلم مصر وفلسطين على بيت فلسطينى.
ويحكي مصطفى أنه من منطقة «بيت لاهيا شمال غزة»، ووقعت إصابته فى قصف منزل يجاور منزلهم، قصفه الطيران الاسرائيلى بصاروخ وانهارت كل المنازل حوله بما فيه بيتهم، ونقل للعلاج للمستشفى الإندونيسى بغزة، واستمر هناك لمدة ٢٠ يوما حتى نقل لمصر ترافقه والدته، ووصل عبر معبر رفح لمستشفى العريش العام. وقال مصطفى إنه يحب مصر، ويشتاق لغزة، ويفتقد أشقاءه ويتمنى أن يعود لفلسطين ويستكمل حياته ويحقق حلمه فى أن يكون طبيباً يداوى مرضى أهل غزة.