في مناسبة عيد الأم، تَطوف الذكريات بكل ما هو طيب وعظيم في حق أمهاتنا اللواتي بذلن الغالي والنفيس لأجلنا.
ومن بين القصص الملهمة التي يتذكرها التاريخ، تأتي كلمات القديس أغسطينوس، ابن الدموع، عن أمه القديسة مونيكا، التي تلخص أسمى معاني الحب والتضحية.
قال أغسطينوس في وصف أمه: “أمي كانت في ثوبها إمرأة.. وفي إيمانها رجلًا.. وفي رصانتها عجوزًا.. وفي حنانها أمًا.. وفي تقواها مسيحية. بعد كل هذا هل كثير أن أسكب دموعي ساعة من أجل من كانت تعوم كل ليلة فراشها بدموعها من أجلي حتى أتوب.” هذه الكلمات تسلط الضوء على العلاقة العميقة بين أغسطينوس وأمه، التي كانت تكرس حياتها من أجل سلامه الروحي، داعيةً له بالدموع كي يعود إلى الإيمان.
ففي هذا اليوم، نوجه تحية تقدير وإجلال لكل أمٍّ جاهدت وسهرت على راحة أولادها، وعملت جاهدة على تعليمهم وتثبيتهم في الإيمان المستقيم. إن دموع الأمهات ودعواتهن لا تُقدر بثمن، فقد زرعن فينا القيم والمبادئ التي تجعلنا أفضل في حياتنا الروحية والدنيوية