هنا في غزة، ترى الجميع حائرًا يلتفت حوله ليطمئن إن كانت القذيفة ستعصف به الآن أم ستنتظر حتى يلقي نظرة أخيرة على محبيه، هنا يقف الطبيب حائرًا، أيمنح المرضى والمصابين الموت الرحيم أم يجري عمليته الجراحية بدون مخدر وتحت ضوء كشافات المحمول، وهنا ترى الممرضة تتسائل كيف سأضمد الجراح دون معدات طبية وكيف ستلتئم الجروح دون مضادات حيوية، والسؤال الأهم كيف ستلتئم جراح القلوب وكيف أواسي الأهل الذين يوزعون نظرات الألم والعبرات وكلمات الوداع بين ثلاثة وأربعة من الأبناء.
الوضع في غزة من سيئ إلى أسوأ، فبعد مرور 43 يومًا على بدء الحرب، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن ما لا يقل عن 12 ألف فلسطيني، بينهم خمسة آلاف طفل، قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر .
وذكر في بيان أن عدد قتلى الكوادر الطبية بلغ 200 طبيب وممرض ومسعف، كما قتل 22 من رجال الدفاع المدني، و51 صحفيا، وزاد عدد الإصابات عن 30 ألف إصابة، أكثر من 75 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا للبيان.
كما جاء في البيان أن "عدد المفقودين بلغ أكثر من 3750 مفقودا، منهم 1800 طفل لا زالوا تحت الانقاض".
وكانت قد اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة.