وُلد المخرج السينمائى نيازى مصطفى يوم 11 نوفمبر عام 1910 لأب سودانى وأم تركية، ودرس الإخراج في ألمانيا، حيث أرسله والده لدراسة الطب فدرس الإخراج والتصوير، وعاد ليعمل مونتيرا في استديو مصر، انتقل إلى العمل مساعدا للإخراج مع الفنان يوسف وهبى، ليتعرف على طلعت حرب الذى أسند إليه إعداد أفلام دعائية عن شركات بنك مصر.
اتجه نيازى مصطفى إلى إخراج أفلامه بنفسه فكان أول فيلم من أخراجه "سلامة في خير" الذى ساهم في كتابة السيناريو الخاص به عام 1937 وهو بطولة نجيب الريحاني تلاه مجموعة كبيرة من الأفلام وصلت إلى 155 فيلما منها: أخطر رجل في العالم، صغيرة على الحب، مصنع الزوجات، أونكل زيزو حبيبى، أبو حديد، رصيف نمرة 5، سواق نص الليل، لعنة الحب والزواج، ست الحسن، أفراح، قمر 14، سر طاقية الإخفاء، البحث عن فضيحة، حتى كانت آخر أفلامه "القرداتى" بطولة سمية الالفى وفاروق الفيشاوى وطارق النهرى، ولم يعرض الفيلم إلا بعد رحيله.
تزوج نيازى مصطفى من الفنانة كوكا التي كانت مساعدته وزميلته في قسم المونتاج باستوديو مصر، والتي اشتهرت بتمثيل أدوار الفتاة البدوية في أفلامه ـ بطلة عنترة بن شداد ـ ثم انفصلا لعدم الإنجاب، وتزوج من الراقصة نعمت مختار، ثم انفصل عنها وعاد إلى كوكا بعد علمه بمرضها بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.
وبعد رحيل زوجته الفنانة كوكا عاش نيازى مصطفى حزينا بائسا في شقته رقم 12 عمارة رقم 1 شارع قرة ابن شريك بالجيزة، إذ فجأة يستيقظ المجتمع والرأى العام على حادث مقتل المخرج الكبير نيازى مصطفى على يد مجهول بخلع ملابسه تماما وتوثيق يديه من الخلف بكرافتة ووضع فوطة في فمه حتى لا يصرخ، وقطع شرايين يده وتركه ينزف، وذلك بعد انتهاء آخر يوم من تصوير فيلمه الأخير "القرداتي".
واكتشف الطباخ الخاص به الذى يعمل لديه منذ أربعين عاما الحادث فأبلغ شقيقه المونتير جلال مصطفى الذى حضر ورفع جثة شقيقه من على الأرض ووضعه على سريره وغطاه بملاءة بيضاء وأبلغ مديرية امن الجيزة التي تبعد خطوات عن مكان الحادث.
ونظرا إلى عطاء المخرج نيازى مصطفى الثرى والمتميز كرمه الرئيس عبدالناصر في عيد العلم عام 1966، كما حصل على جائزة الريادة من جمعية فن السينما.