الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

عل ما تراه خيرا يا سلطان

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يجلس مطمئنا لا تفزعه أقدام المريدين، الذين يعرفونه بالاسم، بعضهم يلقي عليه السلام وبعضهم يداعبه فلا يلق بالا، يقبع بجوار مقام الشيخة صباح في سكينة وطمأنينة، ينادونه سلطان، لا أعرف من أطلق عليه الاسم لكن فيما يبدو أن ورائه حكاية لا تعرفها ولا تفهمها سوى صاحبة المقام، التي منحته حصانة، وكأنها تحقق مقولة النبي عن القطط: "إنهم من الطوافين والطوفات".


كم تمنيت حينما شاهدت "سلطان" أن افهم لغته وأحادثه عن سبب جواره للشيخة صباح لأعرف من دعاه ومن أين أتى؟ ولماذا أتى؟.
كان سلطان ممدا قدميه في تعبير عن الراحة، يرمش بعينيه في إشارة للثقة التي يتمتع بها، يداعب المصور فيفتح عينيه تارة ويغمضة تارة أخرى.


جعلني" سلطان" أسترجع حكايات القطط، وكيف أن النبي "ص" أطلق على الصحابي عبد الرحمن بن صخر الدوسي، لقب أبو هريرة عندما وجد قطة في "كمه"، وقيل أن قطة قتلت ثعبانا كاد أن يلدغ النبي، فنهض وربت على ظهرها،ولا أتعجب من تلك الحكاية التي تروى أنه حول مسار الجيش من أجل ألا يفزع قطة كانت ترضع صغارها.
أنا أدرك أن "سلطان" يعلم مالا أعلمه وربما يرى ما لا أراه فاستبشرت بابتسامته واسترجعت حكاية الرجل الذي ذهب الى النبي سليمان (ع) وطلب منه ان يعلمه احدى…
لغة القطط…فقال له النبي: لاتستطيع تحمل ذلك..
ولكن الرجل توسل بنبي الله وأصر أصرارا شديدا، فنفخ النبي في اذنه وفعلا تعلم الرجل لغة القطط، وفي يوم سمع قطتين تتحدثان فقالت احداهما للأخرى: هل عندك طعام فأنني سأموت جوعا… فأجابتها الثانية كلا..
ولكن في هذا البيت ديك وسمعناه يقول أنه مريض.. وسيموت ونأكله فأصبري قليلا…
فقال الرجل: لا والله لن تأكلن ديكي وفي الصباح اخذ الديك إلى السوق وباعه…
وجاءت القطة وسألت: هل مات الديك؟، فقالت لها كلا لقد باعه صاحب الدار ولكني سمعت الخروف يتمتم ويقول إني متخم وسأموت انقذوني.. فأصبري سيموت ونأكل من لحمه…
فقال الرجل: لن تأكلن من لحم خروفي وفي الصباح اخذ…الخروف وباعه في السوق…
فجاءت القطة وسألت: هل مات الخروف… فأجابتها كلا.. لقد باعه صاحب الدار.. ولكن علمت من نبي الله سليمان  ان الرجل صاحب الدار سيموت وسيضعون الطعام في مأتمه ونأكل، فأصبري قليلا…
فصعق الرجل وذهب مسرعا للنبي وهو يصرخ ويبكي ويتوسل، وأخبره بالقصة وانه سمع القطة تقول أنه سيموت… فما العمل؟ 
فقال نبي الله سليمان: أن الله قد فداك بالديك ولكنك بعته…
وفداك باالخروف ولكنك بعته أيضا، فأما اليوم فأكتب
وصيتك فالامر واقع لامحال.. فلعل ما تراه خيرا يا سلطان.


أما عن الشيخة صباح فقد وُلدت عام ١٨٢٧م فى قرية ميت السودان تبعد عن مدينة طنطا قرابة عشرة كيلومترات، وهي ابنة الشيخ محمد على الغبارى، وكان ذلك فى العام 1248هـ.

ولما زاد عدد زوار الشيخة فى قريتها (ميت السودان)، كانت تود مجاورة السيد أحمد البدوى بمدينة طنطا، وعلى الفور قامت باستئجار تكية بمنطقة شارع أحمد ماهر، وأنها ستكون خادمة للفقراء وتطعمهم لوجه الله، ثم توسعت السيدة فى إنشاء تكية أخرى تجاور السيد أحمد البدوى. ثم إنشاء تكية بمنطقة شارع سعيد.

وقامت الشيخة صباح بشراء قطعة أرض بمنطقة شارع الجيش بمدينة طنطا، شارع البحر حالياً، وكان هذا فى العام 1903م من عائلة تسمى طقطمش، وأعلنت لمريديها أنها ستبنيها مسجداً، وتكية للفقراء، وأنها ستكون مأوى لكل الفقراء الباحثين عن طعام أو كسوة، ثم حددت يوماً لوضع حجر الأساس.

وحضر تدشين البناء الشيخ إبراهيم الحديدى من هيئة كبار علماء الأزهر الشريف والشيخ إبراهيم الظواهرى شيخ المسجد الأحمدى فى هذا الوقت، وقالت الشيخة صباح أثناء وضع حجر الأساس: «بسم الله الرحمن الرحيم بنيت هذه التكية لإيواء الفقراء والمساكين». ثم طلبت الشيخة صباح أن تُبنى قبة بجانب التكية، وقالت إن مرقدى سيكون هنا.

فكانت التكية مقصداً لجميع المرضى الميئوس من علاجهم، حتى وصل صيتها لأسرة الخديو فكانت بعض أميرات القصر تأتى لزيارتها والتبرك بها.

والسيدة نور الصباح تنتسب من جهة الأب والأم إلى أصل السيادة من السلالة الطيبة المباركة سلالة الإمامين سيدنا الحسن وسيدنا الحسين بن على ابنَي فاطمة الزهراء، بنت رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ويأتي المريدون من كل مكان مهرولين في ذكرى مولدها لزيارة نور الصباح التي تُعَد من أهم المعالم بمحافظة الغربية بعد السيد البدوى.

ويُعَد مسجد نور الصباح أو "ست الحبايب"، كما يطلق عليها أهل الصوفية، ثاني أحد المصادر الأساسية للسياحة الدينية بمحافظة الغربية.

وأنشأت الشيخة نور الصباح، 3 تكيات "الأولى في قرية ميت السودان- الثانية في طنطا بالغربية- الثالثة في مركز دسوق بكفر الشيخ لاستقبال الزائرين مع تقديم الطعام للوافدين عليها".