عجز المجتمع الدولي عن وقف حرب الإبادة فى غزة
فشل المنظمات الدولية فى وقف الحرب يؤكد ازدواجية الغرب ومجلس الأمن يكيل بمكيالين
الجارديان: استجابة المجتمع الدولى لا ترقى لحجم المأساة
فشلت منظمات المجتمع الدولي في وقف الحرب على غزة؛ كما كشفت الحرب عن إزدواجية المعايير الدولية، فقد فشل مجلس الأمن خلال جلسات التصويت على مشروع قرار صاغته روسيا بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة، قد صوتت روسيا والصين والجابون وموزمبيق والإمارات لصالح مشروع القرار فيما صوتت ضده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان، بينما امتنعت بقية الدول عن التصويت، فلماذا يعجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب في غزة؟
سقط المجتمع الدولي سقوطًا مخجلًا، بسبب ازدواجية المعايير التي حضرت بشكل سافر، للانحياز التام لإسرائيل في ظل هذا الوضع الخطير، والذي أفقد الثقة في المجتمع الدولي ومنظماته، ما الذي نرجوه من هذا المجتمع في أي أزمة أخرى إذا كان غير قادر الآن على إيقاف إبادة شعب كامل والعالم كله يشاهد تفاصيل الإبادة على مدار الساعة؟
حجم المأساة
أكد مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أن استجابة المجتمع الدولي لكابوس الحرب الحالية في قطاع غزة لا ترقى لحجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع جراء تلك الحرب.
وقالت الصحيفة، إنه من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح داخل القطاع إذا ما تحمل المجتمع الدولي مسئولياته التي يجب القيام بها دون تباطؤ من أجل تقديم الدعم الإنساني اللازم لسكان غزة قبل فوات الأوان.
وأشارت إلى أن قادة دول العالم جميعا فوجئوا باندلاع صراع دامي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في السابع من أكتوبر الجاري، إلا أنهم ما كان يجب عليهم أن يتفاجأوا بحجم المأساة الإنسانية التي سوف يتعرض لها سكان القطاع جراء رد الفعل الإسرائيلي.
وأكدت على ضرورة توحيد الجهود من أجل تقديم الدعم الكافي لسكان غزة في الوقت المناسب، مستشهدا بتعهد الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات إنسانية إضافية لسكان غزة بما قيمته ٢٠ مليون دولار، والتي لا تفي باحتياجات سكان القطاع البالغ عددهم ما يزيد على مليوني نسمة، والذين هم في أشد الحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة حتى يظلوا على قيد الحياة.
وأضافت الصحيفة أن حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة بسبب ارتفاع أعداد القتلى، بالإضافة إلى البؤس الذي يحيط بهم جراء نقص الغذاء والمياه والدواء يفوق بمراحل معاناتهم بسبب القصف الذي يتعرض له القطاع، حيث إن السكان الذين يلقون حتفهم جراء الجوع والعطش ونقص الدواء أكثر بكثير من الذين يموتون جراء القصف الذي يتعرض له القطاع.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مما يزيد الموقف سوءا هو مرور الوقت دون التوصل لحل يضمن وصول المساعدات العاجلة لسكان القطاع في الوقت الذي تزداد فيه حدة القصف الجوي والذي تواكب مع عمليات عسكرية برية.
وتابعت في هذا السياق أنه يجب على المجتمع الدولي الإسراع باعتماد قرار عاجل من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق نار فوري كما حدث إيان أزمة ٢٠٠٩ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكدت الصحيفة أن كل تلك الظروف المأساوية أدت إلى انتشار اليأس بين سكان القطاع وفقدان الأمل في النجاة من تلك الحرب الدامية، ولاسيما بعد انهيار جميع معالم الحياة في القطاع.
من ناحيتها أكدت الرئاسة الفلسطينية، أن عدم محاكمة ومُحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم ومجازرهم، هو الذي يشجعهم على ارتكاب مزيد من هذه الجرائم، محملة المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته مسئولية هذه المجازر في ظل هذا الصمت والعجز، مشددة على أن كل هذه الجرائم والمجازر لن تجعل الشعب الفلسطيني يركع أو يستسلم أو يرفع الراية البيضاء بل ستزيده تمسكا بحقوقه المشروعة وإصرارا على دحر هذا الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
ونشرت الرئاسة المصرية بيانا قالت فيه: «كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر.. بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل».