فاجأت «المقاومة الفلسطينية» الكيان الإسرائيلي المحتل بهجمات أطلقت عليها «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر الجاري، ومنذ ذلك الحين اخترقت إسرائيل كل القوانين والأعراف الدولية، وأخذت تبطش وتقصف بلا هوادة المدنيين في غزة بشكل همجي لا رحمة فيه غير مُفرِّقة بين طفل أو امرأة أو مُسِن أو مُسِنة، حتى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس لم تسلم من نيرانها، ومنذ ذلك الحين أشار المحللون السياسيون إلى خسائر فادحة تكبدها الجيش الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تستمر آثار خسائر إسرائيل في الحرب لفترة طويلة، فقد أدت هذه الخسائر إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، مما أضعف من موقف إسرائيل وأدى إلى صعود دور الدول العربية، ومن أجل التخفيف من آثار خسائرها، يجب على إسرائيل أن تسعى إلى تحقيق المصالحة مع الدول العربية، وإعادة بناء قوتها العسكرية، وتعزيز اقتصادها.
مراقبون وخبراء
قال الدكتور محمد أبو زيد أستاذ القانون الدولي الخاص والجنائي بجامعة القاهرة، ورئيس مركز الدراسات العربية الإسرائيلية بجامعة الدول العربية، إن خسائر إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 بالأرقام: 1200 قتلى و1800 جرحى و300 مفقودون وأسرى.
وتابع فى تصريحات لـ"البوابة نيوز" أما بالنسبة لخسائر العتاد العسكري: 100 دبابة و50 مركبة مدرعة و100 قطع مدفعية و180 بطاريات دفاع جوي 72 طائرات مقاتلة وقاذفة و20 طائرات عمودية.
فيما أكد الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الخسائر السياسية كبيرة، حين يصدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد 120 دولة لوقف التصعيد العسكرى ووقف اطلاق النار وترفض اكثر من 40 دولة وتمتنع عن التصويت على االقرار 14 دولة، فان هذه خسارة كبيرة لدولة احتلت ارض فلسطين منذ 75 سنة، فلم تكمل 100 سنة وتلك امنية الصهاينة التى لن تتحقق ولاشك فى تحققها مع كل ما اراه من سياسات من اسرائيل والتصعيد العسكرى البرى والبحرى والجوى في غزة حيث مجازر حصدت 8000 شهيد مدنى فلسطينى من جراء القصف الإسرائيل و20 الف مصاب بنيران الاحتلال.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": تصاعدت التوترات بين إسرائيل والدول العربية بعد الحرب، مما أدى إلى عزل إسرائيل دوليًا وتستمر خسائر إسرائيل في الحرب كبيرة، سواء من حيث الأفراد والعتاد العسكري والاقتصاد السياسي. وقد أدى ذلك إلى تراجع إسرائيل عسكريًا وسياسيًا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فى حين قال الدكتور عبد المنعم السيد أستاذ علم الاقتصاد بجامعات مصر، لـ "البوابة نيوز": بالنسبة للخسائر الاقتصادية فخسرت الميزانية منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم حوالى 6.8 مليار دولار وخسرت البنية التحتية 10 مليارات دولار، أما الإنتاج الصناعي فقد خسر حوالى 5 مليارات دولار وناهيك عن التجارة الخارجية التى خسرت 2 مليار دولار.
وأكدت الدكتورة زينب عبد العظيم، أستاذ القانون العام والإداري بجامعة الزقازيق لـ"البوابة نيوز": وفقًا لبيانات وزارة العمل الإسرائيلية، بلغ عدد أفراد الشعب الإسرائيلي الرافضين للمزول إلى العمل منذ 7 أكتوبر 2023 ما يقرب من 1.5 مليون شخص، أي ما يعادل حوالي 30٪ من قوة العمل الإسرائيلية.
وتابع: وقد جاء هذا الرفض نتيجة لعوامل عديدة، خسائر إسرائيل الكبيرة في الحرب، والتي أدت إلى شعور كبير باليأس والإحباط لدى الشعب الإسرائيلي، الارتفاع الكبير في معدلات التضخم، والذي أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين الإسرائيليين،التراجع الكبير في الدعم الأمريكي لإسرائيل، والذي أدى إلى شعور إسرائيل بالعزلة الدولية، وقد أدى هذا الرفض إلى تعطيل العديد من القطاعات الاقتصادية في إسرائيل، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
كما قال الدكتور أحمد عبد الوهاب، أستاذ القانون المدني بجامعة طنطا، لـ"البوابة نيوز": وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة العمل الإسرائيلية، فقد بلغ عدد الأشخاص الذين رفضوا الذهاب إلى العمل في يوم 20 أكتوبر 2023 نحو 200 ألف شخص، أي ما يعادل نحو 4٪ من قوة العمل الإسرائيلية وقد جاء هذا الانخفاض في عدد الأشخاص الذين يرفضون الذهاب إلى العمل نتيجة لجهود الحكومة الإسرائيلية لإعادة العمال إلى العمل، والتي تضمنت تقديم حوافز مالية ومزايا اجتماعية للعمال الذين يعودون إلى العمل ومع ذلك، لا يزال هناك عدد كبير من الأشخاص في إسرائيل الذين يرفضون الذهاب إلى العمل، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للاقتصاد الإسرائيلي الذى ينهار حاليا
