منذ أن بدأ طوفان الأقصى وقوات الاحتلال الإسرائيلي تشن الغارات المتتابعة وتقصف غزة بكل ما أوتيت من قوة غاشمة فلا هي تفرق بين نساء وأطفال وشيوخ ومنشآت بها مدنيين آمنين عزّل، بل قامت ومازالت تشن العديد من الغارات حتى اللحظة مما نتج عنه الكثير من الشهداء والجرحى؛ نتيجة هذا القصف المتكرر والمستهدف، حتى أنها بدأت بتصفية حساباتها مع أصحاب الكلمة وناقلي الحقيقة والصورة الكاملة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فبدأت باغتيال المراسلين والصحفيين بشكل علني وهذا ليس بجديد على الكيان الصهيوني فسجله حافل وملطخٌ بدماء الصحفيين منذ زمن بعيد.
ونرصد عبر «البوابة نيوز» الأحداث الأخيرة لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين وتاريخ الكيان الصهيوني الملطخ بدماء المراسلين، وتعليق نقابة الصحفيين المصريين، خلال التقرير التالي..
وائل الدحدوح المراسل التلفزيوني الفلسطيني
صرح وائل الدحدوح المراسل التلفزيوني الفلسطيني، عن استشهاد أفراد من عائلته منهم زوجته وابنه وابنته، إثر قصف إسرائيلي استهدف مكان تواجد أسرته بمخيم «النصيرات»، في وسط قطاع غزة، وذلك مساء أمس الأربعاء.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للمراسل التلفزيوني في قطاع غزة وائل الدحدوح، وهو يحمل طفله الرضيع الذي استشهد خلال قصف إسرائيلي.
واستشهدت أسرة المراسل في قطاع غزة وائل الدحدوح، مساء أمس الأربعاء، خلال قصف إسرائيلي استهدف منزلًا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
جاء هذا القصف في إطار استهداف قوات الاحتلال منازل العائلات بمخيم النصيرات، حيث استهدف عائلتي الدحدوح وعوض، مما أسفر عن استشهاد عدد كبير من العائلتين، والعشرات في عداد المفقودين، وفقد الدحدوح، خلال القصف الإسرائيلي، كلا من ابنه وابنته وزوجته.
تعليق وائل الدحدوح على واقعة اغتيال عائلته
وقال «الدحدوح» معلقًا على الواقعة، بحسب وسائل إعلام فلسطينية: «ينتقمون منا بالأولاد؟، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال، القصف الإسرائيلي استهدف عائلتي في منطقة تبعد عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلائه».
استشهاد عائلة «الدحدوح» بعد الاجتماع الطارئ لـ«الأمن الدولي»
جاء استشهاد أسرة وائل الدحدوح عقب يوم من عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لمطالبة إسرائيل بوقف القصف على قطاع غزة، خاصة أنه يستهدف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد، في انتهاكات صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
- تاريخ الكيان الصهيوني حافل بدماء الصحفيين
استشهاد الإعلامية شيرين أبو عاقلة
جريمة الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال عائلة المراسل وائل الدحدوح لم تكن الأولى في سجل الاحتلال وإنما كان هناك سجل للصهاينة حافل وملطخ بدماء الصحفيين والمراسلين، حيث تفاجأ العالم بصدمة كبيرة حينما استشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، برصاص الكيان الصهيوني، خصوصًا وأن الجريمة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تكفل حرية الصحافة، حيث كانت ترتدي سترة الصحافة المتعارف عليها دوليًا، لكنها لم تمنع الرصاصات الغادرة أن تخترق رأسها وترديها شهيدة.
الفلسطينيون على قلب رجل واحد ضد الاحتلال
وأتت تلك الجريمة لاغتيال الكيان الصهيوني للمراسلة «أبو عاقة»؛ لتثبت مرة أخرى أن الشعب الفلسطيني باختلاف ديانتهم على قلب رجل واحد ضد المحتل الغاصب، حيث تفاجأ المتابعون أن «أبو عاقلة» الصحفية والمراسلة والتي كانت تنقل الأحداث على مدار سنوات طويلة مسيحية الديانة، وكان مشهد التكبيرات التي انطلقت من حناجر المسلمين في جنازتها مختلطة مع دعوات وصلوات رجال الدين المسيحي مؤثرًا للغاية.
استشهاد الصحفيين «ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين»
قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في ديسمبر 2019، إن قرابة "102 صحفي استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1972"، وأكد نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، أن "19 صحفيًا منهم ارتقوا شهداء منذ عام 2014، ووثقت النقابة خلال عام 2019 قرابة 136 اعتداء، و838 خلال عام 2018 أبرزها استشهاد الصحفيين ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين".
«الصحفيين الفلسطينيين» ترصد انتهاكات قوات الاحتلال ضد الصحفيين
ورصدت النقابة خلال عام 2018، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إصابة 47 صحفيًا بالرصاص الحي، و189 إصابة بقنابل الغاز، و17 إصابة بالرصاص المعدني، و52 حالة اعتقال، وشهد العام الماضي ارتفاعًا في مستوى انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين، حيث تصاعدت اعتداءات المستوطنين، فيما عرض عدد من الصحفيين على محاكم صهيونية جائرة وظالمة وفرض مبالغ باهظة بحقهم، كما أن الكنيست شرعت قوانين تبطش بعمل الصحفيين.
«الصحفيين الفلسطينيين» تتقدم بشكوتين لمنظمة الأمم المتحدة
قال نقيب الصحفيين في تصريحات سابقة، إن الاستهداف الإسرائيلي الممنهج بحق الإعلاميين يرقى "لجرائم حرب"، وبناء عليه قدم الاتحاد الدولي للصحفيين، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، في ديسمبر 2020، شكوتين إلى منظمة الأمم المتحدة، جاء فيهما أن "الاستهداف الإسرائيلي الممنهج بحق الإعلاميين الفلسطينيين، وفشل إسرائيل في محاكمة المتهمين هو انتهاك لحرية التعبير والحق في الحياة وخرق صارخ للقانون الدولي والإنساني.
فقدان المراسل الفلسطيني معاذ عمارنة لعينه برصاصة الاحتلال
أصيب الصحفي الفلسطيني معاذ عمارنة، برصاص قوات الاحتلال في عينه اليسرى، خلال تغطيته مواجهات بين متظاهرين والجيش الإسرائيلي، غربي مدينة الخليل.
وكانت قضية «عمارنة» قد أثارت العالم، وأشعلت مواقع السوشيال ميديا، بصور تضامنية مع الصحفي الذي يرقد في أحد مشافي القدس للعلاج.
وطالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بضرورة محاكمة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدة أنها بصدد إحالة ملف قضية معاذ وملفات مشابهة إلى محكمة الجنايات الدولية.
إصابة نضال اشتية في عينه
وكذلك أصيب المصور في وكالة الأنباء الصينية 'شينخوا' نضال اشتية من نابلس، والصحفي في الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام محمد يسري الحطاب (وهو من غزة) برصاص الاحتلال، إضافة لاعتداءات بالجملة نفذها أفراد الأمن والمستوطنين ضد العديد من الصحفيين في القدس.
وأشار «اشتية» أنه أصيب بنزيف في عينه وأن بعض شظايا الكمامة دخلت في عينه.
إصابة الصحفي محمد الحطاب برصاص جنود الاحتلال
كان أصيب الصحفي محمد الحطاب برصاصة أطلقها جنود الاحتلال نحوه بينما كان يغطي مسيرة نظمت قرب معبر الشجاعية بقطاع غزة،حيث أوضح في افادة لمركز مدى' أثناء قيامي بالتصوير والتغطية وجدت نفسي فجأة ملقى على الأرض
تعليق «الدولي للصحفيين» على انتهاكات جيش الاحتلال
وأعلن الاتحاد الدولي للصحفيين، أن "هذا الاستهداف للصحفيين الفلسطينيين هو جزء من نمط أوسع من التمييز الموجه ضدهم، وضد أعضاء نقابة الصحفيين الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والتنقل، مما يمنع الصحفيين من القيام بعملهم في التوثيق والإبلاغ عن الأحداث والانتهاكات في المنطقة مثل احتجاجات "مسيرات العودة الكبرى"، مما يؤدي إلى خلق بيئة خطرة للصحفيين".
الاتحاد الدولي للصحفيين: 760 انتهاكًا لحقوق المراسلين
كشف الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين عن العديد من الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحق الصحفيين. ففي عام 2019، وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين 760 انتهاكًا لحقوق الصحفيين، بما فيها أكثر من 200 حالة اعتداء جسدي وعشرات الإصابات بالرصاص الفولاذي المغلف بالمطاط، وعشرة إصابات خطيرة على الأقل بالذخيرة الحية. بالإضافة إلى ما لا يقل عن 33 صحفيًا قتلوا منذ عام 1990.
وقال أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، أنتوني بيلانجي: "يوثق العالم ويستنكر منذ سنوات، قتل وتشويه الصحفيين الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية، والتمييز اليومي الذي يواجهونه، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، ورفض اعتماداتهم الصحفية، ومنعهم من التنقل. كل ذلك يمر مع الإفلات الشامل من العقاب وعدم تحقيق العدالة. لم تعد الكلمات كافية. على الأمم المتحدة أن تتخذ إجراءات عاجلة وألا تسمح بالإفلات من العقاب واستمرار الظلم".
«الميزان لحقوق الإنسان»: انتهاكات الاحتلال للصحفيين تنوعت بين القتل والإصابة
وأوضح مركز الميزان لحقوق الإنسان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، في وقت سابق، أن الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون تتنوع بين "الاستهداف بالقتل، أو الإصابة بجروح أو كسور أو حروق أو اختناق، أو الضرب وتحطيم المعدات الصحفية، أو الاعتقال التعسّفي دون توجيه تهم محددة، إلى جانب منعهم من الوصول لمناطق الأحداث". وتابع: "كما تستهدف قوات الاحتلال وسائل الإعلام المختلفة عبر قصف وتدمير مقراتها ومركباتها، أو إغلاق وسائل الإعلام على خلفية تغطيتها الإعلامية، أو قرصنة ترددات البث للفضائيات الفلسطينية".
«الصحفيين المصريين» تدين جرائم الاحتلال بحق الإعلاميين
أدانت، اليوم الخميس، نقابة الصحفيين المصريين ما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين الفلسطينيين وذلك بتوجيه أشد العبارات المعبرة عن الجرائم الإرهابية البشعة والمتواصلة التي يرتكبه الكيان الصهيوني بحق المراسلين الفلسطينيين، والتي أسفرت خلال اليوم الأخير فقط عن استشهاد ثلاثة زملاء جدد وثلاثة من عائلة الزميل وائل الدحدوح هم زوجته وابنته وابنه في قصف عنيف طال منزل يحتمون به في وادي غزة أحد المناطق التي طلب الاحتلال نقل السكان لها.
وأشادت نقابة الصحفيين المصريين ببطولة الزملاء في فلسطين الذين يصرون على مواصلة العمل وأداء واجبهم المهني والوطني باستماته لنقل الحقيقة تحت إرهاب صواريخ العدوان الصهيوني، وفي ظروف شديدة القسوة بينما تستهدفهم هم وعائلاتهم ومنازلهم ألة حرب وحشية في واحدة من أبشع جرائم الحرب بحق الصحفيين وناقلي الحقيقة أسفرت حتى الآن عن استشهاد 22 زميلا وسقوط عشرات الجرحى فضلا عن تدمير أكثر من 50 مؤسسة إعلامية واستهداف منازل عشرات الزملاء الصحفيين واعتقال 30 صحفيا في الضفة الغربية.
وصرحت النقابة عن تضامنها مع جميع الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون الموت من أجل نقل الحقيقة فإنها تعلن عن أحر تعازيها في كل الزملاء الشهداء وفي عائلة الزميل وائل الدحدوح والذي ضرب أروع أمثلة البطولة، حيث تلقى نبأ استهداف أسرته بينما كان يمارس عمله في تغطية مجزرة صهيونية أخرى بحق سكان حي اليرموك بغزة، وذلك حسبما جاء في البيان الصادر من نقابة الصحفيين.