الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

قمة القاهرة للسلام 2023.. السيسي: تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث.. وخبراء علاقات دولية: مصر عززت دورها الإقليمي والدولي لإرساء قواعد السلام في المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتضنت القاهرة، اليوم السبت، واحدة من أكبر القمم الدولية حول القضية الفلسطينية، وهي قمة القاهرة للسلام 2023، التي انعقدت في العاصمة الإدارية الجديدة، وتعد إحدى مخرجات وتوصيات مجلس الأمن القومي المصري، وتستهدف الوقف الفوري للعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ضمن مبادرة تقضي بضرورة الشروع العاجل في بحث سبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، بموجب حل الدولتين، وسط تأييد دولي واسع.

قمة القاهرة للسلام 2023

وتأتي قمة القاهرة للسلام في وقت شديد الأهمية، كما أن المشاركة الكبيرة في القمة يعطي القمة المزيد من الأمل للتوصل إلى حلول جذرية للقضية الفلسطينية، تلك الازمة الممتدة منذ عشرات السنين، 

شارك فى القمة 31 دولة و3 منظمات دولية حتى الآن، وزعماء كل من قطر، تركيا، اليونان، فلسطين، الإمارات، البحرين، المملكة العربية السعودية، الكويت، العراق، إيطاليا، قبرص، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، الذى أشاد بالدور المصرى فى الحرص على إيصال المساعدات لقطاع غزة عن طريق معبر رفح.

قائمة بأبرز المشاركين في قمة القاهرة للسلام 2023:

- الرئيس عبد الفتاح السيسي

- الرئيس الفلسطيني محمود عباس

- ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة

- ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح

- الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني

- رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني

- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

- رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس

- الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس

- وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك

- وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا

- وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا

- وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي
- وزير الخارجية التركي هاكان فيدان

- الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش

- رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال

- مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

السيسي: دعونا نوجه رسالة أمل لشعوب العالم بأن غدًا سيكون أفضل

وقال الرئيس السيسي خلال كلمته في افتتاح القمة: "نلتقي اليوم بالقاهرة، في أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا، قبل مصالحنا تختبر عمق إيماننا، بقيمة الإنسان، وحقه في الحياة وتضع المبادئ، التي ندعي أننا نعتنقها، في موضع التساؤل والفحص.

وأضاف الرئيس السيسي: "وأقول لكم بصراحة: إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة تترقب بعيون متسعة، مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالًا بالتصعيد العسكري الحالي، منذ السابع من أكتوبر الجاري، في إسرائيل والأرض الفلسطينية".

وتابع السيسي: "إن مصر تدين، بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين وفي الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطيني، في قطاع غزة يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويــع وضــغوط عنيفــة للتهجير القسري في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات، وأسس القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، لتجريمها، ومنع تكرارها مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء".

وشدد الرئيس السيسي على أن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت في جهود مضنية آناء الليل وأطراف النهار.. لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين في غزة لم تغلق معبر رفح البري في أي لحظة إلا أن القصف الإسرائيلي المتكرر لجانبه الفلسطيني حال دون عمله وفي هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقت مع الرئيس الأمريكي، على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشراف وتنسيق كامل مع الأمم المتحدة، ووكالة "الأونروا"، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، في قطاع غزة.

ودعا السيسي دول العالم إلى عدم قبول الضغط الإنساني، للإجبار على التهجير، قائلا: "إن العالم لا يجب أن يقبل، استخدام الضغط الإنساني، للإجبار على التهجير وقد أكدت مصر، وتجدد التشديد، على الرفض التام، للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء إذ أن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عامًا، هي عمر القضية الفلسطينية".

وأكمل قائلا: "يخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني، من يظن، أن هذا الشعب الأبي الصامد، راغب في مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال، أو القصف.. كما أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين، وبتعبير صادق، عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردًا فردًا: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث وفي كل الأحوال "لن يحدث على حساب مصر ".

وأردف قائلا: "سأكرر أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين بوضوح ولسان مبين عن إرادة جميع أبناء الشعب المصري فردًا فردًا: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث وفي كل الأحوال "لن يحدث على حساب مصر أبدًا ".

وتساءل السيسي: "هل كتب على هذه المنطقة، بأن تعيش في هذا الصراع للأبد؟ ألم يأن الوقت، للتعامل مع جذر مشكلة الشرق الأوسط؟ ألم يأت الحين، لنبذ الأوهام السياسية، بأن الوضع القائم، قابل للاستمرار؟ وضع الاجراءات الأحادية والاستيطان وتدنيس المقدسات وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقراهم، ومن القدس الشريف؟ إن مصر دفعت ثمنًا هائًلا، من أجل السلام في هذه المنطقة بادرت به عندما كان صوت الحرب هو الأعلى وحافظت عليه وحدها.. عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمي القائم على العدل".

ووجه الرئيس رسالة لدول العالم حيث قال: "اليوم تقول لكم مصر بكلمات ناصحة أمينة: إن حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى؛ بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم، مثل باقي شعوب الأرض.

ولفت إلى أن الأزمة الحالية غير مسبوقة وتتطلب الانتباه الكامل، للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين.

وتابع: "ولذلك، فقد وجهت لكم الدعوة اليوم، لنناقش معًا، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام من خلال عدة محاور: تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة وتنتقل فورًا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار ثم البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولًا لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية.

واختتم السيسي كلمته قائلا: "دعونا نوجه رسالة، لشعوب العالم بأن قادته يدركون عِظَم المسئولية ويرون بأعينهم، فداحة الكارثة الإنسانية ويتألمون من أعماق قلوبهم، لكل طفل برئ يموت بسبب صراع لا يفهمه يأتيه الموت بقذيفة أو قصف أو يأتي بطيئًا لجرح لا يجد دواءه أو لجوع، لا يجد زاده.. دعونا نوجه رسالة أمل، لشعوب العالم بأن غدًا، سيكون أفضل من اليوم".

أهمية قمة القاهرة الدولية للسلام

 في هذا الشأن، قال الدكتور خالد العزي، أستاذ العلاقات الدولية، إن الدور المحوري لمصر يجعل يعطى ثقل لقمة القاهرة للسلام، حيث شهدت مصر في السنوات الأخيرة استعادة الدور المصري، وتأكيد وقوف مصر مع القضية الفلسطينية، ورفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. 

وأضاف استاذ العلاقات الدولية، أن الشفافية التي تتعامل بها مصر مع الأحداث الأخيرة في فلسطين يعلن صراحة الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، ورفض مصر لهذا المخطط، كما تؤكد على ضرورة إيقاف الحرب والاعتراف بالدولة الفلسطينية، بالإضافة إلى رفض مصر لإجلاء الأجانب دون إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

وتابع العزي: "الدبلوماسية المصرية تعاملت بشافية تامة مع الموقف منذ اندلاع الأزمة، كما أن رفض مصر لإجلاء الأجانب دون إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يؤكد أن مصر تفرض كلمتها وتتعامل باحترافية مع الموقف، وعدم إعطاء إسرائيل الحق في التحكم في الموقف كما تشاء، وإسرائيل تعرف جيدًا معنى عودة مصر بقوة لانها العمود الفقري للموقف العربي".

أما الباحث في الشأن السياسي، شادي محسن، فقال إن أهمية قمة القاهرة للسلام تكمن في دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية، وهناك تعزيز للدور السياسي من خلال التأييد الشعبي للقيادة السياسية في موقفها من دعم الشعب الفلسطينية".

وأضاف "محسن" أن هناك حقائق تؤكد أن هناك أراضي فلسطينية محتلة من قبل الكيان الصهيوني، ومن هنا كان لمصر التدخل لتهدئة بؤرة الصراع، والعمل على وقف دائم للحرب، والتوصل إلى حلول جذرية للقضية الفلسطينية التي جعلت مصر شريك للتوصل إلى السلام".

وتابع: "مصر عملت منذ 2013 على تعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل على إرساء قواعد السلام في المنطقة من خلال رعايتها لعمليت التهدئة المتكررة في فلسطين ونجاح الوساطة المصرية في هذا الشأن على مدار السنوات الماضية".