للأمثال البدوية خصوصيتها في بنيتها، حيث تستقي تشبيهاتها واستعاراتها وكنايتها من البيئة الصادرة منها، ومن خاصية هذه الأمثال أن نطقها بلهجتها يمثل جزءا من قوتها وتأثيرها وتمثيل معناها في الذهن. وفي إطار العدوان الغاشم من الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقتل المدنيين العزل والنساء والأطفال، وتدمير قطاع غزة بشكل ممنهج غير مسبوق؛ تستعرض"البوابة نيوز" مجموعة من الأمثال البدوية، والتي اخترنا منها: “عد رجالك وأورد المي” و“النار ولا العار”، و"إذا انضرب رفيقك قدامك شمر وشد حزامك" و"من عادى الرجال ما ينام الليل" و"عدوك عدو دينك .. مطرح ما تأمن خاف" و"ما يقتلك غير اللى عارف منامك".
وأوضح الشيخ سلام مدخل سليمان رئيس نادي أدب جنوب سيناء (الأسبق)، وصاحب كتاب "الأمثال والمأثورات عند قبائل سيناء"، والملقب بشيخ المثقفين، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" اليوم الجمعة، معنى “عد رجالك وأورد المي” قائلًا: نظرًا لندرة الماء فى الصحراء فقد تحدث مشاكل عند ورود مصادر المياه فلا بد أن تكون معك القوة والمثل يضرب على وجه العموم عند أى مشكلة، فبعض المشاكل لا تحل إلا بالقوة.
وعن معنى “النار ولا العار” و"إذا انضرب رفيقك قدامك شمر وشد حزامك" قال: من العار أن يحدث أى أذى لرفيقك دون أن تدافع عنه، وأن يقذف الرجل فى النار أهون أن يصيبه العار من الاعتداء على عرضه أو أرضه أو ماله، فيما قال عن معنى "من عادى الرجال ما ينام الليل": عندما تكون هناك مشكلة مع أحد فلا تتراخى وتستهين ولا بد أن تكون يقظًا وتتوقع رد الفعل.
وأضاف: “عدوك عدو دينك" ، و"مطرح ما تأمن خاف”، يعني أن العدو الحقيقى هو عدو دينك ومعتقداتك فإذا ماهتزت عقيدتك فقدت كل شىء، والمكان الذى تشعر فيه بالأمان يجب أيضًا أن تأخذ احتياطاتك والمثل يضرب عمومًا للحرص واليقظة، فيما قال عن معنى "ما يقتلك غير اللى عارف منامك": الذى يعرف أسرارك وأماكن تواجدك ربما يأتى منه الضرر فلا بد أن تحافظ على أسرارك وتتخير أصدقاءك وكما يقول المثل العربي احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة.