فى مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، ينام الأحياء بين أسرة مملوءة بالمرضى، وفى الممرات، وحتى على الأرض، بينما تمتلئ المشرحة بالموتى، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأضافت الصحيفة: يترجم اسم دار الشفاء على أنه "بيت الشفاء"، وقد سعى عشرات الآلاف ليس فقط إلى الشفاء، بل بحثوا عن مأوى من القصف الذى ينهمر على مدينة غزة كل ساعة، متضرعين إلى أن يوفر لهم المستشفى بعض الحماية، حيث تم تعليق بطانيات مطبوعة على الدرابزين الحديدى لساحة المدخل لتوفير الظل، بينما تجمع بعض الأشخاص حول السلالم مع أطفالهم وما تبقى من ممتلكاتهم.
وقالت الجارديان، إن مستشفى الشفاء ليس أكبر منشأة طبية فى غزة فحسب، بل هو المركز الرئيسى لنظام الرعاية الصحية بأكمله، وقد أدى الهجوم الإسرائيلى على القطاع إلى وصوله إلى نقطة الانهيار.
وأضافت الصحيفة، أن الأعداد التى تبحث عن مأوى تمثل خطرا حيث يبحث الآلاف عن الطعام والماء ولا يوجد شيء: "سيؤدى الازدحام إلى تفشى الأمراض المعدية، هناك كارثة صحية عامة وشيكة فى مستشفى الشفاء".
وذكرت الصحيفة، أنه عندما بدأت المدفعية الإسرائيلية فى ضرب غزة من السماء والبحر، مدمرة مبانى بأكملها فى المدينة بعد أن شن مقاتلو حماس هجوما على إسرائيل، اتبع الكثيرون فى غزة الإجراء الذى تعلموه خلال الهجمات السابقة وفروا إلى المستشفى.
وفى الأسبوع الماضى، أمر المسئولون الإسرائيليون بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة، وقطع إمدادات المياه والغذاء والوقود، مما يعنى أن مستشفى الشفاء يخاطر بفقدان ليس فقط الطاقة الرئيسية للمستشفى ولكن أيضا إمدادات الديزل اللازمة لمولداته الاحتياطية، وبعد أيام، أصدر الجيش الإسرائيلى أمر إخلاء لجميع السكان البالغ عددهم ١.١ مليون شخص، حيث إن الإجلاء سيكون مستحيلا، حيث وصف أمر إخلاء المستشفيات بأنه "بمثابة حكم إعدام" على آلاف المرضى والجرحى.
وأضافت أنه لم تعد هناك أسرة متبقية فى مستشفى الشفاء، ولم يتمكن المرضى من الوصول إلى غرف العمليات الممتلئة بالناس، حيث "جميع المستشفيات فوق طاقتها"، والوقود على وشك النفاد، والإمدادات الطبية على وشك النفاد بشكل خطير.
وسرعان ما امتلأت مشرحة مستشفى الشفاء، التى تتسع لـ٣٠ جثة، واضطر العاملون فى المستشفى إلى تكديس الجثث خارج حجرة الثلاجة، وتم وضع عشرات آخرين جنبا إلى جنب فى منطقة وقوف السيارات، بعضهم فى خيمة والبعض الآخر فى الشمس، و"الجثث مكدسة"، و"الناس خائفون للغاية من دفن موتاهم".
ومع ذلك، مع اضطرار مستشفيات أخرى فى شمال غزة إلى الإغلاق، إما بسبب أوامر الإخلاء أو بسبب استهدافها أو بسبب المخاوف من استهدافها، وتم نقل مرضاها إلى مستشفى الشفاء.