كانت تحلم بحياة زوجية مستقرة، هادئة خاليه من ايه خلافات أو مشاحنات، أو بالقليل حياة تشوبها بعض الخلافات الزوجية المعتادة التى تحدث داخل كل اسرة وسريعا ما تنطفئ نيرانها وتعود المياه لمجراها، لكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن، فسرعان ما تبدلت حياة "ندى" مع زوجها إلى جحيم لم ينتهى إلا بوفاتها.
ففى إحدى المناطق البسيطة بمنطقة الوراق بالجيزة تزوجت ندى الفتاة العشرينية من أحد الرجال الذي تقدم لخطبتها وفى بداية الأمر كانت الامور تسير بشكل طبيعي فتارة تحدث خلافات بينها وبين زوجها كأى زوجين مثلهما، وتارة أخرى يعيشان حياة يجتاحها الهدوء.
ولكن مع تكاثر بعض الخلافات اصبحت حياة الزوجين محاصرة بالخلافات من كل اتجاه، وباتت الحياة بين ندى وزوجها شبه مستحيلة، فقررت "ندى" الإنفصال عن زوجها وبالفعل اخبرت اسرتها بذلك القرار وارادتها الكاملة فى الطلاق، لتتفاجئ "ندى" برد اسرتها "معندناش فى عيلتنا بنات بتطلق من جوزها".
ورغم تدخل القاصي والدانى لعودة الحياة إلى طبيعتها إلا أن استمرارية تلك الزيجة أصبحت دربا من دروب الخيال، وفى احد الأيام نشب خلاف بين ندى وزوجها وكان هو الخلاف الأخير، فتعالت اصوات الزوجين حتى طرقت مسامع الجيران، وعلى اثر ذلك قررت "ندى" أن تضع حدًا لتلك الخلافات، وللحياة القاسية التى تعيشها، وجلست تفكر فى طريقة لانهائها والتخلص منها للأبد، فلم يكن أمامها سوي طريق واحد وهو انهاء حياتها، فعلى الفور تسللت للمطبخ وسكبت الجاز على نفسها واشعلت النيران فى جسدها أمام اعين زوجها الذي حاول التدخل لانقاذها فحملها وتوجه إلى المستشفى لكنها توفيت متأثرة بالحروق التى طالت جسدها بالكامل، لتكتب "ندى" بيدها السطر الاخير فى حياتها لتتخلص من خلافات زوجها وتحكمات اسرتها الذين رفضوا انفصالها عن زوجها واستمرار معاناتها الزوجية.
بداية تلك الواقعة كما دونتها سجلات الأجهزة الأمنية كان بورود بلاغ لضباط مباحث قسم شرطة الوراق من غرفة النجدة بمصرع ربة منزل، علي الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وبالفحص تبين وجود جثة (ندي.ص ا)، وبها آثار حرق في أماكن متفرقة من جسدها.
بإجراء التحريات تبين أن المتوفية أنهت حياتها بإضرام النيران في جسدها بمادة سريعة الاشتعال بسبب خلافات مع زوجها، ولا شبهه جنائية، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
وتولت النيابة التحقيقات واستمعت لأقوال الزوج الذي اقر بإضرام زوجته النيران فى نفسها بسبب خلافات زوجية بينهما كما قررت النيابة انتداب الطب الشرعي لفحص الجثه وبيان عما اذا كان هناك شبهه جنائية حول الواقعة من عدمه وقررت التصريح بدفنها وطلبت التحريات حول الواقعة.