تحتفل محافظة الإسماعيلية بعيدها القومي في ١٦أكتوبر وهي ذكرى المقاومة الشعبية لأبناء الإسماعيلية ضد الاحتلال البريطاني حيث معركة طلبة مدرسة الإسماعيلية الثانوية (السادات حاليًا) ضد معسكرات الإنجليز عام ١٩٥١م.
على مر الزمان ستظل الإسماعيلية مسرح العمليات في منطقة القناة بداية من حفر قناة السويس الى الامتداد العمراني للاسماعيلية الجديدة شرق القناة عبر الانفاق الجديدة اسفل مياة القناة بعمق يصل الى 60 مترا ومابين تلك التواريخ بداية من الاحتلال البريطاني ومعركة شعب الاسماعيلية مع الشرطة ضد الانجليز مرورا بالاحتلال وحرب الاستنزاف وانتصار اكتوبر العظيم كل هذه التحديات التي خاضتها الاسماعيلية . ووسط طلقات الرصاص وشظايا القنابل والصواريخ التي مازالت حتى الان تزين جدران البيوت التي رفض اهلها التهجير ايمانا منهم بعشق تراب الوطن والدفاع عن كل شبر من تراب مصر هناك الاف من ابناء مصر قدموا ارواحهم ودماءهم الذكية فداءا للوطن.
وهناك مثلهم كتبوا التاريخ وسجلوا بطولات وكانوا شهودا اوفياء في تسجيل دفتر احوال الوطن ليعلم الجيل الجديد ويتعرف على تاريخ بلاده في مواجهه العدو الذي ادعى انه لا يقهر ابدا وظنوا ان خروجهم من مصر هو ضرب من الخيال والمستحيل ووسط هذه الاوهام وعندما عبرنا خط بارليف الحصين وانتصرنا وبعدها بسنوات استردت مصر سيناء رجعت كاملة.
ومصر اليوم في عيد كل هذه الاحداث سجلناها بشهادات حية من اصحابها الذين عاشوا سنوات العجاف لتكون نبراسا ودفتر احوال مستمر للوطن يسترشد به اجيال الوطن ويعلمون على مر السنين مراحل كفاح الشعب المصري ضد الاستعمار، ففي يوم 16 اكتوبر ذلك اليوم الذي تفجرت فيه انتفاضة شعب الاسماعيلية بكل طوائفه وفئاته طلاب وعمال وتجار حيث خرج طلاب المدرسة الثانوية بالإسماعيلية وانضم إليهم عدد من عمال مصنع الكوكاكولا وبعض العاملين فى الشركات الأجنبية في ملحمة وطنية رائعه ليصبوا غضبهم على قوات الانجليز المحتل الغاصب بالهجوم على واحدة من اكبر منشئاتهم الاقتصادية الضخمة "النافي الانجليزي" والذي كان يتوسط مدينة الاسماعيلية.
وبعد ان قام المتظاهرون بمهمتهم من تحطيم هذا الصرح المتعجرف استمرت الجموع في التصدي الى كل ماهو بريطاني وقامت القوات البريطانية بانذار السلطات المصرية بالتدخل لايقاف هذه الثورة العارمة ولم تستجيب السلطات المصرية لهذا الانذار فقامت القوات البريطانية بالتدخل لعزل احياء المدينة عن بعضها وتصاعدت الاحداث ليكون هذا اليوم هو بداية النهاية للوجود البريطاني في مصر فكثرت العمليات الفدائية ضد كل مراكز التواجد البريطاني وترك العمال اعمالهم بالمعسكرات البريطانية وامتنع التجار عن بيع المواد التموينية للقوات البريطانية وتتصاعد الاحداث وتصل الى ذروتها وصولا الى معركة الشرطة في 25 يناير ليتبعها ثورة الشرطة في القاهرة ثم حريق القاهرة يوم 26 يناير وحل الظلام ليبزغ الفجر الجديد بثورة 23 يوليو تلك الثورة التي كانت نقطة التحول الكبرى في تاريخ مصر الحديثة والتي بدأت شرارتها من الاسماعيلية يوم 16 اكتوبر 1951 يوم عيدنا الوطني.
عيد كل وطني قاتل من اجل حريته والنافى الانجليزي كان موقعه بميدان عرابى أو ميدان محطة سكة حديد الإسماعيلية والميدان يحده من جهة الشمال شارع روبير المعروف الآن باسم شارع الحرية ومن الشرق شارع أوجينى المعروف الآن باسم شارع عرابى من الغرب محطة السكة الحديد بينما حده الجنوبى موقع فندق إيزيس الحالى.
وكان يطلق علية قديما ميدان الملكة نازلى بعد حفر قناة السويس، واستمر الاسم إلى أن قامت ثورة 23 يوليو 1952 وجلاء الإنجليز عن مصر فتم تجديد الميدان.
فى 24 سبتمبر 1961 أطلق علية ميدان عرابى، ووضع تمثال عرابى والموجود حاليا فى منتصف الميدان.
وكلمة "نافى" تعنى البحرية، حيث كان جنود البحرية الملكية البريطانية فى قاعدة قناة السويس يتوافد على المكان هم وعائلاتهم للتسوق والترفيه، وكانت هذه المنشأة ضخمة وتضم العشرات من المحلات التجارية والترفيهية والتى يباع فيها كل شىء من الاحتياجات اليومية للجنود الإنجليز، كما كان يحتوى على بار وكافتيريا. وتؤكد بعض الروايات التاريخية لبعض المؤرخين بالإسماعيلية، على أن ملكية النافى للإنجليز تضاربت الأقوال فهناك من ذكر أن الملكية كانت لمجموعة من التجار المصريين واليونانيين، وذلك باستغلال وجود جنود البحرية الإنجليزية فى قاعدة قناة السويس، والبعض الأخر قال أن المول أنشأته البحرية الإنجليزية لجنودها للترفيه عنهم وقضاء احتياجاتهم، وفى كلا الحالتين أن المول المسمى بالنافى تم حرقه فى يوم 16 أكتوبر 1951 ونهب كل ما فيه وتدمير كل شىء، وكانت بداية لتلاحم الشعب مع الفدائيين فى منطقة القناه وبعدها بشهور قليلة، وبالتحديد فى 25 يناير 1952 كانت المعركة الشهيرة معركة الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزى فى نقطة شرطة البستان وهى لا تبعد كثيرًا عن موقعة حرق النافى بميدان عرابى.