أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يعيد النظر في موقفه المساند لأوكرانيا بعد دخول الحرب هناك مرحلة جديدة.
وأشار كاتب المقال الباحث السياسي في معهد كارنيجي للسلام الدولي ستيفان ورثيم إلى أنه من المؤسف أن سياسية الرئيس الأمريكي في دعم أوكرانيا " مهما طال زمن الحرب" وبدون قيد أو شرط لم تعد مناسبة للمرحلة الحالية التي تمر بها الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية ولاسيما في ظل غياب أي انتصار ملموس للجانب الأوكراني في الحرب منذ فترة طويلة.
ويشير المقال في الوقت نفسه إلى أن الكونجرس الأمريكي رفض الأسبوع الماضي الموافقة على طلب بتقديم حزمة جديدة من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تصل قيمتها إلى ستة مليارات دولار بينما قام ما يقرب من نصف أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين بالتصويت لصالح قرار بمنع تقديم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا.
ويوضح الكاتب أن الرفض من جانب الجمهوريين للدعم الأمريكي لأوكرانيا يأتي في ظل إخفاق الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية على القوات الروسية منذ عدة أشهر في تحقيق أي نجاح عسكري ملموس على الرغم من المساعدات العسكرية غير المسبوقة التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لكييف والتي تشمل كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة.
ويلفت المقال في هذا السياق إلى أن الجانب الروسي في المقابل تمكن من تحقيق مكاسب عسكرية في ساحة القتال وبسط نفوذه على المزيد من الأراضي خلال العام الحالي.
ويوضح المقال أن هذه التطورات تشير إلى أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة وهو ما يجب أن يدعو واشنطن إلى إعادة النظر في سياستها الداعمة لأوكرانيا على ضوء فشل القوات الأوكرانية في تحقيق أي انتصار عسكري حقيقي منذ الخريف الماضي في الوقت الذي تطالب أوكرانيا وتلح في طلبها للمزيد من المساعدات العسكرية وهو ما ينذر باستمرار تلك الحرب دون نهاية ودون جدوى في نفس الوقت.
ويلفت المقال في الختام إلى أن المشكلة المتصلة بالدعم الذي تقدمه واشنطن لأوكرانيا لا تكمن فقط في التشكيك في جدوى تلك الحرب ولكن في أنه بات من الواضح أن الأهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها من هذه الحرب لن تتحقق.
