نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم احتفالية بمناسبة ذكرى مرور ٥٠ عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة تحت عنوان "ومضات من ذكري الانتصار"، بدأت بندوة تثقيفية استضافت فيها مقاتلين شاركوا في حرب أكتوبر، من بينهم اللواء علمي حسين كامل؛ أحد أبطال الكتيبة ١٣٣ صاعقة الذي شارك في معركة أبو عطوة الشهيرة التي منعت سقوط مدينة الإسماعيلية، واللواء محمد ربيع مصطفى؛ مهندس الصواريخ خلال المعركة، والدكتور محمد نور الدين؛ أحد أبطال موقعة كبريت التي صمد رجالها تحت الحصار والحاصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى في حرب أكتوبر المجيدة من الرئيس السادات. وأدار اللقاء الدكتور إبراهيم عبد الله؛ رئيس رابطة أبطال أكتوبر ٧٣.
في بداية كلمته؛ وجه الدكتور إبراهيم عبد الله، الشكر إلى مكتبة الإسكندرية على تنظيم الاحتفالية، مؤكدًا أن يوم السادس من أكتوبر يظل يحمل ذكريات وعلامات مجد يتوارثها الأجيال. وأشار إلى أن السيادة والريادة لم تكن إلا نتيجة كفاح رجال رفعوا راية مصر عالية، وهو لم يعد مجرد احتفال سنوي ولكن تجديد للروح الوطنية، مهنئًا الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذه المناسبة.
ووجه اللواء علمي حسين كامل التحية لكل الشهداء الذين ارتوت رمال الإسماعيلية وسيناء بدمائهم، وخاصة كتيبة ١٣٣ صاعقة، التي بدأت معاركها من أول يوم، متحدثًا عن تفاصيل محاولة القوات الإسرائيلية الدخول إلى مدينة الإسماعيلية بدعم من الطيران الأمريكي الذي أعلن أنه سوف يحتل مدينة الإسماعيلية، وهو ما كان ينذر بسقوط واحدة من أهم المدن المصرية، إلا أن الكتيبة تصدت لهم ببسالة.
وأكد أن الروح المعنوية لدى الجنود المصريين في حرب أكتوبر كانت قوية ولم يسمحوا لأي جندي إسرائيلي بالمرور والدخول إلى الإسماعيلية، مضيفًا أن شعار المصريين خلال الحرب كان "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا" وكانوا جميعًا على قلب رجل واحد. وأضاف: "اليوم مصر تشهد نهضة كبيرة في وقت قياسي، ولكن تتعرض لحملة ممنهجة لإسقاطها وهو ما يجب أن ينتبه له المصريون".
وأوضح الدكتور محمد نور الدين على دور الكتيبتين ٦٠٢ و٦٠٣ في صد احتياطات العدو لحين إنشاء الكباري، مشيرًا إلى أنه تم تكليف الكتيبة ٦٠٣ يوم ٨ أكتوبر باحتلال النقطة كبريت التي لم تكن سقطت حتى حينه، واستمرت المعارك في الأيام التالية، وانقطع الاتصال بين الكتيبة وبين القيادة، وكان أمامهم مهمة نقل ٢١ مصاب عقب تدمير النقاط الطبية لمسافة ١٧ كيلو وسط مخاطر لتعرضهم للقصف من القوات الإسرائيلية وبالفعل نجحوا في تلك المهمة.
وأشار نور الدين إلى مشكلة ندرة المياه التي كانت تواجههم لذا لجأوا إلى تقطير المياه رغم ضعف الإمكانيات، مختتمًا حديثه بسرد قصة بطولة وبسالة الشهيد إبراهيم عبد التواب قائد الكتيبة والذي استشهد يوم ١٤ يناير ١٩٧٤، وعندما استشهد وجدوا وصيته بأن يتم تكفينه بعلم مصر ونقل ممتلكاته إلى أبناءه.
وأشاد اللواء محمد ربيع مصطفى ببطولات شهداء ومصابي حروب مصر منذ ٤٨ مرورًا بحرب ٦٧ والاستنزاف وأكتوبر ٧٣، قائلاً "لولا شهداء مصر لم نكن نحن هنا الآن"، مشيرًا إلى أنه عقب طرد الروس كان التجنيد الفني المصري يقوم بالتعامل مع معدات من الحرب العالمية الثانية، وأثبت أنه على كفاءة عالية رغم ضعف الإمكانيات.
وتابع: "كل رجل شارك في الحرب له دور كبير في الانتصار، وإسرائيل كانت تتفوق في الطيران إلا أن قواتنا نجحت في تحييدها".
وفي ختام الندوة قام الدكتور محمد سليمان؛ رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، بتكريم الأبطال المشاركين في الندوة، بالإضافة إلى الأبطال هنيدي ابو شليف، علي عبد الغني، محمد جاد زكي، سمير نوح، أحمد الخطيب، محمد خاطر، العربي محمد أحمد، إبراهيم سعودي، سعيد الصباغ، السيد أحمد الطيب، محمد نصر أبو الدهب.
وعقب الندوة تم افتتاح معرض يضم صوراً من ذكريات تلك الفترة الهامة في تاريخ مصر، تبدأ من فترة حرب ١٩٦٧ وخلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ١٩٧٣، يرصد زيارات القادة لمناطق القتال والرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، والملك فيصل، بالإضافة إلى التغطية الصحفية لتلك الأحداث.
كما شهدت الاحتفالية عرض فيلم من إنتاج المكتبة عن حرب أكتوبر، كما أصدرت المكتبة بهذه المناسبة كتابًا بعنوان "ومضات من ذكرى الانتصار" يقدم له الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة بقوله: "إن هذا الكتاب يحاول استحضار ومضات من تلك اللحظات المشرفة ويرصد لحظات حقيقية عبر سير ذاتية مشرفة وصور نادرة وهكذا تعمل مكتبة الإسكندرية على الحفاظ على تراثنا الوطني مما يعزز الوعي الوطني والاعتزاز بمسيرة البناء والتطوير التي مرت بها مصر".