تُعد الهيئة العامة لقصور الثقافة أحد القطاعات الهامة لوزارة الثقافة، التي تنتشر في كل أنحاء محافظات جمهورية مصر العربية، وتهدف إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافي، وتوجيه الوعي القومي للجماهير، في مجالات السينما والمسرح والموسيقى وغيرها، وقد انتقل مقر الهيئة حاليًا إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد نقل جميع الوزارات وقطاعاتها هناك.
وقد أجرت «البوابة»، حوارًا مع عمرو بسيوني، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حول الجديد في الهيئة، مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
* ما الجديد الذي تقدمه قصور الثقافة حاليًا؟
**الجديد حاليًا في قصور الثقافة أن الهيئة تعمل على تطوير محورين هامين، هما: المحور الإداري وما يخص العاملين والبنية التحتية، فتقدم هيئة قصور الثقافة دورة تدريبية للعاملين، وهي من أهم الدورات، لأنها دورة لإعداد القيادات، فالهيئة تُعاني من مشكلة كبيرة، وهي عدم وجود أفراد أو موظفين بالهيئة يصلحون للعمل كقيادات في الأقاليم وقصور الثقافة.
وهذه الدورة يتم تنظيمها بالتنسيق مع المعهد القومي للتخطيط، ومنها يقدم العاملون للاشتراك في هذه الدورة، وتقوم لجنة معينة باختبار المشاركين أو من لديهم الرغبة في المشاركة في الدورة، وتنتقي منهم من يصلح.
بالنسبة للبنية التحتية؛ الهيئة تتضمن ما يقرب من 620 موقعا، ما بين قصور وبيوت، وغير ذلك، وليست جميعها بالجاهزية الكافية، بل يوجد فقط 20 موقعًا هي التي تعمل، ومدرجة لديها خطة قصور الثقافة، مثل: قصر ثقافة أسوان، وقصر ثقافة سيدي جابر، وقصر ثقافة الإسماعيلية، وقصر ثقافة مطروح، وقصر ثقافة السويس، وقصر ثقافة الأقصر، فكل هؤلاء داخل مشروع التطوير، وتطوير القصور من البنية التحتية يتم بالتعاون الهيئة الوطنية للإنتاج الحربي.
* وما هي المبادرات التي تقدمها قصور الثقافة؟
** هناك مبادرات أساسية تقدمها قصور الثقافة، ومن أهمها: مشروع أهل مصر، وهذا من أهم مشاريع الهيئة، ويشمل الطفل والشاب والمرأة؛ فالأطفال من تسع سنوات حتى 15 عاما، والشباب من سن 15 حتى 25 عامًا، والمرأة فوق 25 عاما، ويعتمد هذا المشروع على 6 مناطق حدودية، وهي: شمال سيناء وجنوب سيناء ومطروح وأسوان والوادي الجديد والبحر الأحمر، حيث يتم عمل دمج له، واكتشاف مواهب في كل المجالات، سواء: الرسم أو الغناء أو التمثيل، وغير ذلك.
* ما هي الآليات أو القواعد التي يقوم عليها اختيار المواهب في مشروع أهل مصر؟
** يقوم هذا البرنامج على قواعد مهمة لاختيار الموهبة، ففي البداية تقوم لجنة باختيار من لديهم مواهب معينة، ثم تصنيفهم، ومن هنا يبدأ المشروع، ويتم نقل هذه المواهب للمحافظات الحدودية، لمدة 7 أيام، تقدم من خلالها ورشًا لاكتشاف المواهب، كل فيما يجيده من التمثيل والغناء والرسم، وورشة الصحفي الصغير، وورشة الحلي والخزف والأركيت.
فيتم توزيع عدد 250 طفلاً على عدد الورش، في هذه المرحلة، يدخلون مرحلة التعليم، ويكون هناك تواصل مع المدربين في الورش، وهكذا على مدار العام، ويكون هناك أسبوع يجمع كل الذين شاركوا في المشروع طوال العام، تحضره وزيرة الثقافة.
* وما المشاريع الجديدة التي تقدمها قصور الثقافة هذا العام؟
** هناك مشاريع جديدة تقدمها قصور الثقافة هذا العام، من أهمها: مشروع «ثقافتنا في إجازتنا»، الذي يقدم في المناطق الساحلية، ومشروع حياة كريمة، الذي يقدم في 131 قرية، بالتعاون مع المحافظين، ومشروع أنت الحياة، الذي تنظمه مؤسسة حياة كريمة، وتشارك فيها قصور الثقافة، نذهب فيها إلى القرى التي تحددها المؤسسة.
وهناك مشروع هام تعطي له وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، اهتمامًا كبيرًا، وهو بديل العشوائيات، عبارة عن ورش وأنشطة ومعارض للكتاب، وهذا المشروع يهتم في الأخص بالطفل، كانت بدايته في الأسمرات، وخلق نتيجة كبيرة وعظيمة جدا، حتى إن الخمسين طفلا، الذين قابلوا الرئيس كانوا من الأسمرات، فحصل تعديل في سلوك الأطفال، فالطبيعي في المناطق العشوائية أن يكون لديهم سلوك سيء بعض الشيء، فالهيئة تعمل على تقويم سلوكهم وتعليمهم من جديد، وهذا نجح بشدة مع أطفال الأسمرات.
* ماذا عن مشروع «ابدأ حلمك»؟
** مشروع «ابدأ حلمك» ينقسم إلى شقين «سينما ومسرح»، نطرح استمارة لمن يرى في نفسه موهبة السينما يقدم، وتقدم له ورشة، حتى ورشة الإسكندرية خرج منها بعض المواهب الممتازة قدموا فيلما تسجيليا، وابدأ حلمك في المسرح، تم تقديمه في عدة محافظات، وحاليًا يُقام في العريش، وتنتهي في أكتوبر، بالتزامن مع حفلات أكتوبر، وفي ابدأ حلمك نقدم استمارة في الفرع، ويتقدم كل من لديه الرغبة في ذلك، ويرى في نفسه موهبة، وأقل عدد تقدم كان في المنوفية، بما يعادل 70 واحدا.
وتشكل لجنة من كبار العاملين بالمسرح، مثل: المخرج عصام السيد وأحمد طه، وتقيم الناس المتقدمين، وتبدأ تنمية فكرة الممثل الشامل من تمثيل وإلقاء وأداء حركي والموسيقى وغير ذلك، حتى أستفيد منه فيما بعد، في العروض التي تقدمها الهيئة، ويكون واجهة مشرفة للهيئة، وفي أكتوبر تبدأ ورشتان لـ«ابدأ حلمك» في الوادي الجديد، وفي الواحات الداخلة، والواحات الخارجة، وهناك أسبوع ثقافي آخر في العريش، بالتزامن مع العيد القومي للمحافظة، مع الاحتفال بالوادي الجديد، عاصمة الثقافة المصرية، كلها أنشطة تشارك فيها فرق قصور الثقافة، وحفل غناني، في معبد هيبيس ومعرض الكتاب.
* هل تستعين قصور الثقافة بالذكاء الاصطناعي؟
** فكرة التعامل مع الذكاء الاصطناعي واردة، فنحن الآن انتقلنا إلى العاصمة الإدارية، وفي طريقنا إلى إنهاء التعامل الورقي، وإلى التعامل الديجيتال، وفي كل قصر يوجد ناد للتكنولوجيا، فالتطور التكنولوجي نطالب به وتدعمه وهناك فكرة في البحيرة قدمتها احدى المواهب في البحيرة، وهي فصل تكنولوجي، تجعل المكفوفين يستطيعون القراءة وكيفية التعامل مع الكمبيوتر.
* يشكل النشر الإقليمي عبئا على قصور الثقافة في التكلفة، فهل من الممكن الاستغناء عنه؟
** النشر الإقليمي أقل سعر كتاب في جمهورية مصر، ونحاول أن تكون كتب النشر الإقليمي في جميع المعارض التي تشارك بها قصور الثقافة وهيئة الكتاب، حاليا تلف جميع المحافظات بالمعرض، وقصور الثقافة شريك أساسي معها، وكتاب النشر الإقليمي مكلف بالنسبة للهيئة، فسعر الكتاب للمستهلك جنيه واحد فقط، لكنه يكلف طباعته أكثر من ذلك، لكن لا نستطيع إلغاء النشر الإقليمي، لأن هذا يأخذ من حق أدباء الأقاليم، فليس له منفذ غير قصور الثقافة، لنشر منتجه الأدبي، فهدف النشر الإقليمي ليس الربح بأي شكل من الأشكال.
* وماذا عن أندية الأدب؟
** من الممكن أن نزود ميزانية الأدب، لكن هناك قوانين لا يمكن التدخل فيها، وهي التي تحكم نوادي الأدب، وهناك مشكلات ربما في نوادي الأدب، فانتخابات نوادي الأدب ربما يحدث بها تربيطات وغير ذلك، لكن نحن نحترم الانتخاب في النهاية، فلو جعلنا أندية الأدب بالتعيين، فكثير من الناس لن تعجبهم، فحاليا هي بالانتخابات، والبعض غير راضٍ، فما بالك لو كانت بالتعيين، فلا بد أن تكون مطلقة.
* لماذا يوجد تعارض بين تقديم مشروع سينما الشعب والعروض المسرحية؟
** مشروع سينما الشعب من المشاريع الهامة لقصور الثقافة، بغض النظر عن أنه مربح لها، فمن حق الفروع أن ترى السينما، كما أنه أيضًا من حقها أن ترى المسرح، فالمسألة مسالة تنظيمية بحتة فقط، ولا يوجد تعارض بين مشروع سينما الشعب، وتقديم العروض المسرحية في الفروع، فهذا الموضوع يتم حله على شقين؛ الأول: هو أن نبحث عن الأماكن التي يصلح أن تكون بها قاعات للسينما، يقدم بها سينما، ونبعد عن قاعة المسرح، حتى لا يكون هناك أي اختلاط.
أما الأماكن الكبيرة التي بها اختلاط بين السينما والمسرح، فتوجد هناك نماذج ناجحة وأخرى غير ذلك، فالناجحة يوفق الميعاد في تقديم العروض المسرحية، وعروض السينما، وهنا لم تكن لديهم مشكلة، أو تعارض بين الاثنين، أما في الأماكن غير الناجحة فقد كانت استثنائية في الشرقية وبورسعيد، وهي قصة عدم توافق في المواعيد، فالمشكلة فردية، ففي بورسعيد لغينا منها السينما نهائيا، لأنها لم تلق ربحا جيدا، ونسعى لايجاد قاعة ليقام فيها عروض السينما هناك، واخذنا قرارا للمسرحين، لها 7 بروفات جنرال، ما عدا ذلك لا تلزم المسرح كبروفات المكتب وغير ذلك.
* يشكو بعض مثقفي الأقاليم في إقامة الندوات والاجتماعات بحجة ترشيد الكهرباء فكيف تتعامل الهيئة في هذا الأمر؟
** كان هناك قرار من رئاسة الوزراء بترشيد الكهرباء يبدأ من الساعة 7 بجميع القصور، وهذا ما جعل هناك بعض المعوقات والمشكلات في تنظيم الأنشطة والاجتماعات بالقصور وأندية الأدب، لكن حاليا انتهى ذلك كله مع العودة للعمل مرة أخرى دون انقطاع الكهرباء، فكان ذلك في فترة تخفيف الأحمال، أما بالنسبة لترشيد الإنفاق فهذا انتهى مع نهاية شهر 6 الماضي.
وهناك مؤتمرات الأقاليم التي لم تتم لأنها دخلت في قرار ترشيد الإنفاق، وحاليا اتفقنا مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية بقصور الثقافة في السعي، لماذا يتم التأخير في إقامة المؤتمر ما بعد شهر 12، فالأصح أنه عندما يتم تجهيز كل المحاور والأبحاث وكتاب المؤتمر، وكل ما يخص المؤتمر يتم إقامة المؤتمر فورا دون الانتظار، فكانت مشكلة الأقاليم هي تأخير تقديم المؤتمر، فإذا تم تجهيز كل ما يخص المؤتمر، يقيم مؤتمره فورا، أما من لم يتم تجهيز مؤتمره في الأقاليم، فهذا يبدأ مع بداية العام الجديد.
* هل كتاب الأنشطة الشهري المطبوع ما زال موجودا؟
** الكتاب الشهري المطبوع ما زال موجودا، وبدأنا تقليل عدد النسخ في طباعته، وحاليا وصلت إلى 500 نسخة فقط، وحاليا يتم تقديم برنامج قصور الثقافة على الموقع الإلكتروني للهيئة، وهذا أقل عدد في طباعة النسخ، فلا يمكن إلغاؤه بالكامل.
* ما رأيك في الانتقاد الموجه لأن يكون رئيس قصور الثقافة إداريًا وليس فنيا؟
** الانتقاد الموجه لأن يكون رئيس الهيئة إداريا هذا يأتي من وجهة نظر البعض، وآخرون يتقبلونه، فعلى سبيل المثال ربما يكون رئيس الهيئة فنانا تشكيليا، لكن ليس مخرجا أو ممثلا أو أديبا، فهو لا يمتلك كل شيء، فرئيس الهيئة إداري، لكن كل الإدارات التابعة للهيئة يرأسها متخصصون، فالشئون الفنية يرأسها فنان، وكذلك في المسرح وغير ذلك، فعملي أنا أضع كل فرد في مكانه، سواء عمل إداري وتنظيم العمل.
* ماذا عن ملف إعادة هيكلة قصور الثقافة؟
** الهيكل الإداري لقصور الثقافة انتهينا منه، وتحدثت مع وزيرة الثقافة في ذلك الشأن، وتم اعتماده، فهناك بعض الإدارات العامة سيتم إلغاؤها، والبعض سينزل إلى الإدارات الوسطى، فتم تعديل الهيكل الإداري للهيئة، بالتعاون مع الجهاز المركزي، فنحاول تغيير اللائحة وحاليا، وقطعنا فيها شوطا كبيرا في مجلس الدولة، ومجلس الوزراء، وحاليا هي في وزارة المالية للاعتماد.
وفتحنا بعض الأشياء حتى تُعتمد منها التسويق، وجعلنا له مجالات كثيرة، نستطيع من خلالها جذب فنانين كبار، وموضوع الاستثمار له أولوية عند وزيرة الثقافة، منها عمل بروتوكول مع الشركة المتحدة، لكن لم يفعل حتى الآن، والمحور الآخر هو تأجير كل الكافتيريات في كل الأماكن التي يصلح إيجاد بها الكافتيريات، والدعاية على القصور وأبراج المحمول، وأيضا فندقان في الغردقة وأبو سمبل، يتم تشغيلهما، فلا بد أن ترعاهما شركة تستفيد منهما وتستفيد في نفس الوقت الهيئة.