الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قمة إصلاح التعليم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان يوم الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣، يوما مهمًا فى مسيرة إصلاح التعليم المصرى. كان اللقاء بغرض تكريم الطلاب المتفوقين من خريجى الجامعات المصرية (الحكومية والخاصة والأهلية والدولية) دفعة ٢٠٢٣.. كان يومًا مهمًا تم الإعداد له بعناية فائقة، من أول اختيار جامعة قناة السويس فى مدينة الاسماعيلية الجميلة لاستضافة الحدث، إلى جدول الأعمال والذى أُعد له بذكاء وخبرة واشتمل على ثلاث فعاليات، شارك فيها الرئيس وهى لقاء أعضاء المجلس الأعلى للجامعات الحكومية، تلاه لقاء موسع عن التعليم دُعى إليه كل قيادات التعليم العالى ورؤساء اتحادات الطلاب، وانتهى بتكريم أوائل الطلاب فى حفل بهيج فى استاد هيئة قناة السويس، حضره أكثر من ٢٠ ألف من أولياء الامور وأعضاء هيئة التدريس والمهتمين بالتعليم.
ما لفت نظرى فى لقاء الإسماعيلية، هو النظرة الشاملة المتكاملة لملف إصلاح التعليم، حيث تحدث أمام الحضور، كلٌ من وزير التعليم العالى والبحث العلمى، ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزير الشباب والرياضة، ووزيرة الثقافة. أعتقد إن لم تخنى الذاكرة، فإن هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها ٤ وزراء، تشارك وزاراتهم بدور فعال فى اكتمال منظومة التعليم أو بمعنى أدق إصلاح منظومة التعليم المصرية، كما وصفها بصدق وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى د. رضا حجازى. 
لأول مرة أستمع إلى وزير التعليم يتحدث حول حاجة مصر تحسين جودة التعليم الفنى، فيرد عليه وزير التعليم العالى بأن الوزارة أنشأت ١٠ جامعات تكنولوجية وتهدف إلى إنشاء ١٧ جامعة تكنولوجية أخرى بواقع جامعة فى كل محافظة، فيتدخل الرئيس بأن صندوق "تحيا مصر" سوف يقوم ببناء الجامعات التكنولوجية المطلوبة خلال سنة واحدة.
ولأول مرة أسمع من وزير التربية والتعليم، أن الوزارة ترغب فى زيادة مخصصات وزارة التربية والتعليم لإنشاء مدارس جديدة، وأنها ترغب فى إنشاء مدارس لغات ومدارس STEM جديدة، فيبادر الرئيس بالموافقة  على بناء المدارس المطلوبة من صندوق "تحيا مصر"، وتكليف رئيس الوزراء بمضاعفة مخصصات وزارة التعليم فى موازنة الدولة.
ولأول مرة أيضًا، أستمع إلى وزير الشباب والرياضة عن دور وزارته فى بناء شخصية التلاميذ ودورها فى استيعاب الأنشطة الطلابية التى تجذب عودة الطلاب إلى المدارس والأندية الرياضية. وفى عرضه لعدد الجوائز التى فاز بها الشباب المصرى فى البطولات الأوليمبية والدولية والإقليمية، قاطعه الرئيس قائلًا "ما هو السبب فى أن بعض أبطالنا بيسبونا ويهاجروا يلعبوا باسم بلاد أخرى"؟، وحاول الوزير المجتهد أن يبرر ذلك بأن هذا يحدث فى كل الدنيا، فيقوم الرئيس بالتوجيه بمضاعفة المبالغ المالية التى يتلقاها الأبطال، وتسهيل كل سبل التدريب والتأهيل والعناية بكل بطل يرفع اسم مصر فى المسابقات المحلية والدولية.
أما المفاجأة فى لقاء الإسماعيلية، فكانت دعوة وزيرة الثقافة للتحدث عن دور الثقافة المكمل لكل من وزارتى التعليم العالى والتربية والتعليم، فى بناء الشخصية وصقل المواهب وتحسين الذوق العام، فعرفنا أن وزارة الثقافة قد قامت بتخصيص جوائز للتلاميذ الموهبين، وإنشاء مسرح أو أكثر فى كل محافظة، وتعمل على جذب التلاميذ فى المدارس، والطلاب فى الجامعات، للمشاركة الفعالة فى الأنشطة الثقافية التى تشرف عليها وزارة الثقافة، وتخدم العملية التعليمية وتنمى الانتماء الوطنى.
وأخيرًا، أشعر أن هناك نظرة شاملة متكاملة لملف إصلاح التعليم، وألحظ توجه الدوله باعتبار أن التعليم ليس فقط مسؤلية وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى، ولكنها مسؤولية مشتركة من كل الوزارت ومن كل فئات المجتمع، الحكومة والقطاعين الخاص والأهلى.
التعليم يُعنى ببناء الإنسان المصرى القادر على مواجهة تحديات المستقبل، وبناء الإنسان يتطلب تكاتف الجميع للنهوض بمستقبل هذا الوطن وإصلاح منظومة التعليم.
شكرًا لكل من ساهم فى خروج هذا اليوم بهذا الشكل الجميل وبهذه الشحنة الإيجابية التى تدعو للتفاؤل بمستقبل هذا الوطن.
*رئيس جامعة حورس