في واحدة من أكثر القصص غموضًا في عالم الطب، تمكنت امرأة من الحمل مرتين في فترة قصيرة جدًا، حيث إنها أُجريت لها عملية تلقيح اصطناعي (IVF) واحدة، بينما حملت بشكل طبيعي في الآونة ذاتها، مما أثار استغراب الأطباء وعلماء الأحياء.
تعود القصة العجيبة إلى ساندرا وديفيد سيرل، اللذين يبلغان من العمر 36 و40 عامًا على التوالي. في أغسطس 2022، دخلا الزوجين جلسة علاج الإخصاب للمرة الثالثة دون أن يكونوا على علم بأنهم بالفعل في حالة حمل. ولكن ما جعل هذه القصة فريدة هو أنها تُعرف بالتخصيب المتعدد "Superfetation"، والتي تعتبر واحدة من أندر الظواهر في عالم الطب والتكاثر.
ظاهرة التخصيب المتعدد تحدث عندما يتم تخصيب بيضتين في أوقات مختلفة داخل نفس الرحم، وبعد ذلك يتم ولادتهما كأطفال توأم.
كان الزوجين من مدينة بيرث في أستراليا قد خضعا لعلاج الإخصاب بواسطة التلقيح الاصطناعي مرتين من قبل، مما أسفر عن ولادة ابنيهما جورجيا وفريد، اللذين يبلغان الآن خمسة وثلاث سنوات على التوالي.
ولكن في المرة الثالثة، حير الأطباء اكتشافهم اثنين من الأجنة في مراحل تطور مختلفة أثناء الفحص بواسطة جهاز الأمواج فوق الصوتية. بعدما فشلت الفحوصات الدموية في اكتشاف وجود الجنين الثاني قبل بداية عملية التلقيح، تم سؤال الزوجين من قبل الأطباء في العيادة عما إذا كانوا قد مارسوا الجنس خلال عملية العلاج. وأكدت سيرل أنها وزوجها امتنعا عن ذلك وأن الحمل الطبيعي قد حدث قبل بدء العلاج.
إن حمل السيدة بطريقة طبيعية كان مفاجئًا للزوجين، حيث تم تشخيص سيرل بسرطان الخصية في عام 2015، وتلقت السيدة في نفس الوقت إخطارًا بأن لديها نقصًا في عدد البويضات. وتحذر الأطباء تحت هذه الظروف من أن فرص الحمل الطبيعي تكاد تكون غير ممكنة.
على الرغم من أن هؤلاء الأطفال هم توأمان من الناحية الجسدية، إلا أنهم وُلدوا في مراحل مختلفة من التطور بسبب فترات مختلفة قضوها في الرحم. بوبي وُلدت بوزن ثلاثة كيلوجرامات وكانت قد طورت حلاقة الامتصاص عند ولادتها، بينما وُلد مايكل وزنه اثنان كيلوجرامات فقط ولم يكن قادرًا حتى على اللف.
بعد بعض الصعوبات البسيطة في الأسبوع الأول من حياة مايكل، أكدت السيدة أنه الآن يتمتع بصحة جيدة بعد مرور خمسة أشهر.
أمضت أسبوعين في المستشفى قبل أن تلد في الأسبوع 37 من الحمل، بينما كان الهدف الأصلي للأخصائيين الطبيين هو الوصول إلى الأسبوع 39 من الحمل.
ويعتقد الأطباء أن هذه الظاهرة تذهب غالباً دون تسجيل بسبب صعوبة اكتشافها. وقد اكتشف الدكتور ريتشارد ميرفي، الخبير في علاج الإخصاب الذي عمل مع العائلة، الحمل المزدوج بعد أن لاحظ ارتفاعًا غير عادي في مستويات هرمونات السيدة سيرل في فحص الدم الأول، وأظهرت الفحوصات بالموجات فوق الصوتية وجود جنين متقدم بفارق 18 يومًا عن المرجو. ويُعتقد أن هناك حالات أخرى غير مسجلة لهذه الظاهرة، حيث قال الدكتور ميرفي إنه دائمًا من المثير للاهتمام توثيق هذه الحالات النادرة لمساعدة الأطباء الآخرين على فهم كيفية حدوث هذه الأمور النادرة.