هنا وهناك ترى الشوارع تضج بالابتهالات والأناشيد الدينية احتفالاً بالمولد النبوي الشريف، فترى الرجال قد خرجوا مصطفين مهللين يقومون بالضرب على الدفوف وتوزيع الأطعمة والحلويات المعروفة بكل منطقة في وسط الشوادرالمغطاة المملوءة بالزينة والإضاءة الصاخبة والابتهالات، وفي بعض البلدان يتم تنظيم مواكب تضم قارعي الطبول والأغاني الدينية الصوفية، كما يتم تنظيم مراسم وحلقات ذكر يجريها المسلمون للتعرف على صفات النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ويطلبون شفاعته ويعبرون عن شوقهم لرؤيته.
فتتعدد مظاهر البهجة في الشارع المصري، فمنذ قديم الأصل وقد ربط هذا الشعب الكريم المناسبات سواء الدينية أو الاجتماعية بالاحتفالات وتجهيز الشوادر وإطعام الطعام وتبادل المباركات، فترى هنا في مصر أن معظم المناسبات مرتبطة بأكلات معينة، فكل البلدان العربية تقريبًا تعظم المولد النبوي الشريف وتحتفل بقدوم خير الأنام ولكن في مصر يضاف إلى هذا التكريم بيع وشراء “حلاوة المولد” فترى الشوادر في الأرجاء ممتلئة بكل أنواع الحلوى وترى “عرائس المولد” و"الأحصنة" تملأ السرادق المختلفة مع الإضاءة الصاخبة والابتهالات تطرب مسامع المارين في الطرقات.
ولكن للدول العربية الشقيقة طقوس ومراسم أخرى، فيحتفل الشعب التونسي بتحضير الحلوى التونسية الشهيرة المعروفة باسم “عصيدة الزقوقو”، تتكون هذه الحلوى من الصنوبر المطحون والمزين بطبقة من الفواكه المجففة والكريمة والحلويات المميزة، ويقوم الشعب الجزائري بإعداد حلوى تعرف باسم “الطمينة"، وهي واحدة من الحلويات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة والتي تتكون من مزيج من السميد والعسل والزبدة، أما الشعب العرقي فيحتفلون بإعداد حلوى تعرف باسم “الزردة”، وهي حلوى مصنوعة من السكر وماء الورد والهيل والأرز وتزين بالقرفة على الوجه، وفي السودان تعتمد حلوى المولد بشكل رئيسي على بذور السمسم والفول السوداني المكرمل والفستق والمكسرات الأخرى، وفي الأردن وفلسطين يتم الاحتفال بذكرى المولد النبوي من خلال إعداد الحلويات المشهورة في المنطقة والمتمثلة بالكنافة والنمورة وحلوى المشبك وغيرها من الحلويات المعروفة في المنطقة، وأخيرًا في مصر يحتفل المصريون من خلال تقديم حلوى خاصة تعرف باسم حلوى المولد، تأتي هذه الحلوى بأشكال وأنواع مختلفة ولكن تبقى عروسة المولد وحصان المولد أكثرهما شهرة، وحلوى المولد تكون عبارة عن تماثيل مزخرفة مصنوعة من بشكل أساسي من السكر.