كشف أحمد يسرى، مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذي على مشروع شباب أهل مصر، بدايات اللقاءات مع شباب المحافظات الحدودية حتى وصول المشروع إلى اللقاء الثانى عشر، والذى يقام بمدينة العريش.
وخلال لقاء خاص مع "البوابة نيوز" ؛ تحدث عن المشروع، وعن شباب المحافظات وطموحهم، وإعادة اكتشافهم لذاتهم، واكتشاف موهبتهم من اللقاءات والورش والزيارات الميدانية لمختلف الأماكن السياحية فى مصر، والتى بدأت من حى الأسمرات إلى العريش.
وقال أحمد يسري، في حديثه لـ"البوابة نيوز"، إن المشروع بدأ منذ عام ٢٠١٩، وكان الهدف الرئيسي من المشروع هو تعريف شباب المناطق الحدودية أساليب تربوية مغايرة للتنشئة الاجتماعية التى نشأوا عليها، من خلال التفاعل مع المواقف الحياتية المختلفة، وتعريفهم بالأحداث الجديدة الطارئة على المجتمع، والنقطة الأخرى هى تعميق فكرة الانتماء والمواطنة لدى هؤلاء الشباب، من خلال النقاشات واللقاءات التى تتم معهم.
التحاور مع الشباب
ولفت "يسري"، إلى أن عملية التحاور مع الشباب تتيح لنا فرصة تبادل الأفكار والثقافات المختلفة، إذ إن تلك اللقاءات يتخللها عمليات للعصف الذهنى لهؤلاء الشباب القادمين من مناطق حدودية مختلفة، والتى تنتج من خلال الاتصال والتواصل والتشابك مع الآخر، وهو ما ينتج فى النهاية منتج ثقافى وفنى معبرًا عن هذا الاختلاف ويحتوى على كل هذا التنوع فى ثقافات مصر المختلفة.
وأضاف قائلا: "بدأنا من الأسمرات وإلى أسوان بورسعيد دمياط الغردقة ومطروح والوادى الجديد وبيئات مختلفة وثقافات مختلفة وفى كل مرة كان يشهد اللقاء تطورات كثيرة من خلال البرامج التى يتم تقديمها خلال أيام الملتقى، والتى بدأت باللقاء الثقافية فقط، ثم أدخلنا عليها برامج الورش الفنية، والتى فتحت أمامهم مجالات أخرى وأفق جديدة من الحرف التراثية والتى فتحت للبعض منهم أبواب جديدة للرزق، وبالفعل هناك بعض المبادرات التى انطلقت من حى الأسمرات والتى بدأت فى التصدير للخارج، وهنا من قاموا بعمل ورش لصناعة الجلود ويمارسون عملهم بالسوق المصري.
من لا شيء إلى ريادة الأعمال
وعن متابعة هؤلاء الشباب بعد انتهاء كل لقاء فكرى وثقافي، أكد "يسري" أن عمليات متابعة الشباب لا تتوقف، وأنه بدون تلك المتابعة ما كنا لنصل إلى اللقاء الثانى عشر، إذ إننا بعد كل لقاء نقوم بعمل جروب يضم شباب الملتقى من كافة المحافظات، لنقف من خلاله على ما توصل إليه هؤلاء الشباب، بعد انتهاء فترات التدريب، ولكى نقدم لهم الحلول المناسبة فى كافة الأمور التى تواجههم، خلال مشروعاتهم الخاصة.
وأوضح أن هذه المتابعة مستمرة حتى الآن، ومنذ انطلاق المشروع، خاصة فيما يتعلق بالورش والمهن الحرفية والخامات التى يتم استخدامها، بل إن الموضوع يتطرق إلى توفير كل المعلومات المتعلقة بالحرفة من شراء الخامات ومن أين تأتى والتجار المسئولون عنها والأسعار المناسبة وهذا يتم بمساعدة المدربين، وأيضًا كيفية توزيعها وتسويقها فى حال اكتمال عملية الإنتاج، ولدينا بعض الشباب الذين قاموا بتنفيذ مشروعهم وبدأوا التصدير اليوم إلى إيطاليا، كما أن هناك بعض سيدات حى الأسمرات والذين بدأوا من المجهول أصبحوا اليوم من رائدات الأعمال بسبب اشتراكها فى البرامج الخاصة بمشروع أهل مصر.
المتابعة سر
اكتشاف الموهبة
مشروع أهل مصر يشهد إقبالا كبيرا من شباب المحافظات المختلفة والذين يحملون ثقافة مجتمعاتهم بمختلف تنوعاتها، وعن كيفية اكتشاف العناصر المتميزة الموهوبة من بين كل هذا العدد الضخم؛ قال المشرف التنفيذى على المشروع: "فى الحقيقة، الموضوع ليس بالأمر الهين، ويأتى اكتشاف الموهبة من خلال المتابعة والمراقبة الدقيقة للشباب خلال أيام التدريب.
وتابع "يسري": وبالفعل نستطيع اكتشاف عدم ملاءمة أو مناسبة بعض ورش العمل لبعض الشباب، ونرشح لهم ورش أخرى، بحيث يستطيع الشاب الاندماج فيها، بما تتناسب مع قدراته وموهبته، كما أن الأمر لا يقتصر فقط على الإلمام بإحدى الحرف أو الصناعات اليدوية، لكن أيضًا تعديل أنماط بعض السلوكيات التى تتعلق بالثقافة المحلية التى أتى منها.
وأوضح: "أن العمل بداخل المجموعات يتطلب الملاحظة الدائمة للعناصر الشبابية، وتغير أنماط السلوك بما يتماشى مع معايير خروج المنتجات على أفضل وجه ممكن، من خلال اتباع خطوات الإنتاج والتى يتم دعمها بشكل مستمر ومتنامي، كما أن عملية التلاقى بين الشباب من مختلف المحافظات تعمل على إذابة الفوارق بينهم.
كما يكتسبون مهارات وسلوكيات مختلفة، فعلى سبيل المثال: كانت الأفواج التى تأتى من حلايب وشلاتين هى عناصر شبابية من الذكور دون الإناث، وهو ما جعلنا نضع شروطًا بضرورة تمثيل المرأة أو الفتيات بنسبة لا تقل عن خمسين فى المائة من الأفواج التى تأتى من تلك المناطق، وكان الأمر فى منتهى الصعوبة فى البداية، ويتطلب أن نذهب فى بعثة ميدانية لمنطقة حلايب وشلاتين.
وقمنا بعمل أسبوع ثقافى مكثف بصحبة مجموعة من المدربات السيدات، وفى البداية رفضوا الذهاب للملتقى الذى أقيم بقصر الثقافة، وقمنا بجعل المدربات يذهبن إلى منازل الأهالى لإقناعهم وحثهم على مشاركة وأهمية تواجد العنصر النسائي، والتعريف بأهمية مثل تلك الملتقيات، وما تتركه من تطوير وتعميق الانتماء، وهو ما انعكس على الملتقى الذى أقيم بعده، حيث مثلت نساء حلايب وشلاتين بنسبة ٥٠٪ فيما بعد".
وواصل: "فى البداية كان يشارك فى الملتقى من بين مائة شاب يقابله ٢٠ فتاة، وهو ما رأينا أنه يعنى عدم وجود عدالة فى التوزيع، وضرورة التمثيل العادل بين الجنسين، ولهذا حرصنا على تمثيل المرأة بأكبر قدر ممكن، خاصة أن هؤلاء الشباب والفتيات سيصبحون سفراء فى مناطقهم ومحافظتهم لما يتم تقديمه خلال أيام الملتقى.
سفراء داخل مجتمعاتهم
وعن اختيار مدينة العريش لتكون فيها فعاليات الملتقى الثانى عشر؛ أوضح أحمد يسري، أن هذه هى المرة الثانية التى يقام فيها الملتقى الشبابى بمدينة العريش، ويعود هذا لعدة أسباب، أهمها: هى رسالة من وزارة الثقافة ممثلة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو بسيوني، بأن العريش جزء أصيل من أرض مصر، خاصة وأننا نلقى دعما كبيرا وتعاونا من كافة الجهات المختصة والمعنية بداخل المدينة، سواء من قوات الشرطة أو قوات الجيش.
هذا بالإضافة إلى سرعة إصدار التصريحات الخاصة بالزيارات، وتذليل كافة الصعاب التى تواجهنا خلال أيام الملتقى، كما أن الزيارات للأماكن لاسيما زيارة ميناء العريش، وهناك تنسيقات أمنية وثقافية خاصة لزيارة مدينة الشيخ زويد.
وأكد "يسري"، أن مدينة العريش شهدت تغيرات كثيرة خلال الفترة الماضية، ومن هنا أوجه رسالة ودعوة لكل شاب يشارك فى هذا الملتقى، بأن يكونوا سفراء لمدينة العريش، ويقومون بتوصيل رسالة داخل مجتمعهم، بأن العريش مدينة آمنة، وعادت إلى أحضان مصر، قوية متعافية من براثن الفكر المتطرف.
وأضاف أن ميناء العريش يعتبر من أهم المشروعات التى يتم العمل عليها بداخل مدينة العريش وشمال سيناء لأنه سيفتح باب رزق كبير جدا لكل شباب مصر، وسيكون محطة دولية مهمة بالنسبة للخدمات اللوجستية التى سيتم تقديمها فى موانئ البحر المتوسط، وهو ما سينعكس على الدخل القومى المصري، ومن هنا تأتى أهمية تعريف الشباب بالانجازات والتطويرات التى يشهدها الميناء والأسباب التى دفعت الدولة المصرية للاقدام على تلك التطويرات والتوسعات.
رسالة الملتقى
وعن الاستراتيجية التى يقدمها الملتقى الثانى عشر لشباب المحافظات الحدودية؛ لفت قائلاً : "إننا فى هذا اللقاء تحديدًا كنا حريصون على مواكبة التغيرات التى تحدث بداخل المجتمع لاسيما فى ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى والطفرات التكنولوجية التى تحدث بداخل المجتمع ولهذا حرصنا على تحفيز الشباب على التفكير الإبداعى وبشكل مبتكبر وأنه يجب أن يكون هناك تطوير فى التفكير الإبداعى لدى الشباب، ولأننا وجدنا أن هناك من قبل الشباب بالبورصة المصرية وعمليات التداول فى الأسهم والتحديات الاستثمارية فى الأسواق المالية غير المصرفية ولهذا استعان بالهيئة العامة للرقابة المالية".
واختتم “أما عن كيفية اختيار المدربين فنحن حريصون بشكل مستمر على استجلاب الخبرات المتفردة كل فى مجالة، بمعنى آخر أننا نقوم بجلب شيوخ المهنة فى كل مجال، وأنه لابد أن يتوافر فى المدرب عدة شروط ومنها ألا يكون بخيلا فى تقديم ما لديه من علوم وخبرات معرفية فى مهنته وأن يكون لديه القدرة على متابعة الشباب بعد انتهاء الورش، خاصة ورشة صناعة الجلود والديكوباج”.