تنشر البوابة نيوز في ذكرى ميلاده الـ100 لأستاذ الصحافة المصرية، محمد حسنين هيكل، قصة خلافه مع الكاتب الصحفي مصطفى أمين خلال السطور التالية:-
كانت علاقة الصحفى مصطفى أمين، والكاتب محمد حسنين هيكل غريبة وفى غاية من التعقيد والغموض، عند إلقاء القبض على "أمين" عام 1965، متلبسا مع مندوب مخابرات أمريكى فى حديقة منزله، وأثبتت التحقيقات أن مصطفى أمين يتجسس على مصر لحساب المخابرات المركزية الأمريكية، وتم معاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وأثناء سجنه كان "هيكل" على اتصال دائم معه، ووكل محاميا للدفاع عنه، وكان يرسل له أثناء سجن كل المستلزمات من أقلام وكتب وأوراق وأغذية، وأدوية، وتحدث أكثر من مرة مع الرئيس جمال عبد الناصر بأن يتم تخفيف الحكم عليه، ويكتفى باكتشاف عمالة مصطفى أمين ويتركه يرحل خارج مصر، ولكن رفض الرئيس وقال لهيكل إنه لا يمكنه العفو عن الجواسيس، وساعد هيكل بمساعدة أسرة الأستاذ مصطفى أمين أثناء محنته.
وأمر الرئيس بالإفراج عن "أمين" فى 27 من يناير 1974، وفى 31 يناير 1974 خرج الأستاذ هيكل من الأهرام بعد الخلافات مع الرئيس السادات، وعقب خروج هيكل من منصبه تم تعيين على أمين رئيسا للتحرير ومصطفى أمين رئيسا لتحرير الأخبار، وبدأت حملة شرسة منهما على عهد الرئيس "عبد الناصر"، وبعد ذلك كتب مصطفى أمين مذاكراته من أول سنة سجن له حتى السنة التاسعة، وفيها لم يقدم أى دليل على التهمة التى وجهت له.
ثم أصدر الكاتب محمد حسنين هيكل كتابه الوثائقى "بين الصحافة والسياسة" عام 1984، وتناول فيه قضية الأستاذ مصطفى أمين، وكتب فى مقدمته أنه ينشر هذا الكاتب لكل الأطراف على قيد الحياة، من أجل التاريخ، وتحدى أن يقوم أحد بتكذيب معلوماته ووثائقه.
نشر الاستاذ هيكل مقالات الأستاذين مصطفى امين وعلى امين فى تمجيد الملك فاروق والهجوم على حزب الوفد، كما نشر مقالاتها فى تمجيد الرئيس عبد الناصر، قبل القبض على مصطفى أمين، ونشر بها أيضا وثيقة 60 صفحة بخط يد مصطفى أمين، يعترف فيها بعمالته للأمريكان وطالبه العفو من الرئيس.
ونفى الأستاذ ادعاءات مصطفى أمين بتعذيبه فى السجن، مستعينا بشهادة محامى الأستاذ مصطفى أمين فى قضية التجسس، والذى أنكر وقوع تعذيب عليه، واستعان بشهادة أصدقاء مقربين من مصطفى أمين، مثل الصحفى اللبنانى سعيد فريحة، ورئيس وزراء السودان محمد أحمد محجوب، اللذين أكدوا كلام هيكل عن عدم تعرض مصطفى أمين للتعذيب.
واتهم هيكل الأستاذ مصطفى أمين أنه يقوم بتهريب الأموال للخارج عبر أصدقاء فى المخابرات الأمريكية، واتهم توأمه على أمين بالعمالة للمخابرات البريطانية والسعودية، وأن السعوديين كان يصرفون عليه أثناء حياته بأوروبا، أتهم أيضا مصطفى أمين بأنه يجيد فبركة الأكاذيب ويصدقها ويزيد عليها وأنه يلعب على كل العصور.
وحتى الآن لم يتم التعرف على سر العلاقة بين الأستاذ محمد حسنين هيكل والصحفى مصطفى أمين وما الذى جعل "هيكل" بعد أن كان صديق مقرب لـ"أمين" أصبح يهاجمه.