قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن نصر حرب أكتوبر أغلى انتصار في تاريخ العصر الحديث، وهو أمر لا يستطيع أن ينكره أحد، موضحا أن إسرائيل تجهز في الوقت الحالي من أجل العمل على توضيح أسباب الهزيمة في حرب أكتوبر.
وأضاف "فرج"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "صالة التحرير" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أنه فوجئ بأن إسرائيل أعلنت منذ أيام أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيطلق موقع إلكتروني جديد تحت اسم "عيد الغفران"، وهو الاسم الذي يطلقونه على حرب 6 أكتوبر، إذ أنه واحد من الأعياد الدينية داخل إسرائيل، موضحا أن مصر اختارت هذا اليوم لأن ثلث الجيش الاسرائيلى فقط فقط قوات عاملة والباقي في المنازل.
وتابع أنهم يسمون يوم حرب أكتوبر بعيد الغفران في إسرائيل، ألا أن إسرائيل فاجأت الجميع بإنشاء الموقع الجديد، والتي قالت إنها ستنشر من خلاله ملفات هذه الحرب، وقالت إن هناك 15301 صورة، و6035 مستند و 169 خريطة، و215 تسجيل فيديو، و40 تسجيل صوتي لشهادات عن الحرب ومشاهد عن الحرب، مع عرض المداولات التي دارت مع صناع القرار، واكدت إنها ستكشف عن القرارات والأخطاء التي وقعت فيها المخابرات الإسرائيلية قبل الحرب، وإنشاء لجنة أجرانات.
وأوضح "فرج"، أن مصر فاجأت الجيش الإسرائيلي بالهجوم يوم السادس من أكتوبر بالتعاون مع سوريا، وتدمير خط بارليف، وقطع اليد الكبرى لإسرائيل وهي الطيران، وكانت قمة الهزيمة لهم يوم التاسع من أكتوبر، حينما خرج موشى ديان وأقام مؤتمر أعلنوا من خلاله الهزيمة، كل ذلك لطلب الجسر الجوي من الولايات المتحدة الأمريكية.
وواصل، أن إسرائيل بعد أن فاقت من الصدمة، قامت بإنشاء لجنة تقصي حقائق، ومعنى إنشاء هذه اللجنة أن هناك قصور حدث من قبل الجيش الإسرائيلي، وتم إنشاء اللجنة برئاسة شيمون أجرانات، رئيس قضاة المحكمة العليا، وكانت مهمتها تحديد المقصر في حرب أكتوبر، ولذلك سُميت إعلاميا بلجنة أجرانات.
واستكمل "فرج"، أن لجنة أجرانات عزلت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في الحرب، ومنعته من التواجد في أي منصب آخر في الجيش الإسرائيلي، وهو ما يؤكد أن هناك كارثة قوية في الجيش الإسرائيلي خلال حرب السادس من أكتوبر، "لما يتعزل رئيس الأركان من منصبه، فالأمر دخل في التقصير".
وأتم قائلا إن السبب الخفي وراء إنشاء الموقع الجديد الذين يجهزون له سببه هو التغطية على قرارات لجنة أجرانات التي كشفت عن التقصير الكبير لهم في الحرب.