"خلي بالك منه يا ندي واحافظي عليه ده أبني وحبيبي وأبن قلبي " وغيرها من العبر والمواعظ عبر المايكات في حفلات الزفاف" أصبحت تقاليع جديدة منتشرة بشكل كبير في وقتنا هذا مما تسببت في جدل واسع علي السوشايل ميديا خلال الفترة الماضية فتحولت الأفراح الأن إلي مواقف مصطنعة وحكم ومواعظ مما ترتيب عليه في حدوث جدل واسع علي السوشايل ميديا.
"البوابة نيوز" تفتح هذا الملف هل ما يحدث تقليد للدراما أم هوس التريند هو المسيطر فكانت الاجابة في السطور التالية:
البداية عندما علق السيناريست أيمن سليم، عبر صفحته علي موقع التواصل "فيس بوك"علي ما يحدث من إفتكاسات وإختراعات الأفراح ما طرأت عليها مؤخرًا قائلًا: "مالها أفراح زمان العادية ؟؟ الزفة بتبدأ لما العروسة بتخلص من الكوافير كالعادة متأخر عن الميعاد المتفق عليه ويا دوب بياخدوا صورتين بالعدد علشان مافيش وقت وهوب جري على القاعة.. بيفضلوا يسلموا على الناس ربع وقت الفرح وبعدين بيرقصوا سلو لحد ما تبدأ الفقرة الأهم في الفرح اللى هى البوفيه، وأثناء الأكل بنتفرج على روائع مختارة من صور العروسة على شاشات القاعة وهى مشبكة إيديها اللى عليها حنة جنب راسها".
وأكمل "سليم": "لا كنا بنشوف العريس عامل أغنية للعروسة ولا صاحبة العروسة الأنتيم بتهاديها كلمة ولا كلمة خاصة من خطيب العروسة السابق احنا مش فى إذاعة الشرق الأوسط عشان تهادوا بعض أغاني، مش لازم أغنية " بنتي وحبيبتي" ولا "بنت أبويا " ولا " أمورتي الحلوة " إحنا عارفين إنكوا أسرة مترابطة وأكيد بتحبوا بعض مش عايزين نشوف دموعكوا، ولا مهم خالص تتجمعوا دايرة حوالين بعض وتمسكوا الميك تتكلموا وتحكوا مواقف مش حفل تأبين هو، بنفتكس ونغير التراث والفلكلور ليه ؟".
وفي نفس الصدد، علق الناقد الفني طارق الشناوي علي تقليد المواطنين للمسلسلات وما يحث بها من تقاليع علي أرض الواقع قائلَا، لا شك أن السوشيال ميديا اثرت في حياتنا اليومية بشكل كبير جدًا، ولا أحد ينكر أيضًا أن السينما تعتمد بشكل أكبر علي السوشيال ميديا.
وأوضح «الشناوي» في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه لا نستطيع القول بأن الناس تقلد المسلسلات ولكن المسلسلات والدراما هي التي أخذت من السوشيال ميديا.
وتسأل الناقد الفني، من يقوم بتحريك السوشيال ميديا؟، أكيد الناس وفي هذه الحالة تعتبر المادة المتاحة علي السوشيال ميديا أو في الواقع بمثابة بضاعة "رايحة جاية" بمعني أن هناك تأثير وتأثر.
وفي نفس السياق، قالت الدكتور هالة منصور أستاذ علم الإجتماع، أن تلك الظواهر هي نوع من أنواع التقليع لمجرد الأبهار وإنتشار هذه المشاهد وتكرارها علي منصات السوشايل ميديا من قبل بعض الأشخاص هي مبالغة واصطناع منهما مع البحث عن أي تقليعة جديدة لتحقيق الربح وركوب التريند والشهرة.
وأضافت «منصور» في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذا النوع من التقاليع يستبب في عدم الشعور بالسعادة الحقيقة وفقدان بريق الفرحة مقابل الشو.
وأشارت إلى أن ما يحدث جزء منه تقليد عبر الشاشات سواء في السينما أو الدراما ولكن تقليدهم لهذا التقليع قد يكون بشكل أكثر فجاجة والهدف منه لفت الأنتباه والتداول وكسب الأرباح علي صفحاتهم.
واختتمت حديثها برسالة لمن يرغب في عمل الشو علي حساب الفرحة والسعادة قائلة: "افرحوا واتبسطوا وسيبكم من التقليد التي مبيجيش وراه غير الزعل والحزن والندم، أفرحوا ببساطتكم وعيشوا حياة هادئة".
فيما أكد الدكتور جمال فرويز استشاري طب نفسي، أن القضاء علي ظاهرة التقاليع الخاطئة هو الوعي والتعليم، ولكننا نعيش في مرحلة الانفتاح التكنولوجي والثورة التكنولوجية الرابعة.
وقال «فرويز» في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": "لا نمتلك خط فاصل عن الواقع والخيال عن الحقيقة والسراب ولكن اطفالنا تُقلد بشكل جنوني، لذلك أكرر وأقول أن الوعي هو الحل الرئيسي للقضاء علي ظاهرة تقاليد التقاليع".
وتابع: "لا ألوم المسلسل ولا أبطال العمل ولكن المتلقي نفسه لم يمتلك سلاح الوعي اللي يقدر يفرق بيه بين أيه اللي بيتعمل وأيه اللي ميتعملش".
وأوضح أن هناك أشخاص يقومون بتصوير أنفسهم وهم ينتحرون لركوب التريند وهذا وأن دل يدل علي الانحطاط الثقافي أو النسخ الثقافي وقلة وانعدام الوعي.