الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى وفاتها.. 60 عاما وما زال اغتيال العالمة المصرية سميرة موسى محاطاً بالغموض

سميرة موسى
سميرة موسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم 15 أغسطس 1952م، توفيت الدكتورة سميرة موسي،  أول عالمة ذرة مصرية وأول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول. 
ولدت سميرة موسى فى 3 مارس 1917م في قرية سنبو الكبرى بمركز زفتى بالغربية، وعرفت بنبوغها منذ الصغر إذ حفظت القرآن الكريم في سن مبكرة كما حصلت على المركز الأول بين قريناتها فى مدارس القاهرة التى انتقل إليها والدها سعيا وراء تعليمها.

في عام 1932م قامت سميرة موسى بتأليف كتاب في تبسيط مادة الجبر لزميلاتها أثناء دراستها في الصف الأول الثانوى وما لبثت أن حصلت على المركز الأول في شهادة البكالوريا.

التحقت بكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول وتخرجت فيها سنة 1939م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وكانت الأولى على دفعتها وأوائل الدفعات يتم تعينهم كمعيدين.

إلا أنه حدث جدل في مسألة تعيينها كمعيده في الجامعة حيث لم يكن قد تقرر بعد تعيين المرأة في هيئة التدريس، وبعد إصرار عميد كلية العلوم العالم المصرى الشهير د. مصطفى مشرفة على تعيينها اجتمع مجلس الوزراء وأصدر قرار تعيينها فى كلية العلوم كأول معيدة في تاريخ الجامعات المصرية.

بعد ذلك حصلت على شهادة الماجيستير من القاهرة بامتياز في موضوع التواصل الحراري للغازات.

سافرت إلى بريطانيا في بعثة دراسية لمدة 3 سنوات إلا إنها حصلت على الدكتوراه في أقل من عامين في موضوع الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة فكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه.

استغلت سميرة موسى الفترة المتبقية من البعثة في دراسة الذرة وبحثت في إمكانية استخدامها للأغراض السلمية والعلاج، وكانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبى حيث كانت تقول: "أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين".

عاصرت سميرة موسى ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التى دكت هيروشيما وناجازاكي فى عام 1945م، ولفت انتباهها بعد عام 1948م اهتمام إسرائيل المبكر بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسليح النووى فى المنطقة فكانت تحلم بأن تحتل مصر والدول العربية مكاناً بين الدول التي تمتلك سلاحا نوويا إذ كانت تؤمن بأن ملكية أي دولة لسلاح نووى يسهم فى تحقيق السلام، فالدول التي تتبنى فكرة السلام لابد وأن تتحدث من موقف قوة، فقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948م.

كما كانت عضوا فى كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية" التى شكلتها وزارة الصحة المصرية.

في سنة 1951م حصلت على منحة دراسية لدراسة الذرة بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية. 
وأظهرت نبوغا منقطع النظير في أبحاثها هناك فسمح لها بزيارة معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية والتي تحاط نتائج التجارب بها بالسرية الشديدة.

تلقت عدة عروض مغرية لكى تبقى فى أمريكا لكنها رفضت قائلة: "ينتظرني وطن غالى يسمى مصر".

وفى آخر رسالة لها كتبت : "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية فى أمريكا ، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة فى هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" حيث كانت تنوى إنشاء معمل خاص لها فى منطقة الهرم.

وفاتها :
في 15 أغسطس 1952م لقت العالمة الدكتورة سميرة موسى حتفها في الولايات المتحدة الأمريكية في ظروف غامضة، فقبل الذهاب إلى المفاعل جاءها اتصال هاتفي بأن مرشدا ًهنديا ًسيكون بصحبتها في الطريق إلى المفاعل وهو طريق جبلي كثير المنحنيات وعلى ارتفاع 400 قدم وجدت سميرة موسى أمامها فجأة سيارة نقل كبيرة كانت متخفية لتصطدم بسيارتها وتسقط بقوة في عمق الوادي بينما قفز المرشد الهندي الذي أنكر المسئولون في المفاعل الأمريكي بعد ذلك أنهم أرسلوه.

ويؤكد الكثيرون احتمالية اغتيالها على يد الموساد الإسرائيلي، لسعيها لنقل تكنولوجيا الذرة من أمريكا إلى مصر والعالم العربى فى تلك الفترة المبكرة.

كانت بعض الأوساط قد اتهمت الممثلة المصرية اليهودية راقيه إبراهيم بالضلوع في عملية اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى وهو ما تم تأكيده على يد ريتا ديفيد توماس حفيدة راقية إبراهيم من زوجها الأمريكي اليهودي الذي تزوجته عقب هجرتها من مصر سنة 1954، إذ كشفت من واقع المذكرات الشخصية لراقية إبراهيم، والتي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها بكاليفورنيا، عن أن جدتها قد ساهمت بشكل رئيسي في اغتيال وتصفية عالمة الذرة المصرية سميرة موسى مستغلة علاقة الصداقة التي كانت تجمعهما بها، والتي كانت تسمح لها بالذهاب لمنزلها، وتصويره بشكل دقيق.

تقول الحفيدة إن جدتها استطاعت سرقة مفتاح شقة الدكتورة سميرة موسى وطبعته على «صابونة» وأعطتها لمسئولي الموساد وبعد أسبوع قامت راقية إبراهيم باستدراج سميرة موسى للعشاء فى الأوبيرج مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة موسى وتصوير أبحاثها ومعملها الخاص.

وأثناء وجود سميرة موسى فى الولايات المتحدة فى عام 1952م كان في استقبالها صديقة مشتركة مع راقية إبراهيم، تقول ريتا إن هذه الصديقة قامت بإخبار راقية إبراهيم بجدول مواعيد وتحركات سميرة موسى في الولايات المتحدة.

ووفقاً للمذاكرات، قامت راقية إبراهيم بإبلاغ الموساد الإسرائيلي بموعد زيارة الدكتورة سميرة موسى إلى أحد المفاعلات النووية ليتم اغتيالها في حادث سيارة فى مثل هذا اليوم 15 أغسطس 1952.

ورغم مرور أكثر من ستين عاما على رحيل د. سميرة ، فمازال حادث مقتلها فى أمريكا محاطاً بالغموض.