أكد خبراء وإعلاميون أردنيون، أن العلاقات المصرية الأردنية مثال يحتذى به في تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وأنها تطبيق للتفاهم والتنسيق السياسي على مستوى قيادتي البلدين الشقيقين، مشيدين بنتائج اجتماعات اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة التي اختتمت أعمالها أمس الاثنين بالعاصمة عمان برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي، ونظيره الأردني الدكتور بشر الخصاونة.
وقال الخبراء إن مصر والأردن بلدان يسيران في طريق التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري لمواجهة التحديات الاقتصادية القائمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مؤكدين أن لدى القاهرة وعمان خبرات وخيرات قادرة على تجاوز تلك الأزمات والتحديات.
وقال الدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بالأردنية والخبير الاستراتيجي، إن اجتماعات اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة تأتي في توقيت مهم للغاية في ظل وضوح وتطابق الرؤى بين مصر والأردن في مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية وسط عدم وضوح رؤى أخرى في القطر العربي بشأن مثل هذه القضايا، مؤكدا أن هذه الزيارات واللقاءات المتبادلة بين القاهرة وعمان على مستوى القيادتين الرئيس السيسي والعاهل الأردني وعلى مستوى المسئولين في البلدين تؤكد قوة العلاقة وتاريخها.
وأشار الشلبي إلى أن نتائج هذه الاجتماعات تعكس إصرار الجانبين المصري والأردني على تعزيز أواصر العلاقة وقوتها في مختلف المجالات، موضحا أن إصرار البلدين على انعقاد هذه الاجتماعات سواء في القاهرة أو عمان بشكل دوري ومنتظم يؤكد أهميتها واعتبارها نموذجًا للتعاون العربي رفيع المستوى.
ونوه بأن العلاقات المصرية الأردنية تعد نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية، مشددا على أن مصر والأردن لديهما تأكيدات دائمة على عروبة ومركزية القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد الشلبي أنه لا قوة في العالم العربي بدون مصر القيادة والشعب والتاريخ والحضارة والقوة والتواجد الثقيل العربي والإقليمي والدولي، مشددا على أن حضور مصر في العلاقات العربية هو قوة لهذه العلاقات وعلاقاتها مع الأردن تجعلنا دائما نشعر بالفخر والاعتزاز.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي بين البلدين، أوضح أن المشروعات الاقتصادية بين البلدين كثيرة وقوية ونحتاج دائما إلى المزيد، مشيرا إلى أن التعاون السياحي بين البلدين يمثل قوة دفع اقتصادية في ظل التحديات القائمة وخصوصا مع تحقيق التكامل والتعاون بين السياحة في مصر والأردن.
بدوره، رأى الإعلامي الأردني ياسين القيسي، أن اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة تمثل نموذجا حقيقيا لتنفيذ الاتفاقيات والمشروعات بما يعود بالنفع على البلدين، موضحا أن مصر والأردن لديهما مساحات كبيرة مشتركة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والإعلامية.
ونوه بأن هناك إصرارا مصريا أردنيا على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية وهذا ما ظهر خلال المؤتمر الصحفي بين رئيسي وزراء البلدين عقب انتهاء الاجتماعات، مؤكدا أن هناك تنسيقا كاملا وواضحا بين البلدين في كافة المستويات وخصوصا فيما يمثل الأوضاع الاقتصادية والتجارية.
وتابع القيسي أن آلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق الذي كان حاضرا خلال الاجتماعات والاتفاقيات رغم عدم وجود الجانب العراقي يمثل طوق نجاة للاقتصاد العربي والإقليمي لما فيه مصلحة عليا لشعوب الدول الثلاث وشعوب المنطقة إذا ما تم أيضا ربطة بالتكامل والتعاون الرباعي الذي يجمع مصر والأردن والإمارات والبحرين باعتبار ذلك يمثل نموذجا عربيا واضحا يعمل على التنمية المستدامة ومواجهة التحديات القائمة.
وأشار إلى أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين القاهرة وعمان على هامش هذه الاجتماعات تضع خارطة طريق جديدة لتقوية وتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين، مشيدا بمذكرة التفاهم التي وقعت بين وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" ووكالة الأنباء الأردنية "بترا" باعتبارهما قطاعًا مهمًا من قطاعات الإعلام العربي.
على الصعيد ذاته، وصف الدكتور قاسم العمرو، مدير عام وناشر موقع (وطنا اليوم) الإخباري بالأردن، أن زيارة رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق واللقاءات والاجتماعات بأنها أداة جادة وفاعلة من أدوات مواجهة التحديات الاقتصادية وغيرها، مشيرا إلى أن مذكرات التعاون والتفاهم التي أبرمت بين الجانبين تمثل أملا جديدا لشعبي البلدين في ظل الأوضاع الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
وأعرب العمرو عن أمله في أن تكون هناك العديد من هذه الزيارات واللقاءات العربية ليس فقط في مصر أو الأردن ولكن على مستوى المحيط العربي من أجل معرفة أسباب الأزمات الاقتصادية الحالية ووضع استراتيجية عربية ناجعة لمواجهتها، مشيرا إلى أن الشعوب العربية تنتظر تنفيذ المشروعات لتشعر بتحسن الأوضاع المعيشية.
واعتبر زيارة مدبولي وعقد لقاءات مع المسئولين في الجانبين بأنها خطوات نوعية تهدف في المقام الأول الجلوس لمعرفة التحديات والعقبات التي تحول باتجاه تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين أو أحداث نوع من المرونة في القرارات الحكومية في البلدين وهو ما ظهر جليا حينما تحدث رئيسا الوزراء في البلدين عن ضرورة استمرار التواصل السريع وبدون إعاقات بين المسئولين في القاهرة وعمان.
كما اعتبر العمرو أن الأجواء الإيجابية والصريحة والودودة التي ظهرت خلال الاجتماعات ليس بغريبة على دولتين يتواصل قيادتهما بشكل مستمر وبينها علاقة أخوية من نوع خاص تمثل نموذج للشراكة والتعاون العربي العربي يحتذى به في المحافل العالمية، مؤكدا أن الاقتصاد هو البوابة الحقيقية للتعاون بين البلدان ومن ثم فإن العلاقات المصرية الأردنية والتعاون الاقتصادي والتجاري القائم على التكامل وليس التنافس وبالتالي نجحت القاهرة وعمان في أن يكملان بعضهما البعض بما يخدم مصالح شعبيهما، مؤكدا أن مصر والأردن يمتلكان من الكوادر والإمكانيات بما يسهم في تحقيق التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي على غرار التكامل والتنسيق السياسي.
وكان وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية فيصل الشبول قد أعرب عن تفاؤله الكبير بنتائج اجتماعات الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة والتي اختتمت أعمالها في وقت سابق اليوم الاثنين بتوقيع عدد من الوثائق ومذكرات التفاهم والتعاون بين القاهرة وعمان.
وشهد رئيس مجلس الوزراء ونظيره الأردني بمقر الحكومة الأردنية بعمان عقب انتهاء اجتماعات الدورة الحادية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة أمس الاثنين توقيع عدد من الوثائق والاتفاقيات بين البلدين.
ورافق رئيس الوزراء خلال الزيارة وفد رسمي رفيع المستوى، يضم: وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة المهندس محمد شاكر، والبترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، والصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، والتخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، والنقل كامل الوزير، والتجارة والصناعة المهندس أحمد سمير، والعمل حسن شحاتة.