الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مشروبات الطاقة سوق عالمية وآثار مدمرة.. 53.86 مليار دولار حجم السوق العالمية لها.. ودراسات طبية تحذر: تُدمر صحة المراهقين والشباب.. وتؤكد: تُسبب القلق والأرق واضطراب الجهاز الهضمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ارتفع استهلاك مشروبات الطاقة بشكل كبير في العقدين الماضيين، خاصةً بين المراهقين والشباب، حيث يتم تسويق مشروبات الطاقة بقوة مع الادعاء بأن هذه المنتجات تعطي دفعة للطاقة لتحسين الأداء البدني والمعرفي، ومشروبات الطاقة هي مشروبات تحتوي على مستويات عالية من المواد المنشطة مثل الكافيين والسكر والتورين، وغالبًا ما يتم تكميلها بالفيتامينات أو الكارنيتين.

وتوصف مشروبات الطاقة بأنها مشروبات يمكنها تحسين اليقظة العقلية والأداء البدني، وبهذا الحافز تسارع نمو هذه المشروبات في السوق العالمي والمحلي، حيث يعتقد أنها تؤدي إلى تحسين الأداء لأنها تحتوي على خمسة أضعاف كمية الكافيين الموجودة في المشروبات الغازية، بالإضافة إلى مشتقات أخرى مثل التورين والريبوفلافين والبيريدوكسين وغيرها. 

ووفقًا لجامعة هارفرد الأمريكية فمشروبات الطاقة تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين وكميات أكثر من السكر، حيث تحتوي العديد من مشروبات الطاقة على حوالي 200 مجم من الكافيين، وتعادل الكمية الموجودة في كوبين من القهوة المخمرة. 

ويضع مصنعي مشروبات الطاقة بإضافة مواد أخرى يُزعم أنها تزيد الطاقة، مثل فيتامينات ب والأعشاب مثل الجينسنغ والغوارانا. 

سوق مشروبات الطاقة

يتوسع استهلاك مشروبات الطاقة بسرعة مقارنة بفئات المشروبات الأخرى اليوم، فقدر حجم السوق العالمية لمشروبات الطاقة بنحو 53.86 مليار دولار أمريكي في عام 2021 ومن المتوقع أن يصل إلى حجم معدل قدره 89.36 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 7.5٪. فترة التحليل 2023-2030.

وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية نصيب الأسد في سوق الشركات الرئيسية في تصنيع مشروبات الطاقة بواقع 6 شركات عالمية، ويأتي من خلفها كلا من النمسا والفلبين والصين، والشركات هي: شركة Monster Beverage Corporation (الولايات المتحدة) وCoca-Cola Co. (الولايات المتحدة)، وو PepsiCo Inc. (الولايات المتحدة) وKraft Foods Inc. (الولايات المتحدة)، وNational Beverage Corp. (الولايات المتحدة)، وThe Gatorade Company Inc. (الولايات المتحدة)، وRed Bull GmbH (النمسا)،  وNestlé S. ated (الفلبين)، وEastroc Beverage Co Ltd (الصين).

الآثار الطبية 

على الرغم من كل تلك الادعاءات بمفعول مشروبات الطاقة لدعم القوى البدنية والعقلية، إلا أن الدراسات الطبية التي تدعم هذه الادعاءات محدودة، وعلى العكس من ذلك فالدراسات التي ربطت بين الآثار الصحية الضارة بمشروب الطاقة أوضحت أنها غير آمنة.

فأوضحت دراسة الدكتور أحمد عبدالرحمن السني، حول " استهلاك مشروب الطاقة: الآثار الصحية المفيدة والضارة"، أنه عادة ما يصاب الأفراد بأعراض تسمم الكافيين بجرعات تساوي أو تزيد عن 200 ملجرام، وتشمل الأعراض القلق والأرق واضطراب الجهاز الهضمي وارتعاش العضلات والأرق وفترات من عدم الإنهاك، بالإضافة إلى ذلك، يرتبط تناول كميات كبيرة من الكافيين بالصداع اليومي الحاد والمزمن عن طريق تحفيز حالة مسبب للألم من فرط الاستثارة القشرية.

وأضافت الدراسة أنه تم التعرف على أربعة اضطرابات نفسية ناتجة عن الكافيين من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، بما في ذلك تسمم الكافيين، والقلق الناجم عن الكافيين، واضطراب النوم الناجم عن الكافيين والاضطراب المرتبط بالكافيين. 

كما أظهرت دراسة أجريت على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عامًا وجود علاقة قوية بين تناول الكافيين والسلوك العنيف بالإضافة إلى اضطرابات السلوك. وأشارت عدة تقارير إلى أن مشروب الطاقة قد يساهم في السكتة الدماغية الإقفارية ويؤدي إلى نوبات الصرع. 

كما يمكن ملاحظة الهلوسة لدى الأفراد الذين يستهلكون أكثر من 300 مجم من الكافيين يوميًا، والمستويات العالية من الكورتيزول التي تتبع تناول الكافيين يمكن أن تفسر ذلك، ويعزز الكورتيزول التأثيرات الفسيولوجية للإجهاد مما يؤدي إلى ميل أكبر لدى الأشخاص إلى الهلوسة.

ووجدت الدراسات المعملية أن مزيجًا من الكافيين والتوراين والغوارانا قد يعزز ويعزز موت الخلايا المبرمج عن طريق الحد من أنشطة ديسموتاز الفائق والكتلاز على الخلايا العصبية البشرية SH-SY5Y.

مشروبات الطاقة والصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، والإحساس بالإجهاد البدني تتزايد الرغبة في شرب المشروبات الباردة، ويُقبل الشباب والمراهقين على شرب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بشكل مبالغ فيه، وغالبًا لا يكتفي بواحدة منها، مما يعرضه إلى مخاطر أكثر خاصة في فصل الصيف وحرارة الطقس.

فالدراسات أثبتت أن الكافيين الموجود في مشروبات الطاقة يعزز إدرار البول، لذلك، يجب تجنب مشروبات الطاقة أثناء ممارسة الرياضة لفترات طويلة في بيئة حارة بسبب احتمالية الإصابة بالجفاف، كما أفادت الدراسات أن الجفاف عند مستوى 1.5 % أثناء ممارسة الرياضة لفترات طويلة قد يؤدي إلى زيادة في درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب ومعدل الجهد الملحوظ. 

ويعزز الكافيين أيضًا فقدان الصوديوم في البول (التبول اللاإرادي)، مما يؤثر على حجم البلازما وينتج عنه تغير كبير في أداء القلب والأوعية الدموية أثناء ممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي عدم توازن الصوديوم أثناء التمرين لفترات طويلة في بيئة حارة إلى تقليل القوة متساوية القياس في الساقين.

وعلى سبيل المثال، تعرض رجل يبلغ من العمر 40 عامًا لأزمة كلوية حادة بعد تناول مشروبات الطاقة يوميًا لمدة 2-3 أسابيع، مما أدى إلى زيادة الكرياتينين في الدم خمسة أضعاف المطلوب، وعاد إلى طبيعته بعد يومين من التوقف عن استهلاك مشروب الطاقة.

تحذيرات حول المراهقين

وحذرت جامعة "هارفرد" أن أهم ما يثير القلق في مشروبات الطاقة هو الافتقار إلى التنظيم بشأن سلامة هذه المشروبات، فضلًا عن أساليب التسويق العدوانية الموجهة نحو المراهقين، حيث أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية أنه في عام 2007، ذهب 1145 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا إلى غرفة الطوارئ لحالات متعلقة بمشروب الطاقة، وفي عام 2011، ارتفع هذا الرقم إلى 1499 حالة.

هذا الأمر لم يقتصر فقط في أمريكا والدول الأوروبية، فعلى الصعيد المحلي حذرت وزارة التربية والتعليم في وقت سابق من العام الماضي، من تناول الطلاب مشروبات الطاقة، لأنها لا تتناسب مع الفئات العمرية الأقل من 18 عاما، وزادت معدلات بيعها للطلاب بشكل يضر بصحتهم.

وقدمت الوزارة توجيهاته لكافة المديريات التعليمية بمراجعة كافة منافذ بيع منتجات المشروبات والحلوى للطلاب بمختلف المدارس، مع التأكيد على عدم وجود المنتجات مجهولة المصدر والتي تمثل خطرا على صحة ابنائنا الطلاب، مع الإعلان عن إصدار كتاب دوري بتوجيهات الوزير ذات الصلة لكافة المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية.