شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعا خلال آخر جلسات تداول شهر يوليو والذي بالرغم من ذلك قد يغلق على ارتفاع، بينما يستمر التذبذب في حركة الذهب والذي قد يحسم اتجاهه خلال هذا الأسبوع بدعم من بيانات التوظيف عن الاقتصاد الأمريكي.
وانخفضت أسعار الذهب الفورية خلال تداولات اليوم الاثنين بنسبة 0.2% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1955 دولار للأونصة، وذلك بعد الأسبوع الماضي الذي شهد تذبذب كبير في أسعار الذهب لتظل التداولات داخل نطاقات محددة.
وقال التقرير الفني لجولد بيليون إن نطاق الأسعار بين 1940 – 1980 دولار للأونصة هو ما يحدد حركة الذهب خلال هذه الفترة، وأن تداولات الذهب داخل هذا النطاق يعكس عدم وضوح اتجاه محدد في السوق، ولكن قد يحسم الذهب أمره هذا الأسبوع.
وقرر البنك الفيدرالي الأمريكي الأسبوع الماضي، رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى أعلى معدل لها منذ 22 عام عند 5.50%، وترك البنك الباب مفتوح أمام رفع جديد للفائدة في اجتماعاته المقبلة ولكن الأمر يتوقف على البيانات الاقتصادية.
وتسبب هذا في ضعف كبير في أسعار الذهب خاصة بعد البيانات التي أظهرت استقرار النمو في الاقتصاد الأمريكي وتزايد احتمالية الهبوط السلس للاقتصاد الأمريكي وتجنب الركود، وهو ما يعد أخبار سلبية للذهب الذي ينتعش في أوقات التباطؤ والركود الاقتصادي كونه الملاذ الآمن الأول في الأسواق المالية.
من جهة أخرى، مع نهاية الأسبوع صدرت بيانات التضخم عن الولايات المتحدة ليظهر المؤشر المفضل لقياس التضخم من قبل الفيدرالي الأمريكي تراجع في شهر يونيو، الأمر الذي يدل أن التضخم يستجيب بشكل واضح لسياسة البنك الفيدرالي ويشهد تراجع ملحوظ قد لا يتطلب معه المزيد من رفع أسعار الفائدة.
وأعادت بيانات التضخم الهدوء إلى أسعار الذهب وأنهت سريعا التراجع الذي أصابه عقب اجتماع الفيدرالي ليستمر الذهب في مرحلة التذبذب الحالية.
ارتفع الدولار الأمريكي في المقابل خلال تداولات اليوم الاثنين بنسبة 0.2% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، يأتي هذا في ظل تداول العائد على السندات الحكومية الأمريكية بالقرب من أعلى مستوياتها في أسبوعين ما يدعم الدولار مقابل العملات الأخرى.
وتنتظر الأسواق العالمية هذا الأسبوع صدور العديد من البيانات المتعلقة بأوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يصدر يوم الجمعة القادمة تقرير الوظائف الحكومي عن أعداد الوظائف في القطاع الغير زراعي.
أداء قطاع العمالة في الولايات المتحدة يعد مقياس هام لإنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة ومعدلات الأجور وهي العوامل الأساسية المكونة للتضخم الأمريكي، وبالتالي ضعف قطاع العمالة يدل على تراجع معدلات التضخم وبالتالي عدم الحاجة لمزيد من رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي وهي الأخبار الإيجابية للذهب.
أما استمرار انتعاش قطاع العمالة وارتفاع اعداد الوظائف الجديدة بأعلى من المتوقع سيعمل هذا على زيادة الضغط على معدلات التضخم وبالتالي ستبقى توقعات رفع الفائدة مجدداً متواجدة في الأسواق وسيكون تأثيرها سلبي على أسعار الذهب، وفق جولد بيليون.
الآن الذهب يبحث عن اتجاه في السوق ويمكننا القول أن تقرير الوظائف الأمريكي سيعطيه هذا الاتجاه على المدى القصير على الأقل، ولكن صدور أي بيانات اقتصادية متعلقة بشكل مباشر بالنمو أو التضخم سيكون لها تأثير على تحركات الأسواق، خاصة أن البنك الفيدرالي أشار إلى أهمية البيانات في اتخاذ قرار السياسة النقدية.