أكدت الولايات المتحدة وإيطاليا على الأهمية الحيوية للجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار والازدهار في منطقة البحر المتوسط الأوسع نطاقا، بما في ذلك من خلال معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار والإرهاب وتدفقات الهجرة غير الشرعية.
جاء ذلك، حسب ما نشره البيت الأبيض في بيان عبر موقعه الإلكتروني، اليوم الجمعة، خلال لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني في البيت الأبيض.
وأكد الجانبان دعمهما للشعب التونسي في الوقت الذي تواجه فيه تونس تحديات اقتصادية وسياسية مستمرة ورغبتهما المشتركة في تونس مزدهرة وآمنة وديمقراطية.
ورحبت الولايات المتحدة بمؤتمر الهجرة والتنمية الذي عقد في 23 يوليو في روما، وكذلك "عملية روما" لتعزيز الشراكات بين بلدان المنشأ والعبور ووجهة الهجرة في منطقة البحر المتوسط الأوسع نطاقا والشرق الأوسط وإفريقيا.
وفي هذا الإطار، أحاطت الولايات المتحدة علما "بخطة ماتي" الإيطالية وهي نموذج للتعاون من أجل مساعدة الدول الأفريقية على العيش بشكل أفضل مع الموارد المتاحة لها.
وبحسب البيان، جددت الولايات المتحدة وإيطاليا التزامهما المشترك بأمن واستقرار وازدهار غرب البلقان ودعمهما الطويل الأمد للتكامل الأوروبي الأطلسي في المنطقة. كما رحبت الولايات المتحدة بالتزام الحكومة الإيطالية في غرب البلقان، بما في ذلك من خلال مساهمة القوات المسلحة الإيطالية في مهام قوة كوسوفو ويوليكس ويوفور ألثيا.
وأكد بايدن وميلوني التزامهما الراسخ بحرية وانفتاح وازدهار وشمول وأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي هذا السياق، رحبت الولايات المتحدة بالوجود المتزايد لإيطاليا في المنطقة.
كما أكد الجانبان الأهمية الحيوية للحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وهو أمر أساسي للأمن والازدهار الإقليمي والعالمي. وتلتزم الولايات المتحدة وإيطاليا أيضًا بتعزيز المشاورات الثنائية والمتعددة الأطراف بشأن الفرص والتحديات التي تطرحها الصين.
وتتعهد الولايات المتحدة وإيطاليا بمواصلة التنسيق، بما في ذلك داخل المنتديات متعددة الأطراف، بشأن قضايا تعزيز الرخاء العالمي والنمو الشامل والسلام والأمن. وتتطلع الولايات المتحدة إلى قيادة إيطاليا لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في عام 2024 المقبل، حيث ستزيد مجموعة السبع الجهود لتسريع وتيرة الانتقال للطاقة النظيفة، ومعالجة التحديات العالمية الملحة، بما في ذلك تغير المناخ.
وأكد الرئيس الأمريكي ورئيسة الوزراء الإيطالية أن قمة الناتو الأخيرة في عاصمة ليتوانيا، فيلنيوس، أظهرت وحدة وقوة الرابطة عبر الأطلسي وقدرة الحلف الفريدة على تكييف موقف الردع والدفاع لمواجهة التحديات من جميع الاتجاهات الاستراتيجية، بما في ذلك الجناح الجنوبي لحلف الناتو.
وبحسب البيان المشترك، يقف الزعيمان إلى جانب أوكرانيا وهي تدافع عن نفسها ضد التدخل العسكري الروسي غير القانوني وستستمر الولايات المتحدة وإيطاليا في تقديم المساعدة السياسية والعسكرية والمالية والإنسانية لأوكرانيا لأطول فترة ممكنة، بهدف تحقيق سلام عادل ودائم يحترم دوما ميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
ووفقا للبيان، تدرك الولايات المتحدة وإيطاليا أيضًا الحاجة إلى معالجة العواقب العالمية للصراع، لا سيما على استقرار البلدان الضعيفة والطاقة والأمن الغذائي.
وأكدا مجددًا أهمية تمكين أوكرانيا من تصدير الغذاء عبر البحر الأسود، وأدانا انسحاب روسيا آحادي الجانب من مبادرة حبوب البحر الأسود، التي كان لها دور فعال في خفض أسعار الغذاء العالمية، وهجماتها على مخازن الحبوب الأوكرانية والبنية التحتية للنقل.
ويلتزم الجانبان أيضًا بمزيد من التنسيق بشأن إعمار أوكرانيا وأقرا بالدور الذي ستلعبه إيطاليا في هذا الجهد، مع رئاسة إيطاليا لمجموعة السبع في عام 2024 واستضافة مؤتمر إعمار أوكرانيا في عام 2025.
وجدد بايدن وميلوني خلال اجتماعهما التأكيد على أهمية التحالف الذي لا يتزعزع والشراكة الاستراتيجية والصداقة العميقة بين الولايات المتحدة وإيطاليا التي تأسست على القيم والمبادئ المشتركة من ديمقراطية وحرية واحترام لحقوق الإنسان، معززة بالهدف المشترك لتعزيز السلام والأمن والرخاء في جميع أنحاء العالم.