أكد رئيس الوزراء الأردنى الدكتور بشر الخصاونة، أهمية الآلية الثلاثية التى تجمع الأردن ومصر والعراق، والكثير من المشاريع الأساسية والمركزية ضمنها، والتى تتقاطع أيضا مع التعاون الثنائى الوطيد والمتجذر.
وقال الخصاونة خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره العراقى محمد شياع السودانى، عقب مباحثاتهما اليوم الاثنين، فى العاصمة العراقية بغداد - "إن من ضمن هذه المشاريع المدينة الاقتصادية على الحدود بين الأردن والعراق التى قطعنا أشواطا باتجاهها، ومشروع الربط الكهربائى الذى ستكتمل المرحلة الأولى منه خلال الشهر المقبل، ونأمل أن تسير المرحلة الثانية منه بوتيرة سريعة لتكتمل خلال عام أو عام ونصف".
وشدد على ضرورة الانتقال إلى حيز البحث الفعلى والتنفيذ للمشاريع الاستراتيجية الكبرى، ومن ضمنها أنبوب البصرة - حديثة، الذى سيتفرع عنه خط باتجاه العقبة، والقيم المضافة التى سيمثلها هذا المشروع فى إطار إقامة مناطق لصناعات بتروكيماوية تعتمد عليه وعلى العلاقات التكاملية فى مجالات الأسمدة والاستكشافات الواعدة على الحدود بين البلدين بما قد يسمح بفتح صناعات، مثل الأمونيا الزرقاء وغيرها من الصناعات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن الاجتماع الموسع، الذى تخللته المباحثات، مثل فرصة للتداول فى المواقف السياسية المشتركة التى تصل فى الكثير من جوانبها إلى حد التطابق، منوها بأنه تم التأكيد على استمرار التنسيق الأمنى الذى يستهدف محاربة الإرهاب والتطرف وعدم السماح بأى ثغرات قد يتسلل من خلالها شبح الإرهاب المقيت بما يهدد مجتمعاتنا، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية مباشرة وفاعلة للتعامل مع تحدى المخدرات الذى يتهدد شعوبنا.
وشدد على أن هذا الخطر العابر للحدود يقتضى ترسيخ التعاون الثنائى بين الأردن والعراق، بالإضافة إلى التعاون العربى الإقليمى فى محاربة هذه الآفة التى باتت هاجسا تعانى منه المجتمعات، وتتطلب تفعيل الآليات الكفيلة والانتقال بالإجراءات إلى حيز التنفيذ.
وجدد التأكيد على الموقف الأردنى الداعى إلى ضرورة إيجاد أفق سياسى لحل القضية الفلسطينية، يرتكز إلى حل الدولتين؛ لتقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة والقابلة للحياة على خدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا استمرار الأردن فى النهوض بمسؤوليته وواجبه فى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشريف، ومنع كل محاولة لتغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم، انطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية.
وحول أوجه التعاون الاقتصادى، شدد رئيس الوزراء الأردنى ونظيره العراقى على ضرورة الانتقال من حيز التخطيط إلى حيز التنفيذ الذى يشعر بأثره المواطنون فى كلا البلدين الشقيقين، وكذلك الأشقاء العرب فى إطار آليات التعاون العربى - العربى، سواء مبادرة التكامل الصناعى أو آلية التعاون الثلاثى، لاسيما فى المشاريع الكبرى، مثل مشروع أنبوب النفط بين البصرة والعقبة.
ونوه الخصاونة بأن المباحثات تخللها الوصول إلى توافقات بزيادة كميات النفط التى يشتريها الأردن من العراق من 10 آلاف برميل يوميا إلى 15 ألف برميل يوميا، والتى تسهم فى سد جزء من احتياجات الأردن البالغة 134 ألف برميل يوميا، لافتا إلى أن الجانب العراقى أبدى الاستعداد للنظر فى طلب الاستفادة من الخبرة العراقية فى التنقيب عن المعادن والنفط والاستفادة من قسم من المعدات العراقية فى هذا الجانب.
ومن ناحية أخرى، جدد الخصاونة رفض الأردن وتنديده بممارسات حرق المصحف الشريف التى تثير حفيظة المسلمين، والتى من شأنها أن تغذى مشاعر الكراهية ولا تمت بصلة لحرية التعبير عن الرأى.
ومن جهته، أشار رئيس مجلس الوزراء العراقى إلى أنه تم التأكيد على أهمية التعاون الثلاثى الأردنى العراقى المصرى، وأهمية تفعيل مخرجات القمم الثلاثية بين قادة هذه الدول، وآخرها التى عقدت فى بغداد، منوها بوجود مشاريع ومقترحات واعدة قيد الدراسة والتواصل بين الوزراء المعنيين فى الدول الثلاث لإعدادها تمهيدا للقاء المقبل بين قادة الدول الثلاثة.
ولفت إلى أنه تم التأكيد على إنجاز تأشيرات الدخول للعراق والأردن بيسر وسهولة، ما يسهل على رجال الأعمال العمل بحرية ويسر مع التأكيد على زيادة الرحلات الجوية بين البلدين.
وشدد على رفض البلدين للإساءة والتجاوز الفاضح بحرق المصحف الشريف، والذى يتكرر فى أكثر من دولة، مؤكدا أن هذا إساءة لأكثر من مليار مسلم، كما أكد أن هذا التجاوز يشجع على التطرف والكراهية والعنف الذى عانى منه العراق، داعيا الى موقف مشترك وحازم من كل الدول العربية والإسلامية تجاه هذه الإساءات لمشاعر المسلمين.